رجال في ذاكرة التاريخ ..الشهيد محمد ناصر محمد: حضور وطني وإعلامي غيبته طائرة الموت

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
صورة لوفد صحفي من شرق افريقيا وعدن بينهم محمد ناصر محمد وماهية نجيب عند زيارتهم الى العاصمة البريطانية لندن بداية الستينات
صورة لوفد صحفي من شرق افريقيا وعدن بينهم محمد ناصر محمد وماهية نجيب عند زيارتهم الى العاصمة البريطانية لندن بداية الستينات
أسرة ناصر علي محمد:نزح ناصر علي محمد من مخلاف الجند إلى عدن قبل الاحتلال البريطاني لها واستقر به المقام في حي العيدروس العريق بمدينة كريتر. عمل ناصر علي محمد والسيد غانم وغانم العريقي لدى عبده حمزة (الذي ترجع أصوله إلى العراق ونزح أجداده منها إلى عدن قبل مئات السنين) الذي تعززت ثقته بالمذكورين وزوجهم من بناته فكانت سعيدة من نصيب ناصر علي وعيشة من نصيب السيد غانم وزينب من نصيب غانم العريقي.

أنجب ناصر علي محمد ثلاثة أولاد هم: محمد، أحمد، ومريم. تزوجت مريم من عبدالله قاسم (جد القاضي محمد جعفر عبدالله قاسم وكيل وزارة العدل السابق)، أما الابن الأصغر «أحمد» فقد انحصرت ذريته في ابنه واحدة وهي نظيرة وتزوجت من «مستر حمود» (السيد حمود حسن الذي اشتهر في سلك التعليم وحظي بلقب «ماستر» وألّف كتابين، الأول في تعليم اللغة العربية للأجانب بالإنجليزية والثاني مقتطفات من الأدب الإنجليزي ويحتفظ الأستاذ عبدالله فاضل فارع بنسخة من كل منهما) وذاعت بعد ذلك شهرة أسرة «مستر حمود» في مجال دور السينما.

محمد ناصر علي:

محمد ناصر علي من مواليد حي العيدروس بكريتر عام 1854م وعاش فيها مرحلة طفولته وانتقل منها إلى مدينة التواهي وشق طريقه فيها في مجال تموين السفن وتوفير العمالة والإشراف عليها واستحق بذلك مركز «الصونج»، وهي لفظة هندية تعني متعهد عمالة واكتسب محمد ناصر علي المال والجاه، حتى أن بعض الدول الاسكندنافية اختارته قنصلاً فخرياً، الأمر الذي مكّنه من مساعدة العديد من الشباب من الهجرة إلى تلك البلدان.

كان محمد ناصر علي مزواجاً، إلا أن ثلاثاً من أزواجه أنجنى له البنين والبنات وأولهن ابنة «علي سعد» وأنجبت له باكورة أولاده وأولى بناته «سعيدة» (تيمناً بوالدته) ثم ولده «ناصر» (تيمناً بوالده) وأنجبت منه «جمعة الصايغ» كلاً من: علي وعيشة وأحمد ومحمود وأنجبت له «أمون بيضاني» كلاً من: حمزة وجعفر وفطوم ورقية.

أنجبت سعيدة محمد ناصر ثلاثة من الذكور هم عبدالرحمن جرجرة ومجيد وسمير جرجرة وخمساً من الإناث تقدمتهن «سعيدة» قرينة عميد «الأيام» محمد علي باشراحيل يرحمها الله والدة الزميلين هشام وتمام باشراحيل.

أنجب ناصر محمد ناصر(6) أولاد، الذكور منهم خمسة هم: محمد وأنيس وغازي وكامل وحافظ، أما علي محمد ناصر فقد أنجب (12) ولداً، الذكور منهم أربعة هم: محمد وناصر وحسين وحسن، وأنجب حمزة محمد ناصر (6) أولاد، الذكور منهم ثلاثة هم: محمد وعبدالرحمن وحسن. أنجب جعفر محمد ناصر(5) أولاد، الذكور منهم اثنان هما: علي ومحمد. أما أحمد محمد ناصر فقد أنجب (6) أولاد، الذكور منهم ثلاثة هم: محمد وجلال وناصر. أنجب محمود محمد ناصر (7) أولاد، الذكور منهم خمسة هم: محمد وفوزي وكامل وناصر وفهد.

أنجبت عيشة محمد ناصر (3) أولاد هم: محمد وحسن وعلي مهيوب سلطان. وأنجبت فطوم محمد ناصر (10) أولاد، الذكور منهم خمسة هم: فيصل وتوفيق وقيصر ووجيه وغسان عبدالمجيد لقمان. وأنجبت رقية محمد ناصر(7) أولاد، الذكور منهم (5) هم: شوقي وحافظ وفاروق وماهر وصلاح محمد علي لقمان.

ارتبطت أسرة محمد ناصر علي (ويقال إنهم من الأشراف) بصلة قرابة ونسب بعدد من العائلات العريقة مثل أسرة عبده حمزة وجرجرة وباشراحيل ولقمان وخليفة وأمان وكليب وحاجب وعقبة وسعد والصعيدي والبديجي والسيد غانم وغانم العريقي وشهاب والقربي ومرجان والسقاف ومحمد علي مقطري ومحمد ناجي (والد بدر) وعبدالغني صالح الأغبري والشرجبي والحريري والزوقري والعجمي وخليل والأغبري وعبدالقادر صالح وقاسم الشميري وعلي سعد وثابت صالح واليافعي وطه غانم والشيخ محمود العقربي وبازهير وتركي وشوطح والسيد حمود وشوالة والحشيشي وعلي إبراهيم نور وشرف فارع سالم وشماخ وفقيرة والشقري وشرف والمكاوي ومحبوب وال المباركين والوطني والقصيص والقدسي والقوسي ويحيى الميسري والشاذلي وعبدالله قاسم والصياد ومرشد وناصر الحاج وربيع وفضل عبدالقوي وعباد واخرين.

المصدر: محمد جعفر محمد ناصر ومحمد أحمد محمد ناصر وحسين علي محمد ناصر

الميلاد والنشأة:

محمد ناصر محمد ناصر علي محمد ناصر من مواليد مدينة التواهي الساحرة (عدن المحروسة) في 2 نوفمبر 1937م ونشأ وترعرع في كنف والديه؛ فوالده ناصر محمد ناصر من مواليد مدينة التواهي عام 1910م والمتوفى بنفس المدينة عام 1946م وكان رحمه الله من أشهر مموني البواخر ship chandler كوالده، أما والدته المغفور لها بإذن الله الحجة صفية أحمد مثنى فمن مواليد مدينة التواهي عام 1916م وتوفت في صنعاء يوم 25 أغسطس 2002م .

تلقى محمد ناصر محمد دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس عدن وخرج إلى ميدان العمل موظفاً في شركة أ.بس. .A.BESS CO (فرنسي الجنسية عدني المولد) وأ سس محمد ناصر محمد أول نقابة لعمال شركة البس وقد طرد من عمله بسبب ذلك، وكان أول إضراب عمالي في مارس، 1956م تم الإعلان عنه تضامناً مع الشهيد محمد ناصر محمد في وجه القرار التعسفي بطرده من العمل. (راجع السيرة الذاتية للشهيد المنشورة في صحيفة «الطريق» بتاريخ 12 سبتمبر 2006م وراجع سيرة الشهيد التي نشرها الزميل عبدالرحمن خبارة في كتابه «نشوء وتطور الصحافة في عدن 1937م - 1967م» ص 148).

عل خلفية اشتغاله في الصحافة الشهيد محمد ناصر يؤسس «الطريق»:

بدأت كتابات محمد ناصر محمد تظهر في الصحافة في سن مبكرة ومن تلك الصحف: «النهضة» و«اليقظة» و«الجنوب العربي» و«فتاة الجزيرة» وجاءت تلك الكتابات على خلفية ممارساته القلمية، فقد ورد في كتاب «الثقافة اليمنية رؤية مستقبلية -الجزء الأول» بحث مفصل حول (القصة في اليمن ومراحل تطورها ص -105 132) للراحل الكبير حسين سالم باصديق أن أولى قصص محمد ناصر محمد «المعجزة» ظهرت عام 1954م وفي العام نفسه ظهرت أولى قصص أحمد محمد العطاس «الزواج في الآخرة» ويوسف الصومالي «عندما تفرح الوالدة» وأحمد عوض باوزير «صراع مع القديم» أما الأستاذ عبدالله فاضل فارع فقد سبق الشهيد محمد ناصر بعام واحد (1953م) في أولى قصصه «أول أغسطس».

كما جاءت كتاباته على خلفية قناعاته الفكرية باتخاذ اليسار الأممي خطاً لمواقفه وكتاباته وكان في بعض الأحيان يكتب تحت اسم مستعار (تقدمي) في صحيفته «الطريق» وعن تجربته في الصحافة كتب عبدالرحمن خبارة (مرجع سابق ص 148) مارس (أي محمد ناصر محمد) مهنة الصحافة لأكثر من 15 سنة وقد كتب في سن مبكرة في العديد من الصحف العدنية مثل «فتاة الجزيرة» و«اليقظة»، وفي يناير 1966م أسس صحيفة «الطريق» كصحيفة يومية سياسية مستقلة واستمرت حتى أغلقتها السلطات الاستعمارية في فبراير 1967م..».

د. سيف علي مقبل يتحدث عن دور «الطريق»:

في كتابه الموسوم «دراسات في التاريخ اليمني المعاصر» للدكتور سيف علي مقبل وتحت عنوان «دور صحيفة (الطريق) في الستينات» ص 197 كتب د. سيف: «في الستينات صدرت عدد من الصحف الوطنية المستقلة في عدن وكانت صحيفة «الطريق» من هذه الصحف الوطنية المستقلة وهي صحيفة يومية سياسية أصدرها محمد ناصر محمد في عدن منتصف يناير 1966م وكان هو رئيس تحريرها..واتسمت الصحيفة بالطابع الخبري والتعليق السياسي في أكثر مواضيعها».

«من خلال موضعات الصحيفة يتضح لنا هوية الصحيفة بكونها صحيفة سياسية وطنية، طرقت العديد من المواضيع الوطنية، ومناصرتها للثورة اليمنية عموما، والثورة المسلحة في الشطر الجنوبي خاصة..».

الماركسيون في نصرة الجبهة القومية «ليس حباً في علي ولكن كرهاً لمعاوية»

كان محمد ناصر محمد أحد الذين تأثروا بالتيار الاشتراكي العلمي المعروف بالتيار الماركسي الذي حدد موقفه في الانحياز إلى جانب الجبهة القومية، ليس حباً في الجبهة القومية (شتان بين القومية والأممية) ولكن كرهاً في عبدالله الأصنج، لأن الصراع كان في الأساس بين حركتي «البعث» و«حركة القوميين العرب» وتمثل ذلك في جهود محمد ناصر محمد في تنظيم وإعداد المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجبهة القومية (بحضور الرئيس قحطان محمد الشعبي طيب الله ثراه) في زنجبار قبل الاستقال وبحضور مراسلي وكالات الأنباء والصحافة العالمية.

كما تمثل ذلك في جهود محمد ناصر محمد في تنظيم وإعداد المؤتمر الصحفي الذي عقده أعضاء الجبهة القومية في بيروت في نوفمبر 1967م بعد مغاردتهم مصر وقبل توجه أعضاء الوفد إلى مباحثات جنيف وتميزت جهود محمد ناصر محمد بقيمة مضافة تمثلت في إجادته اللغة الإنجليزية إجادة رفيعة مكنته من الترجمة الفورية من وإلى الإنجليزية باقتدار.

محمد ناصر محمد مؤسساً لوكالة أنباء عدن

ضمن الترتيبات المؤقتة لتسيير الشأن العام للبلاد، صدر قرار بتكليف محمد ناصر محمد بالإشراف على التلفزيون والإذاعة وتسييرهما عشية الاستقلال وعين بعد الاستقلال مباشرة مستشاراً لعبد الفتاح إسماعيل وزير الإعلام والإرشاد القومي وذلك حتى قيام حركة 20 مارس 1968م وخلال الفترة 1970-1968 عمل محمد ناصر محمد مراسلاً لوكالة رويترز وصحيفة الاوبزرفر البريطانية.

يحسب لمحمد ناصر محمد أياديه البيضاء في تأسيس أول وكالة أبناء وطنية وهي وكالة أنباء عدن (ANA) في فبراير 1970م وتحمل مسئولية رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لها من أبريل 1972م. (الطريق -مرجع سابق)

جواً إلى بيروت سفيراً وإلى حضرموت شهيداً

صدر قرار رئاسي في أبريل 1972م بتعيين محمد ناصر محمد رئيساً للبعثة الدبلوماسية بسفارة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في بيروت ويبدو أن قرار تعيينه في ذلك المنصب كان الغرض منه تسخير وتوظيف قدرات الرجل للعمل في الجبهة الإعلامية في مدينة تضم كل الروافد والتيارات الفكرية والسياسية والدليل على ذلك أنه عمل على إصدار مجلة شهرية بالألوان اسمها «اليمن الديمقراطية» أثناء فترة عمله.

في نهاية أبريل 1973م تم استدعاء رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية لليمن الديمقراطية في الخارج لحضور دورة إنعاشية في الداخل وفي 30 أبريل 1973م وبعد إقلاع إحدى الطائرتين اللتين أقلتا الدبلوماسيين من مطار عتق في طريقها إلى حضرموت انفجرت تلك الطائرة وخسر الوطن عدداً كبيراً في خيرة أبنائه كان منهم محمد ناصر محمد ومحمد صالح عولقي وسيف أحمد ضالعي وعبدالله بن سلمان وفضل أحمد سلامي وشقيقه عبدالقادر وعبدالباري قاسم ونورالدين قاسم ومحمد أحمد البيشي وأحمد صالح الشاعر والقائمة طويلة.

الشهيد محمد ناصر محمد في عداد المكرمين:

منح النظام في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الشهيد محمد ناصر محمد وسام الاستقلال 30 نوفمبر عام 1989م وفي العام 1996م كرم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الشهيد محمد ناصر محمد بوسام الاستقلال 30 نوفمبر من الدرجة الأولى كما كرمته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بإطلاق اسمه على قاعة الأبحاث والدراسات بمبنى الوكالة الرئيس في صنعاء.

الشهيد محمد ناصر محمد متزوج من عدن وله ثلاثة أولاد من مواليد مدينة عدن هم: شذا، محامية وقانونية، عبير، درست القانون في جمهورية التشيك، أيمن، خريج قانون، اشتغل بالصحافة ورئيس تحرير صحيفة «الطريق» ومستشار لوزارة الإعلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى