ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن..!؟

> برهان أحمد إبراهيم:

> توطئة ..الزمان: 2007/9/1م ..المكان: عدن/المكلا..المشهد: قتلى - جرحى - معتقلون - مطاردون..بضربة قاصمة قضت السلطة على كل الثوابت الوطنية!.. فأفصحت بجلاء أنها وحدها من يسيء إلى (الوطن.. الشعب.. الوحدة.. الديمقراطية) وأن حديثها عن (خطوط حمراء) ما هو إلا ذريعة قديمة واهية لمواراة فشلها المريع في أداء وظائفها، ولتبرير عنفها، ومنهجها في الاستحواذ والإلغاء.. فالمبادئ لا تتجزأ.. ولا تتغير ألوانها من أحمر إلى رمادي.

السلطة أكدت- كعادتها- أنها طرف متميز، فوق كل شيء، وأنها عنصر منفصل يستهلك المجتمع، ويرى الوطن إقطاعية خاصة به.. لذا، لا غرابة أن ضاقت السلطة بالبلاد والعباد، فحشدت الأمن والجيش وحوّلت المدن إلى ساحات حرب، وميدان نزال، لا لشيء سوى قمع مواطنين عزل أرادوا التعبير بأسلوب حضاري عما أصابهم من ظلم شديد ومعاناة، وما لحقهم من إذلال، ومن انتقاص بشع، ومن تهميش مقصود، فإذا بأبناء المحافظات الجنوبية أسفل سلم المواطنة، وأعلى نسبة من المحرومين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، بشهادة الواقع وبلغة الأرقام، التي لا تكذب ولا تجمل.. لذا، أراد المواطنون التعبير عن رفضهم لسياسة تعطيل وقتل الطاقة البشرية للمحافظات الجنوبية، التي من صورها مثلث الإقصاء الرهيب: خليك في البيت+تقاعد + بطالة.. فماذا كان رد السلطة؟!.. رصاص واعتقال وترويع!!.. أظهرت السلطة نابها الأزرق.. فالبطش أصبح وظيفتها، وعقيدتها في تعاملها مع المواطن.. وبذلك، أتقنت السلطة في تقديم نفسها كقوة قهر تجاه المجتمع والوطن.. ولكن غاب عن ذهنها، أنها بنهجها القمعي هذا، تكون (خارج نطاق الخدمة) وفاقدة شرعية وجودها؛ لأن الشرعية الحقيقية مصدرها (استقرار السيادة الشعبية الحقيقية للدولة).. أما الدولة القمعية (النافية للسيادة الشعبية) فلا شرعية لها؛ لأنها ضد إرادة المجتمع وضد مصالحه، وضد استقرار الوطن ونهضته، بما تمارسه من أساليب القوة، وصور القهر، ومنطق الإقصاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى