في مسلسل إنتاجها للأزمات ..السلطة تضيف الطلاب إلى طابور الخصوم

> نجيب محمد يابلي:

> النظام في اليمن له خصوصياته التي تميزه عن سائر الأنظمة، ومن أبرز تلك الخصوصيات أنه ينتج الأزمات ويخلق خصوماً تتوسع قاعدتهم حيناً بعد حين، وتنشأ عن تلك الخصوصية السلبية أضرار بالغة ذات أبعاد متعددة ومتنوعة، منها غياب الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، ومثل هذا الغياب يخلق مناخاً وبيئة طاردة للاستثمار، وإذا ما تناولنا تلك الأضرار البالغة من زاوية أخرى نكتشف أن إنتاج الأزمات يعتبر أكبر بؤرة من بؤر الفساد، حيث يستنزف المال العام على نطاق واسع والشواهد على ذلك كثيرة، منها حرب صيف 1994م والحروب الأربع في صعدة والانتشار العسكري والأمني لمواجهة الاعتصامات السلمية، وينجم عنه تضخيم الفواتير لصالح الطغمة العسكرية المتسلطة، وبإمكان تلك الطغمة تجنيب المال العام مثل هذا الإهدار الذي لا مبرر له، لأن لها مصادر أخرى تجني منها مئات المليارات.

أزلام النظام ينتجون الأزمات دون اكتراث للعواقب، وفي اعتقادي أن مرد ذلك إلى نزعة الاستبداد التي تأصلت عبر قرون طويلة، وطمست تلك النزعة عند أصحابها قيم وتعاليم ديننا الحنيف التي تحثنا على اتباع الصدق والأمانة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقديم النصح، إلا أن الاستبداد المقرون بالعربدة أعمى أصحابه المنتصرين في حرب صيف 1994م الظالمة وآثارها الغاشمة، لذلك أفرز التراكم صياغة واقع اجتماعي جديد قائم على وحدة الصف والإيمان الراسخ لدى أصحاب الحق بالخروج إلى الشارع في منابر مفتوحة يطرقون قضاياهم من خلالها، وأصحاب الحق المدنيون والعسكريون وأصحاب الأراضي الزراعية والشباب العاطلون عن العمل وضحايا المؤسسات العامة المنهوبة بعد الحرب وغيرهم.

في مسلسل إنتاج الأزمات انطلق عرابدة هنا وهناك في سعي محموم لتوسيع الهوة بين الحاكم والمحكوم، فانطلقت العصابات من أوكارها لممارسة رغبتها السادية في الاعتداء على المحامي محمد محمود ناصر وأولاده، ومداهمة منزل العميد النوبة بأسلوب قذر، واختطاف أحمد عمر بن فريد بأسلوب عفن ونتن، والتعامل المستهتر مع الشاب أمين أحمد عبدالله امزربة، ولأن «الأيام» منبر ليبرالي مفتوح للرأي والرأي الآخر ومفتوح للمستضعفين في محافظات الجمهورية عامة والمحافظات الجنوبية خاصة ولأن رئيس تحريرها الزميل هشام باشراحيل يؤمن بأن (الصديق من صدقك) فقد أعلن في منتدى «الأيام» في 31 يوليو 2007م بحضور الأخ حمود خالد الصوفي وزير الخدمة المدينة والتأمينات والأخ عبدالقادر علي هلال وزير الإدارة المحلية أن «الأراضي التي استولي عليها بطرق غير شرعية تساوي مساحة دول مثل قطر والبحرين». والمقصود هنا نصيب واحد من العسكر، ولأن الزميل هشام باشراحيل وضع النقاط على الحروف في ندوة جامعة عدن يوم 23 يوليو 2007م عندما قال:«حان الوقت للتخلص من البطانة الفاسدة وناهبي الأراضي والوظائف». ولأن المافيات لا يريحها مثل هذا الكلام ارتفعت أصوات جهة قضائية من خارج عدن ووزراء وشخصيات قيادية على مستوى محافظة عدن مطالبة بإغلاق «الأيام» ووجهت المافيات منشوراتها المطبوعة بترديد الطلب الكابوني.

النظام ينتج أزمة جديدة مع طلاب الثانويات:

بدأ النظام ينتج أزماته مع طلاب الثانوية العامة بمحافظة عدن العام الماضي عندما أجلت الوزارة إعلان النتائج بعد أن ثبت تصدر المحافظة المراكز الأولى فطلعوا علينا بالأسطوانة المشروخة (النتيجة الوطنية) على قاعدة (الشبكة الوطنية) للكهرباء. فماذا حدث؟ طلعت الوزارة بخطة تافهة تفوح منها رائحة الحقد على المحافظة ذلك أن عممت درجة واحدة للغة الإنجليزية وهي %60 وكشفت تلك الخطة تفاهة مطبخ الوزارة.

بالنسبة لهذا العام يظل سبق الإصرار والترصد مستهدفاً محافظة عدن المحروسة، وقد توافد إلى مبنى «الأيام» في مطلع هذا الأسبوع طلاب من ثانويتي النعمان وبلقيس، وعبروا عن استغرابهم وسخطهم من فشلهم جميعاً عدا خمس طالبات غير مبرزات، كما توافد إلى مكتبي عدد من طلاب ثانوية لطفي أمان بكريتر واطلعت على نتائج (18) طالباً من طلاب القسم العلمي في امتحانات الثانوية العامة.

صححت أوراق الامتحانات في بداية الأمر بالمحافظة وكان معدل النجاح مرتفعاً فأخذت الأوراق إلى صنعاء لتدخل نفقاً مظلماً، حيث تم التركيز على مادة الرياضيات مع تقدم درجات المواد العلمية (فيزياء + كيمياء + أحياء) ولا أتصور طالباً متقدماً في الفيزياء ومتخلفاً في الرياضيات التي كانت قاسماً مشتركاً في الفشل، وتم تحديدها على نحو متقارب (38-34-35-33-36-37) ودرجات الجميع تندرج في إحدى الخانات الست الواقعة بين القوسين، وأصر مرة أخرى على بلادة المطبخ التربوي في صنعاء، وهي صورة مكررة من بلادة مطبخ النظام بشكل عام.

مبارك للنظام! سينطلق الخصوم الجدد إلى مواكب الاعتصامات الغاضبة ضد من لا يحترمون أنفسهم، ضد من يمارسون سياسة التمييز، ضد من يريدون لهم الموت.. وهيهات لهم ذلك.

أحذر النظام من الوقود الجديد الذي سيرفد جمعيات الشباب العاطلين عن العمل، فهل سيستوعب النظام هذا الدرس، أم أنه سيصر على إنتاج الأزمات؟

ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى