بري يحذر من الفوضى اذا لم ينتخب رئيس جديد للبنان

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

> حذر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري من الفوضى اذا لم يتم التوصل الى انتخاب رئيس توافقي قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي اميل لحود حليف دمشق، فيما يشهد لبنان حركة دبلوماسية ناشطة لمساعدته على انتخاب رئيس جديد.

فقد اكد بري أمس الثلاثاء ان المبادرة التي طرحها لحل الازمة والقاضية بمقايضة حكومة الوحدة الوطنية بالتوافق على اسم رئيس للجمهورية تشكل الفرصة الاخيرة لتجنيب لبنان "فوضى محتملة".

وقال لصحيفة "الاخبار" اللبنانية انه يريد ان توافق الاكثرية الحاكمة المدعومة من البلدان الغربية ودول عربية كبرى من دون شروط على مبادرته بكاملها، وهو شرط رفضته مصادر الاكثرية التي لم تعلن حتى الان موقفا نهائيا وان ابدت ترحيبها "المبدئي" بمبادرته.

وقال رئيس البرلمان الذي يترأس كذلك حركة امل الشيعية ان مبادرته "هي الامل الاخير في احراز تقدم في تسوية داخلية تؤدي الى اجراء الاستحقاق الرئاسي وتجنيب لبنان فوضى محتملة".

واضاف "ارغب ان اسمع الفريق الاخر (الاكثرية) يعلن تأييده غير المشروط ولا يقترن ب +لكن+ خشية ان يؤدي ذلك بالجهود التي ابذلها".

ودعا بري الى جلسة في 25 ايلول/سبتمبر من اجل الانتخابات الرئاسية التي تبدأ مهلتها الدستورية في 24 ايلول/سبتمبر وتنتهي في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم الاخير من ولاية الرئيس اميل لحود.

واعلن بري في 31 آب/اغسطس الماضي ان المعارضة التي يشكل حزب الله المدعوم من دمشق القوة الرئيسية فيها، مستعدة للتخلي عن مطالبتها بحكومة وحدة وطنية توفر لها الثلث المعطل مقابل التفاهم مع الغالبية النيابية على اسم رئيس الجمهورية وعلى النصاب البرلماني المطلوب لانتخابه.

وتتمسك المعارضة بان النصاب المطلوب هو ثلثا اعضاء البرلمان (128) فيما ترى الاكثرية ان هذا النصاب صحيح الا في الايام العشرة الاخيرة من المهلة الدستورية حيث بامكانها ان تنتخب الرئيس بالاكثرية المطلقة، اي النصف زائدا واحدا.

من ناحيته، اكد النائب السابق فارس سعيد احد قادة قوى 14 اذار/مارس أمس الثلاثاء ان الاكثرية "ستتجاوب مع المبادرة اخذة في الاعتبار محاذير عدة ابرزها عدم التنازل عن حقها في انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد وفقا للدستور".

واعتبر سعيد في تصريحات نشرتها الصحف اللبنانية ان الشرط الذي وضعه بري "غير وارد".

واكد النائب وائل ابو فاعور عضو كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، احد ابرز قادة الاكثرية، ان اشتراط المبادرة "التسليم بنصاب الثلثين قبل اي نقاش مقايضة غير نزيهة".

واضاف "سنختار (رئيسا) بالنصف زائد واحد في وجه التعطيل والفراغ والتلاعب الدستوري".

وعنونت صحيفة "المستقبل" اللبنانية التي تملكها اسرة الحريري الثلاثاء "قوى 14 اذار ايجابية لكن لا للتخيير بين مبادرة بري بالجملة او الكارثة".

وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لفت اثر اعلان المبادرة الى "امكان البناء عليها".

من ناحيته، اكد النائب محمد رعد رئيس كتلة نواب حزب الله ان مبادرة بري هي "المبادرة الأخيرة ولا حل اخر". واعتبر ان المعارضة تخلت عن مطلب حكومة وحدة وطنية "افساحا في المجال امام توافق لانتخاب رئيس للجمهورية ومقابل اقرار من الموالاة بنصاب ثلثين لانتخاب رئيس للجمهورية".

وحذر من اي محاولة خرق للدستور و"الاتيان برئيس تحد على اساس النصف زائد واحد لان في ذلك انتاج سلطة منقوصة القدرة على الحكم وستدخلنا في ازمات وصراعات متتالية".

وكان لحود اعلن اخر الشهر الماضي انه سيشكل حكومة انتقالية في حال عدم التوصل الى تسوية، ما يعني قيام حكومة ثانية الى جانب حكومة السنيورة التي يقول الدستور بنقل السلطة الرئاسية اليها في هذه الحال.

لكن لحود يرفض تسليمها السلطة لانه يعتبرها كما تعتبرها المعارضة غير دستورية بعد استقالة كل وزراء الطائفة الشيعية (خمسة) اضافة الى وزير قريب منه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وتشهد بيروت ابتداء من اليوم الأربعاء حركة دبلوماسية ناشطة للمساعدة على حل الازمة.

وكتبت صحيفة "النهار" القريبة من الاكثرية ان هذه التحركات " تدل على ان الاستحقاق الرئاسي اصبح اولوية واقعية لدى المجتمع الدولي".

ومن المقرر ان يزور بيروت الاربعاء موفد الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الذي سبق ان رافق الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في وساطة لم تثمر نتائج عملية.

كما تصل اليوم الاربعاء الى لبنان المسؤولة عن المساعدات الاقتصادية في قسم الشرق الاوسط بوزارة الخارجية الاميركية اليزبيت ديبل,ويزور بيروت غداً الخميس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير.

كما يزور العاصمة اللبنانية نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف.

وكانت دول اوروبية اخرها فرنسا رحبت بمبادرة بري باعتبارها خطوة على الطريق الصحيح.

واكد سفير السعودية عبد العزيز خوجة اليوم الثلاثاء ان بلاده ترى في مبادرة بري "كثيرا من الايجابية" وقد طلبت من الافرقاء اللبنانيين جميعا درسها.

وقال خوجة الذي عاد الى بيروت بعدما غادرها اثر تلقيه تهديدات "لا يحق لنا الفصل فيها (المبادرة) انما نحن نظرنا اليها بكثير من الايجابية والموضوعية وطالبنا الجهات اللبنانية كلها والافرقاء بان يدرسوها بجدية وروية". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى