عندما تغيب الفوارق!

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

> علمتنا الحياة أن نرى كل شيء مغايراً في بلادنا، فلا ضير مثلاً أن ترى الفاسد مصلحاً والمخرّب بطلاً وسارق حقوق الآخرين عادلا والجاهل مثقفا وقليل الخلق مخلقاً.. إلخ.

هكذا تعلمنا في بلادنا، فقط أكثر من النفاق والمزايدات والمديح الكذاب بمناسبة ومن غير مناسبة مع قليل من الفهلوة ستصبح مديرا عاماً أو بطلاً قومياً وأبشر بعد ذلك بتكوين تجارة في أقل من عامين ومنازل في أفخم الأحياء وسيارات، وحينها تستطيع أن تأخذ أموال الناس بالباطل وتسطو على حق الغير بدون وازع ديني، لكنها بئس التجارة! تجارة من ورق يأكل صاحبها في بطنه حراماً ويعيش وحيداً طوال عمره لا يهنأ بقناعة النفس أبداً!

إنها رسالة خاصة ولكن يأتي في إطارها ما تعرض له الزميل الأستاذ محمد يسلم البرعي، رئيس إدارة البرامج الرياضية في إذاعة عدن من تجاهل التكريم عقب انتهاء الدوري، ولم يكن غريباً أبداً أن يتم تكريم جهات أخرى ومنها الفضائية اليمنية.

قد يقول البعض إن ذلك ربما حدث من قبيل النسيان ولكن ذلك سيكون حينها العذر الأقبح من الذنب.. ذلك أن البرعي بكل صدق ونزاهة كان أحد العوامل التي ساهمت في إضفاء نوع من الحماس على الدوري خصوصاً في أسابيعه الأخيرة والحاسمة، وكان يشد الرحال من عدن إلى جميع المحافظات، فقد اتجه نحو إب وذهب إلى صنعاء وتعز والضالع وحضرموت وشبوة وأبين وترك أبناءه وأسرته، وبدلاً من أن يقتسم معهم غداء يوم الجمعة كما يفعل الناس آثر أن ينقل عبر المذياع وقائع أقوى المباريات والتواصل مع الزملاء لإعلان نتائج بقية المباريات أولاً بأول حتى يكون المتابع الرياضي على علم دائم بنتائج المباريات.

وليت الأخوة الأعزاء في الاتحاد العام كانوا على دراية بما يفعله بعض المشجعين حينما كانوا يضطرون للجلوس في المنزل وفتح إذاعة عدن على الـ FM لمتابعة مجريات المباريات بصوت البرعي خاصة في حضرموت نظراً لعدم وضوح صوت إذاعة عدن في المذياع.

لذلك لا ضير يا أستاذنا العزيز أن يتم تجاهلك بشهادة من ورق.. ويكفي أن كل عشاق الكرة قد كرموك بموقع خاص في قلوبهم، وأفردوا لك ساعات استمعوا خلالها لمجريات المباريات بصوتك وأدائك المميز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى