سهرة رمضان في عدن يازمن شكيب عوض

> علي سالم اليزيدي:

> على مدى سنوات لا تتوقف أمتعتنا إذاعة عدن بالبرنامج الرمضاني المسائي الجميل (سهرة مع فنان) من تقديم الكاتب الصحفي الإذاعي الراحل شكيب عوض، وارتبط هذا البرنامج الطربي بكل الناس إذ جعلوه في مدار اهتماماتهم داخل البيوت وفي الجلسات الرمضانية، برنامج اتسم بإمكانيات ثقافية وذاتية وحيوية للأستاذ شكيب عوض، الأمر الذي جعل هذا البرنامج أو السهرة واللقاء الواسع حالة فريدة من العمل الموسوعي ونافذة ليس على الفنان أو المطرب بقدر ما كان اتجاهاً لفتح الذاكرة ومدرسة حول الفن والمدارس الفنية والإيقاعات وكذا العلاقات والأجواء المصاحبة لهذا الفنان أو المطرب أو الملحن أو الشاعر، كان دفتراً يفتح من إذاعة عدن التليدة، وعملاقاً عرف شكيب عوض رحمه الله كيف يجعله أداءً رفيعاً يستحق أن نفخر به وأن يكرم وأن لا تطوى صفحاته .

ما أنجزه الراحل شكيب عوض من إعداد هذا البرنامج والجهد والأرشفة التي سينتفع بها الكثيرون، وللأسف ربما يسيطر عليها (النفعيون) ولكن الأهم أن هذا الإنتاج الغزيرالذي جعله الكاتب والمذيع والمؤلف في خدمة ثقافة المجتمع في كل المنفعة من عدن إلى الرياض إلى جدة إلى البحرين، كان يعلم بحدس شخصية مخضرمة أن الاتصال في الإقليم كله هو أساس العمل الثقافي والفني المترابط تاريخياً، ولهذا فإن المميزات التي تجعل من قيمة العمل الذي اجتهد فيه شكيب عوض قد لا تساوي جبالاً من النقود! لأن ما بها هو ذاكرة شعب وأزمان وأفكار وحياة لا تموت وهو ما أراده يوم فكر وسبق الآخرين، أراده بطريقته الهادئه والذكية والأنيقة والجميلة والعدنية . نحن نفتقد ضحكة شكيب الراحل الصديق والأستاذ عندما يضع نكتة أمام ضيفه في الإذاعة ثم يضحك من مقلب أو عندما يتلعثم الآخر بجوابه، كان مديراً جيداً للحوارات الفنية ومقتدراً لا مبالغة في صناعة مخرجات العمل الإذاعي والفني ولديه وفاء حقيقي في علاقاته بالفنانين، وقد تحدث البعض حول هذه الصفات الإنسانية لشكيب عوض وقالوا.. شخصية تحتفظ بالأدب في الحديث والعمق في البلاغة وصادق النية على الدوام، رمضان المبارك يجعلني أتذكر هذا الزميل وأدعو له بكل جوارحي بالمغفرة والقبول الحسن عند ربه إن شاء الله وأعيد إلى الذاكرة عملاً افتقدناه، رحلة لا يجدها المستمع في زمن توارت فيه الإذاعات من تقديم البرامج البديعة، وجعل شكيب هذا البرنامج يزهو تحدياً واقتداراً .

وعند شكيب عوض رحمه الله كانت هذه الأفكار الإذاعية متعة يزهو بها، وكم رأيناه ناقداً سينمائياً وفنياً حقيقياً زمناً بعد زمن! الرائعون يبقون بيننا ذكرى وحياة في الذاكرة! وفي رمضان نفتقر إلى هذا الراحل وصوته وضحكته وحواراته !

فهل يمكن الإعادة والتطوير في وقتنا الراهن أم أن الوقت غير الوقت والناس غير الناس ! ورحم الله كل الإصدقاء والأوفياء !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى