رثاء للسينما المصرية في ندوة للتأريخ لها بمهرجان الإسماعيلية

> الإسماعيلية «الأيام» سعد القرش:

> قدمت ندوة كانت مخصصة لبحث قضية التأريخ للسينما المصرية بمهرجان الإسماعيلية الدولي الحادي عشر للأفلام التسجيلية ما يشبه الرثاء لما آلت إليه هذه السينما في السنوات الأخيرة من توجهات “تجارية” بالتوازي مع تصاعد موجات التشدد الإسلامي.

والمهرجان الذي أعلنت جوائزه مساء أمس في حفل الختام خصص يومه الأخير لندوة عنوانها (إشكالية التأريخ للسينما المصرية وسؤال الهوية) حيث ثار جدل في الأشهر الأخيرة كما قال رئيس المهرجان الناقد السينمائي علي أبو شادي في بداية الندوة حول مئوية السينما المصرية مضيفا أن الندوة تهدف إلى بحث الأسس الموضوعية للتأريخ.

لكن الناقد المغربي مصطفى المسناوي تساءل عن الهدف من التأريخ للسينما المصرية وعما إذا كان يتعلق بالماضي أم بما تطرحه العولمة وشروط السوق بعد أن “شكلت السينما المصرية للمواطن العربي حلما مصريا. لم تكن مجرد نقل للواقع المصري وإنما تشكيل لوجدان مشترك للوطن العربي كله.” وأضاف أن قضية الهوية لا تناقش بعيدا عن تساؤلات الحاضر “فلا يتعلق الأمر بسينما مصرية وإنما بسينما تهم وطنا (عربيا) بأكمله. الآن يبدو الأمر مأساويا إذ عايشت (كمواطن مغربي) مصر كجزء منها في الأغنية والأدب والأفلام” مشددا على أنه لم يعد يجد شيئا من تلك المعاني في الأغنية المصرية أو ما ينتج من أفلام يعتبرها تجارية.

وتناول المسناوي قضية بيع نيجاتيف الأفلام المصرية لقنوات فضائية عربية واصفا ذلك بأنه بيع لجزء من الذاكرة العربية والمكون “الأساسي لثقافتنا. لحلمنا.”

واشترت قنوات فضائية عددا هائلا من النسخ السالبة لأفلام مصرية قديمة بعضها يعد من الكلاسيكيات وأصبح من حقها التصرف فيها بالعرض أو المنع أو حذف أجزاء منها وبيعها أيضا بحكم أنها المالك الحالي لأعمال يشدد نقاد وسينمائيون على أنها ملك للوطن وجزء أصيل من ذاكرته.

وقال الناقد السوري بندر عبد الحميد إن التأريخ للسينما لا ينفصل عن تحديد الموقف الحالي من السينما كجزء من الثقافة العربية مضيفا أن “هويتنا الثقافية مهددة من داخلنا. السينما مهددة بالانقراض بسبب تيارات التخلف التي تهدد حياتنا اليوم ومنذ عشرين عاما.. تخلف باسم الإسلام وباسم التراث” مشيرا إلى أن تيارات التشدد الإسلامي لا تلغي السينما فقط وإنما تهدد مفهوم الحرية.

وأضاف أن كثيرا من الثوابت العربية تراجعت ومنها المناهج الدراسية والسينما تحت تأثير “تبشير إسلامي هو أسوأ من التبشير بالديانات الأخرى لأنه مرتبط بالقتل وليس قابلا للحوار” مدللا على ذلك بتقلص عدد دور السينما في بعض الدول العربية وعدم وجودها من الأساسفي دول أخرى.

وإذا كان المتحدثون العرب ركزوا على هموم المستقبل في السينما والثقافة فإن المصريين حاولوا الاقتراب من موضوع الندوة التي أشرف عليها المخرج المصري سيد سعيد الذي أوضح أن التأريخ للسينما يطرح تساؤلات عما يعني الفيلم الأول بالنسبة لأي بلد.. هل هو الفيلم الذي صور على أرضها.. أم الذي أنتجته شركة وطنية.. أم الذي أنتجه وأخرجه مواطن من البلد نفسه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى