الامطار الغزيرة بافريقيا تجلب الموت والدمار للريف

> سانديما «الأيام» ميريام ايمري :

>
عندما تهطل الامطار وتصير سيولا تغمر منزل اسوبونجا ابيهاني ذا الجدران القذرة في شمال غانا فيما تحاول المرأة الغانية جاهدة منع تسرب المياه من خلال شقوق في سقف دارها.

لكن عندما اجتاحت مياه الفيضانات والسيول العارمة قريتها تداعى منزلها لتصبح مشردة جائعة الى جانب مئات الالاف من الافارقة ممن لاحول لهم ولا قوة والذين يكابدون مصيرا مماثلا من الفيضانات عبر حزام جنوب الصحراء الكبرى بالقارة السمراء.

وقالت ابيهاني البالغة من العمر 67 عاما وهي من اقليم بونجو في منطقة الشرق العليا بغانا "ليس لدى مكان أهجع اليه كما انهارت مخازن الغلال.. لم تنبت جميع بذور محاصيلنا قط. ليس لدينا من غذاء ونحن نتضور جوعا.. نتناول وجبة واحدة فقط يوميا."

وابيهاني ضمن أكثر من 300 الف شخص نزحوا من ديارهم في شمال غانا وحده بسبب الفيضانات والسيول التي اجتاحت شرق القارة الافريقية وغربها خلال الاسابيع القليلة الماضية لتدمر المنازل والمدارس وتهلك المحاصيل والثروة الحيوانية.

وتشير تقديرات متحفظة الى ان عدد قتلى الفيضانات بلغ 200 شخص تقريبا فيما تقول وكالات الاغاثة إن مليون شخص قد اضيروا جراء الكارثة من اثيوبيا شرقا وحتى السنغال غربا.

وفي اوغندا وهي واحدة من أكثر البلدان تضررا فلاتزال الامطار تحمل الموت للاهالي.

وقال مسؤولون اوغنديون إن الصواعق وحدها قتلت سبعة اطفال واصابت 17 آخرين في مدرسة بوجاجو الابتدائية في اقليم هويما الغربي يوم الاثنين الماضي الذي كان يوافق اول ايام العام الدراسي.

وقال الكسندر سابيتي المعلم بالمدرسة لصحيفة نيو فيجن المملوكة للحكومة "في لحظة شاهدت التلاميذ وقد اغشي عليهم خارج فصولهم... لقد تقشرت جلود بعضهم."

وفيما شرعت وكالات المعونة في العمل لايواء واطعام النازحين ووقايتهم من الامراض كان الكثيرون من ضحايا الغذاء في شمال غانا ينامون الليل في أفنية المدارس وكانوا يحاولون نهارا انقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من حاجياتهم."

وقال اجوديم ابابلوري وعمره 72 عاما الذي قالت زوجته ازيكباجلي انهما لم يتذوقا طعم الاكل منذ أكثر من يوم "هوي السقف.. غطت الرمال امتعتنا تعين علينا ان نحفر كي ننتشل حاجياتنا."

ومثل الكثيرين من القرويين المسنين رفضا مبارحة ديارهم الآيلة للسقوط عندما ساءت اوضاع الفيضانات وفضلوا البقاء في محاولة لحراسة ممتلكاتهم وماشيتهم,وفقد الكثيرون كل شيء في الفيضانات.

ووقف المزارع مجيد ايزاكا من منطقة بويلسا المنكوبة وهو يشاهد مزرعته على حافة نهر وهي تتلاشى رويدا جراء مياه الفيضانات,وقال "جئت وشاهدت المحاصيل وقد هلكت."

ويخشى هو وآخرون تفشي امراض الكوليرا والملاريا بسبب الفيضانات مما يزيد من عدد الضحايا,وقال "البعوض قادم وكثيرون يسقطون من الاعياء والمرض."

وقال جورج ايزاك امو المنسق القومي للمنظمة القومية لادارة الازمات في غانا إنه في الوقت الذي تنحسر فيه مياه الفيضانات عن معظم المناطق فهناك خطر داهم من نقص الامدادات الغذائية ما لم تصل امدادات اغاثة على جناح السرعة لانقاذ المنكوبين.

وألحقت الامطار والفيضانات خسائر فادحة بالمنطقة الشمالية التي تمثل اصلا سلة الغذاء الرئيسية لغانا والتي يزرع بها الارز والاذرة والدخن والاذرة البيضاء.

وقال امو "هذا الفيضان لم يسبقه مثيل وقد دمرت آلاف الافدنة المنزرعة وهلكت الثروة الحيوانية."

واضاف "دمرت عن آخرها مخازن الغلال والصوامع والاغذية المخزنة الى جانب البنية التحتية كالطرق والجسور."

وتقوم حكومة غانا بتوزيع الاغذية بنظام البطاقات فيما وصل خبراء الامم المتحدة الى مناطق الشمال لتقييم حجم الاحتياجات الطارئة.

تجري زراعة الكاكاو وهو المحصول التصديري الاول في غانا في مناطق الشمال التي ضربتها الفيضانات الا ان زيادة منسوب الامطار عن معدلاتها ادت الى اصابة هذا المحصول بالامراض الفطرية في بعض مناطق الزراعة الرئيسية للمحصول. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى