مرحى.. مرحى.. فرحى

> أبوبكر السقاف:

> الخبر الصغير الذي أطل على جمهور «الأيام» من صفحتها الأولى (2007/9/9) يؤكد أنها ستصدر في عدن ولندن وديترويت ضاعف تقديرهم ومحبتهم لها، وأما سدنة النظام الذين يجترون أحقاداًً قديمة ومتجددة على كل حديث في الجنوب والشمال فإنهم منكبون منذ أيام على قانون صحافة جديد وعلى أخيه الأكبر قانون حماية الوحدة لوضع المسات القاتلة الأخيرة لمشروع يئد الحرية ويطيح الوحدة المنشودة بقوة الفعل التدميري الذي تمارسه الوحدة الواقعية.

وليس سراً أن النظام يعد لتلفيق مجموعة من القضايا على «الأيام» وكتابها وهذا الخبر لن يمنحهم ولو شيئاً قليلاً من الرشد، بل على الأرجح سيزيد مرجل غضبهم غلياناً، فهم آخر من يستطيع أن يدرك أن «الأيام» بحجرها وبحبرها مؤسسة عدنية جنوبية عصرية بامتياز، وتشهد على تفوق ثقافة المدينة ومدنيتها وأنها استمرار لتاريخ لا يزال حياً وحاضراً لنهضة مجتمع مدني في ظل الاستعمار وضداً عليه، كان نتيجة رفض وحوار، ولنقل مثاقفة ناجحة، بقي خيرها بعد أن رحل الاستعمار وشره، ليكون زاداً لنهضة في عهد الاستقلال. وإذا كانت دولة الاستقلال لم ترعه وتمده بأسباب الازدهار، فإن الوحدة بالحرب تحلم بإلغائه فهو رصيد مقاومة لظلمها وظلامها. ومتى سلم الاستبداد بوجود مدنية حرة وصحافة حرة؟

إن «الأيام» في حياة المنفى الداخلي في الوطن المفروض على الجنوبيين ساحة لقاء مفتوحة لكل الجنوبيين المتفقون معها والمختلفون على حد سواء، فعلى صفحاتها يتبادلون التهاني والتعازي، وأخبار الأهل وما يحدث في أنحاء بلادهم ويشترك في هذا اللقاء اليومي جمهورهم المهاجر في أرض الله الواسعة، حيث تكون الصحيفة حضوراً حياً للوطن. ويزيدهم حباً لها كلام النظام المقيت عن عدنيتها وجنوبيتها.. الخ المعزوفة، فهذه الصفات على وجه التحديد هي مصدر حبهم، وسبب كره النظام لها، ولذا يصرون أيضاً على أن يكون حبهم لـ«الأيام» الوجه الثاني لرفضهم سلطة الحرب والضم والاستعلاء حتى عندما لا يقاومونها. وهذه قوة الحب المحررة التي لا يرقى إلى معرفتها تفكير كل الطغاة. إنهم بالتفكير في إلغاء وجود «الأيام» يواصلون حربهم على عدن والجنوب، وما إعارة تسمية قناة عدن، والوأد المنظم للميناء الحر إلا محطات في هذا الطريق.

وما غالب أحد الحق إلا غلبه، أما نحن فإننا نحيي هذا الصعود الجميل لصحيفة عدنية إلى ذرى الدولية وبجهد أفراد متحدين في مؤسسة «الأيام»، ولم يسعفها لا مال نفطي ولا تمويل دولة أو مركز قوة كما حدث مع غير صحيفة عربية دخلت المجال الدولي .

مرحى.. مرحى.. مرحى.. مؤسسة «الأيام»

إنه عمل صالح وجهد جميل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى