سوروها بالعدل .. لا بالعصى

> علي عمر الهيج:

> الرجال الحقيقيون لا يخافون في الله لومة لائم .. الرجال المخلصون هم أولئك الذين يشيرون ويعرَّون الخطيئة والمنكر إبتغاء للفضيلة وصلاح الوطن حتى وإن اقتيدوا إلى المعتقلات ووضعت أمامهم بوابات من الجبال .

نقولها من على هذا المنبر المحترم بأن هجمات الترهيب ومطاردة الرجال الأوفياء أمر لن يفلح أبداً أبداً بل يزيد هؤلاء إصرارا بأنهم على خط الحقيقة سائرون .

لم توضع السجون لاعتقال الرجال الذين يقولون الحق في طالعة النهار، ولم تصنع الأغلال والسلاسل لتقييد شموس الحرية .. السجون ينبغي أن يُزج فيها الوحوش ومروجو الباطل الذين يدوسون على النظام أمام الملأ غير مبالين بالعقاب ولا المساءلة .

هل انقلبت الموازين في هذا البلد التواق إلى النمو والتحديث ولماذا نرى مسيرة العمل الديمقراطي آخذة دروب الاستئذان للمهاجرة بالآراء العادلة، ولماذا يمرح أمامنا العابثون الحاقدون فيما الزهور والورود البيضاء تداس فوق كل حدائق الوطن؟!

اسمعوها .. أفشوا الأمان بين الناس ولا تجعلوها هوشلية مفصلة بثوابت الوطن لتفصل عند خياطي العبث والفوضى.

وإذا كنتم تبتغون للناس الخروج من هذه المآسي والويلات فسوروها بالعدل والأمان لا بتكميم الحريات والعصي ومطاردة الأقلام لأن هذا يناقض دساتير الوحدة والديمقراطية التي ملأتم العالم بها حتى كاد يصدق أننا أرض حرة تحترم الآراء السديدة .

الناس اليوم يفترشون الطرقات ويتجرعون الآلام فيما أنتم تشكلون اللجان تلو اللجان.. اعلموا أن لا أثر للدولة ولا بصمات للنظام الحقيقي وأصبحت الأمور جميعها تسير في قوالب التهميش والطمس ومحو حقوق الناس .

هل نحن من نصنع هذه المآسي أم أننا نرى الناس يتدافعون بالعشرات باحثين عن بصيص أمل ؟

اعقلوها وتوكلوا واعلموا أن النفس لا تدري بأي أرض تموت.. فلا تزرعوا الرعب بين الناس واستبقوا الخيرات وسوروها بالعدل لعلكم تفلحون .

نقول هذا الكلام لأننا نرى ثمة تردياً واضحاً للعيان والأمور تتدهور والناس يتألمون وأحزمة البطون نفدت من الأسواق ومصالح الناس معطلة والشباب يصرخون حائرين.

اعقلوها ثانياً .. وسورها بالعدل لا بالعصا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى