تجاوزات ونهب المال العام باسم الوحدة

> سعيد عبدالرب الحوثري:

> الديمقراطية الحقيقة هي خيار جميع الشعوب الحية والمتطلعة إلى الغد الأفضل المنشود. هذه الديمقراطية الوليدة في بلادنا يجب الحفاظ عليها بشتى الوسائل أياً كانت عوامل اليأس والفساد وادعياء الوحدة زوراً وكذباً لأنه في هذا السياق بديل غير الديكتارية المطلقة أو حكم القبيلة فإن يوم الـ22 من مايو 90م شكل منعطفاً تاريخياً في حياة شعبنا العظيم بعد تلك الصراعات الدموية التي فقدنا بسببها رموزاً عزيزة إلى قلوبنا في كلاا الشطرين ناهيك عن الحروب المتعاقبة بين الشطرين حيث اعتبر أن الوحدة هي قرار ومصير الشعب وهي خاتمة لأحزان الوطن وكوارثه.

فليس مقبولاً ولا معقولاً أن نعلق كل الأخطاء والاختلالات على الوحدة وإنما العيب كل العيب يكمن في البشر في بعض من ركبوا الموجة وكأنهم حماة للوحدة وأنها صممت فقط من أجلهم فهذا البعض مع الأسف يرتكب كل ما يحلو من تجاوزات ونهب وسرقات للمال باسم الوحدة المجني عليها ومع الأسف أيضاً أن الكثير مما يعتمل في عديد من المحافظات والمديريات من اختلالات وتجاوزات لا تقرها الشرائع والأعراف والأنظمة والقوانين، وبهذا التصرف اللا مسؤول واللا أخلاقي تتولد الاحتقانات ويسود التذمر بين أصحاب الحقوق المهضومة لأنه من البديهي أن المظلوم متى ما أغلقت الأبواب في وجهه من حقه أن يلجأ إلى الأساليب المتعارف عليها ديمقراطياً بأساليب سلمية وحضارية وفي هذا الخلط بين الحابل والنابل يبرز إلى السطح بعض المخربين والفاقدين مصالحهم لكي يسيئوا إلى المطالب المشروعة لأصحاب الحقوق من خلال ابتزاز رخيص ودعاوى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.

فالأستاذ سيف العسلي جاء لنا في مقاله الأخير وكأن وحدة الوطن حولها خلاف وهو ربما رأى بأم عينه أن جميع الاعتصامات السلمية لأصحاب الحقوق لم تسئ للوحدة قط ما عدا بعض الأصوات النشاز وهذه الأصوات موجودة في كل المجتمعات حتى المتقدمة منها لأن الوحدة يجب أن تسوّر بالعدل وتطبيق الأنظمة والقوانين على الجميع دون استثناء ووضع الرجل المناسب في الموقع المناسب حتى من داخل حزب الأغلبية الحزب الحاكم حيث يوجد فيه الكثير من الشرفاء والكفاءات الحريصة على سمعة الحزب الحاكم إلا أن بعض الجهات المتنفذة لا يروق لها إلا من يمشي في ركابها مثل قطيع الماشية.

فاتقوا الله يا هؤلاء فالوحدة بخير ومن كان له حق يجب أن يعطى له بأساليب حضارية دون نهب واستئثار فالوطن فيه متسع لجميع أبنائه ومتى ما ساد صوت العقل والحكمة سوف يستعيد الوطن عافيته لاسيما وأن معاناة السداد الأعظم من الناس صعبة خاصة المعيشية.. فالذين يتباكون على الوحدة كذباً هم سبب معاناة هذا الوطن الصابر والصامد الذي واكب جميع مراحل الثورة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى