شرط المقابلة

> عبود الشعبي:

> إن أحسن ما يكون في الرجل من الناس إذا كان عقله زائداً على لسانه.. بعضهم لا يستطيع أن يسدَّ إذ نحن المنتسبين للوطن تتجاذبنا المواقف، ولو أن العدل ساد- لأنه أساس الحكم- لما رأت السلطة من تحتاج تصنيفهم بسبب المواقف أشخاصاً كانوا أم هيئات.. وإذاً كان شرط المقابلة الطيب من القول، عندما يخرج الناس للتظاهر، لأن هؤلاء البسطاء لما غاب العدل ظُلموا.. ربما بعضهم فقد بعض الانضباط ليس لموقف سياسي، وإنما لأنه ضاق بهم الحال إما بسبب الغلاء المتصاعد مع الراتب الضئيل، أو بسبب العطالة، أو بحثاً عن الحقوق المدنية الأساسية التي تصادرها السلطة بكل أريحية!

وبعد كل هذا وخلاله تبدو المشاعر عند بعض الناس منفعلة، ربما إلى «الجهر بالسوء» فيعذروا إلى مندوحة «إلا من ظلم».. وهنا نرى أن تبادر السلطة بإعلان الصفح عن الناس إذا لم يسدّوا في لحظات التعبير عن المشاعر، ولا بأس أن يشكروها إن هي فعلت ذلك.. صدقة من عند أنفسهم!

الآن سيبقى مجرد البحث عن مواقف سياسية تلصقها السلطة بحركات التظاهر غير مجدية، في ظل شكوى حقيقية من تردي الأوضاع، سيما التي تمس معيشة المواطن. إن شروط المقابلة أيها السادة، ليست رصاصاً ولا قمعاً كما حدث في عدن والمكلا لأن مثل هذه الممارسات التي منها أيضاً الخطف والاعتقال ستجعل المواطن يتفوق في التحدي إلى غير رجعة!

وإن كان لابد من النصيحة فإن السلطة مدعوة للإصغاء إلى صوت الناس، وكذا المواطن يلزمه أن يطالب بحركة تعبير حضارية، خالية من العنف. وللكبار من علية القوم أن يدركوا أن أكبر محرض لهؤلاء الجموع التي تحتشد في ساحات الاعتصام هو «الفساد»، لا شهداء مدينة المكلا، ولا معتقلو عدن، ولا أحمد بن فريد، ولا صحيفة «الأيام» ولا حتى أحزاب المشترك!

أطيبوا الكلام أيها السادة.. وكونوا مع الصادقين فقد قيل قديماً:

«لن يضيع امرء صواب القول حتى يضيع صواب العمل».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى