شــــــــــكــــــراً بـاصـــــــــرة!

> سيف العسلي:

> لا يتطلب الأمر أن نتفق في كل شيء مع أي شخص لنشكره فيكفي أن نتفق معه على بعض الأمور المهمة. إن ذلك ما حدث فعلا بيني وبين المهندس باصرة. لقد أعجبت كثيراً بمجمل ما طرحه المهندس باصرة كما ورد في تقرير الصحوة نت. إن أفضل ما أعجبني هو تفريقه بين الوطن والحكومة. وعلى وجه التحديد قوله «إنه لن يحمى هذا الوطن إلا بوجود ديمقراطية حقيقية ووجود توازن بين الحاكم والمحكوم» وشدد على ضرورة التفريق بين ثلاثة أشياء: الوحدة والمواطنين والنظام،وشدد على عدم خلط الأوراق بالقول: «نحن نريد إصلاحاً وطنياً حقيقياً». إن الإصلاح الحقيقي لا يعني الفوضى ولا يعني المطالب التعجيزية ولا يعني إيصال الأمور إلى درجة لا ينفع معها الحوار ولا التهدئة.

إنني أتفق معه في قوله إن المشترك مع المطالب الحقوقية وليس داعماً لمشاريع خارجية «نحن أصحاب مشاريع وطنية داخلية ومطالبنا وطنية ولن تسكتنا أصوات التخوين والانفصال». ولكني كنت أتمنى أن يكون هذا هو نفس رأي قيادة المشترك فالوطن باق للجميع والحكومة يمكن أن تتغير .

إنني لا أختلف معه في حق الإصلاح أو اللقاء المشترك المطالبة «بمنح المجالس المحلية الصلاحيات الكاملة» ومن حق الإصلاح واللقاء المشترك التقدم بمطالب أبناء المحافظة والمتمثلة في إعطاء الأولوية في التوظيف في الشركات النفطية، وفي الالتحاق بالمعهد العالي للقضاء، وبمقاعد في كلية العلوم السياسية لأبناء حضرموت. لكن لم تكن هذه هي مطالب الاحتجاجات والاعتصمات .

وكذلك فإني أتفق مع أن من حق الإصلاح واللقاء المشترك المطالبة بالحوار وحل قضايا الناس والاستجابة لمطالبهم العادلة وإصلاح أوضاع الوطن والمواطنين. لكن المطالب التي رفعت في الاحتججات هي في الحقيقة مطالب تعجيزية تنفيرية وتصعيدية .

نعم إننا نتفق مع المهندس باصرة بقوله «كلنا نتألم من ارتفاع تعرفة الكهرباء والمياه داخل المكلا رغم توصيات رئيس الجمهورية ومجلس النواب بتخفيضها»، متسائلا عن عدم تنفيذها في الوقت الذي يعجز حتى الموظفون عن دفعها «عندما تأتينا فاتورة المياه أو الكهرباء ثمانية آلاف أو عشرة كم راتبي حتى أدفع هذا المبلغ ؟! إذاً من حقي أن أطالب بهذا الشيء والدولة عليها أن تستجيب». لكننا نقول بأن المسيرات وأعمال العنف لن تعمل على حل هذه المشاكل وغيرها .

إنني لا أتفق مع تبرير المهندس تهييج الناس للخروج في مسيرة معلوم سلفاً أنها لن تكون سلمية. فالتعبئة الخاطئة لبعض المشاركين في هذه المسيرات ستدفعهم إلى رفع شعارات استفزازية وإلى ممارسة العنف والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة .

فالديمقراطية اليمنية لم تبلغ سن الرشد بعد. فمن السهل استغلال البعض أي احتجاجات غير منضبطة لإثارة النعرات المناطقية والطائفية والقروية والشخصية وغير ذلك من الممارسات الخاطئة .

فذلك ما حدث فعلاً وذلك بخلاف ما قاله الأخ المهندس من «أن تلك الأعمال ليس من ثقافة الإصلاح ولا المشترك «نحن في الإصلاح والمشترك لا نحبد ولا ندعو إلى بث الكراهية بين أبناء الوطن اليمني الواحد ولا ندعو ولا حتى نبث بين صفوف أعضائنا تكسير المحلات الخاصة والعامة».

ففي ظل هذه الأجواء الملبدة لا يمكن توقع أن تمر المسيرة بسلام والمهرجان بسلام لكن حصل ما حصل وهذه حقيقة تحتاج إلى نوع من التدارس حول الدوافع التي أدت إلى هذه الأشياء .

إننا لا نتفق مع المهندس باصرة بأن الممارسات التي رافقت المسيرات سببها الظلم والحاجة التي يعانيها البعض ضمن الدوافع التي آلت إلى تلك الأعمال التخريبية .

إنني أقول ومن خلال المعلومات المتوافرة لدي عندما كنت وزيراً للمالية بأن الخزينة العامة قد مولت مشاريع كبيرة في جميع المحافظات الشرقية وخصوصاً حضرموت فاقت إجمالي ما تم إنفاقه على المحافظات الشمالية الأخرى. فكيف يمكن القول بأن حضرموت قد ظلمت أو أن المحافظات الجنوبية قد بخست؟

ومع ذلك كله فإني أشكر المهندس باصرة على حسه الوطني وشعوره المسئول وكنت أتمنى أن يكون ذلك هو نفس موقف قيادة المشترك .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى