بعد وصول قطار الثانية إلى محطته الثامنة عشرة والأخيرة ..أهلي تعز آخر الواصلين للأضواء.. والدموع كانت حاضرة في لقاء الشعب وشمسان.. وعبس وفحمان وتذاكر المغادرة.. وسمعون ونقطة البقاء

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

>
اهلي تعز
اهلي تعز
مع أن الجولة الثامنة عشرة والأخيرة لمسابقة الثانية كانت جولة حاسمة على صعيد المجموعة الثانية إلا ان الكثيرين لم يتوقعو ان يكون سيناريو الحلقة الاخيرة بذلك المشهد الدرامي والتراجيدي في نفس الوقت، والذي كان حاضرا في ثلاثة لقاءات ترقبها الجميع بشكل حمل معه لعبة الاعصاب إلى آخر صافرة تم اطلاقها من ملعب الشهداء بأبين مع حلول الظلام ومن خلالها ارتفعت صيحات الفرح وانهمرت دموع الاهلاوية الذين خطفوا بطاقة التأهل بعد انتظار دام ثماني سنوات لعميد الحالمة الذي ظل يترنح ما بين اندية الثانية والثالثة، وفي المقابل كانت دموع الحسرة والندم حاضرة في ملعب الظرافي بصنعاء حينما لف القدر شعب صنعاء وشمسان إلى سنة أخرى في دوري الثانية بعد تعادل كان قاتلا لطموح الناديين لم يستفد منه اي منهما.. أما في الشحر فقد تنفست مدينة سعاد الصعداء ببقاء فريقها في صفوف اندية الثانية، فيما لوح شباب عبس وفحمان أبين بإشارة الوداع الاخيرة.

شباب الجيل ووحدة عدن جدارة الصعود

أكد الوحدة العدني والشباب الجيلاوي ابطال اندية الدرجة الثانية استحقاقهما بزعامة الصدارة وتفردهما هذا الموسم من خلال تحقيق العديد من المميزات والارقام التي لم يصل إليها الآخرون، حيث كانا العلامة الفارقة في مسابقة هذا العام وكانا اكثر الفرق ترشيحا للصعود والعودة للاضواء، فشباب الجيل ظل متمسكا بالصدارة منذ الاسبوع الاول للمسابقة الذي انطلق في الثاني من يونيو الفارط ولم يفرطا في الصدارة ولو لمرة واحدة، في حين أن بيارق الهاشمي اكدت علو كعبها مع بداية مرحلة الاياب للتشبث بالصدارة .

حتى انتهى مشوار التألق بتحقيق النقاط الاعلى وهي 37 نقطة هي وشباب الجيل وتتساوى ايضا في عدد مرات الفوز الذي وصل إلى 11 مرة وعدد مرات التعادل وهي ايضا اقل الفرق خسارة، فيما تفوق الوحدة في الهجوم الكاسح بينما احتفظ الجيل بأفضل خط دفاع، لذا فإن الفريقين هما بحق بطلان مع مرتبة الشرف ويستحقان العودة لاندية الاضواء مكانهما الطبيعي.

أهلي تعز و22 مايو .. التاهل في آخر لحظة

الفريقان الآخران المصاحبان للوحدة والشباب كانا ايضا من الفرق التي بحثت عن التأهل منذ وقت مبكر، وبالتحديد 22 مايو الذي أنهى مرحلة الذهاب وهو في قمة المجموعة فيما كان الاهلي في المركز الثالث. فريق العاصمة سار نحو هدفه دون ضجيج ودون اهتمام من قبل القائمين على الرياضة في الامانة، إضافة إلى بعد السلطة المحلية عنه، إلا أن قيادة النادي لم تعبأ بذلك وراحت تخطط بهدوء وبمساعدة الجهاز الفني واللاعبين الذين كانوا كتلة واحدة حيث وضعوا النادي وهدف الصعود نصب اعينهم وهو ما تجلى في حسم اكثر من مباراة ولم يعبؤوا بما تقدمه السلطة المحلية للاندية الاخرى ليحوزوا بطاقة التأهل مبكرا ويقدموها للسلطة المحلية ولقيادة الشباب والرياضة في الامانة كأغلى هدية، ويقدموا لهم درسا في التحدي والمثابرة بعيدا عن المحاباة والدعم السخي الذي تتلقاه الأندية الاخرى والتي أخفقت في تبييض وجه الامانة كما فعل شباب 22 مايو.

الاهلي التعزي كان يعرف صعوبة موقفه قبل الجولة الاخيرة، حيث دخل في صراع ثلاثي رهيب، غير أن عميد الحالمة الذي قدم شهادة اثبات وتفوق كان الحظ يلعب بجانبه في موقعة الحسم حيث قدم له المنافسان الشعب وشمسان بطاقة التأهل على طبق من ذهب وكان الاهلي في الموعد وفي مستوى الطموح وعاد من أبين السمراء مكللا بالورود والفل فأعاد للحالمة تعز ألقها وأيام التنافس الرياضي المشوق الذي دام غيابه أكثر من ثمانية أعوام.. رفقاء الكابتن نبيل مكرم كانوا في قمة التألق .

وهم يهدون انجازا بحجم الذهب بعد رحلة معاناة تكبدوها نفسية وفنية، إلا أن الحظ ابتسم لهم الابتسامة التي يستحقونها، وهي العودة الميمونة لدوري النخبة الذي سيزداد ألقاً بطلّة الفريق الأحمر مرة أخرى.

الشعب وشمسان والقدس والسبعين .. بين التأهل والبقاء

لعبت الفرق الأربع دور المنافسة الشرسة وكانت بمثابة (البعبع) الذي يؤرق مضاجع الآخرين وبالذات شعب صنعاء وشمسان اللذين كانا يقدمان فواصل من الاثارة والتنافس الذي أكسب الاسابيع الاخيرة شيئا من البهارات الهندية المعروفة.. ربما يكون الشعب الصنعاني هو اكبر الخاسرين لأنه كان الاقرب لخطف بطاقة التأهل من بدري بعد أن ظل متربعا على المركز الثاني، إلا انه في الجولات الاخيرة وبالتحديد في مرحلة الإياب أضاع نقاطا كثيرة حيث لم يقدر إلا أن يجمع 11 نقطة لا غير، في حين كان في الدور الأول قد جمع 19 نقطة، لذلك كان الشعب أكبر الخاسرين وأضاع بطاقة التأهل من بين يديه.. شمسان هو الآخر بدأ بداية قوية إلا انه دخل فيما بعد في دوامة التعادلات التي انهكت الفريق وأبعدته عن المنافسة نوعاً ما، إلا أن تعثر منافسه الشعب الصنعاني اعطاه الأمل مرة أخرى بالعودة إلى المنافسة وقاتل الفريق من أجل ذلك، وكان لقرب السلطة المحلية فيما بعد دور في بث الحماس إلا أن الفريق أخفق في الجولة الأخيرة بمعية الشعب.. شمسان تساوت نقاطه في الذهاب والإياب حيث حصد 15 نقطة في كل مرحلة.

الفريقان الآخران من المجموعة الأولى القدس والسبعين لم يكونا من تلك الفرق التي تمتلك مقومات اندية الأضواء، إلا أن نجاحهما في بداية المسابقة كان له بالغ الاثر في تجميع نقاط أكثر، غير أن مرحلة الإياب كشفت عن نفس الفريقين القصير وأن ما حققاه في المرحلة الأولى ليس إلا ضربة حظ لكون الفرق الأخرى لم تكن بتلك الجاهزية مع احترامنا لها، ودليل كلامنا أن الفريقين لم يحققا خلال مرحلة الاياب سوى عشر نقاط للسبعين و11 نقطة للقدس، ورغم ذلك فإن الفريقين قدما موسما مميزا يدل على اهتمام ادارة الفريقين إلا أن ذلك ليس كافيا بل المطلوب مضاعفة الجهد وتدعيم خطوط الفريقين باللاعبين المميزين إذا ما فكرا وطمحا بدخول عالم الاضواء.

فرق الوسط عاشت أياماً عصيبة

مراكز الوسط احتلتها ست فرق هي سلام الغرفة ورحبان حرض وسيئون وتضامن شبوة وتعاون بعدان وسمعون، وتبادلت المراكز فيما بينها بل إنها استحلت لعبة الكراسي الموسيقية وعاشت ثلاث فرق منها لحظات رعب حقيقية من شبح الهبوط وهي سلام الغرفة وسمعون وتضامن شبوة، حيث كانت مهددة وبدرجة كبيرة غير أنها تغلبت على ظروفها وعززت صفوفها بلاعبين جيدين كحال سلام الغرفة، اضافة إلى استغلال عاملي الارض والجمهور في المواجهة الأخيرة داخل ملعبها كحال سمعون.. كما أن تدخل نتائج الفرق الأخرى ساعد كثيراً على بقاء الفرق في عداد اندية الثانية سنة أخرى، بل وقفز ببعضها إلى مراكز متقدمة.. إلا أن ذلك ينبه المسؤولين عن هذه الفرق إلى ضرورة الاستفادة القصوى من مثل هذه الدروس وعدم الانصياع أو النوم على ما حققته الفرق نهاية المسابقة وأن لا تغتر بمراكزها لأن الجرة قد لا تسلم في المرة القادمة ويقع المحظور وبعدها لا ينفع الندم.

لغة الهبوط كانت حاضرة مبكراً

الفرق التي قطعت تذاكر الهبوط لم يكن مأسوفا عليها، حيث لم تقدم ما يثبت استحقاقها وبالذات شباب أكتوبر وطليعة تعز اللذين تشبثا بالمركز الأخير منذ صافرة البداية، بل إنهما اقل الفرق فوزاً حيث لم يحقق أكتوبر شبوة إلا فوزا يتيما في الجولة الأخيرة، فيما حقق الطليعة فوزين، كما انهما أكثر الفرق تلقياً للخسائر حيث بلغت لأكتوبر 14 مرة، و12 مرة للطليعة، إضافة إلى شباكهما المفتوحة التي تلقت كما كبيرا من الأهداف تأكد من خلاله هشاشة خطوطهما جميعها الخلفية أو الأمامية.. رفقاؤهم في الهبوط نصر حجة ونجم سبأ وفحمان وشباب عبس راودهم الأمل في أكثر من جولة في البقاء إلا أنهم وقعوا في أخطاء فادحة في مرحلة الاياب اعطت انطباعاً لدى الجميع أن إدارات هذه الاندية لم تناقش اسباب السلب والايجاب في مسيرة فرقها في مرحلة (الذهاب) حتى جاءت طامة الهبوط التي كانت تحاصر الفرق في كل جولة ليتم بعد ذلك الهبوط رغم تعلقهم بأمل أخير إلا انه تلاشى سريعاً لتتقهقر الفرق وتودع دوري الثانية ومن دون ضجيج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى