أو بريتات المحضار في ديوان جديد ينزل للأسواق قريباً بعنوان (شعر المحضار المسرحي)

> «الأيام» صلاح العماري:

> تم يوم الخميس الماضي الانتهاء من طباعة الكتاب الجديد الموسوم بـ (شعر المحضار المسرحي) الذي يشمل في طياته الأعمال الشعرية المسرحية للشاعر القدير الراحل حسين أبوبكر المحضار (المجموعة الأولى).

ويقع الكتاب الذي أعده الأخوان د. عبدالعزيز الصيغ والباحث عبدالله صالح حداد في 173 صفحة من الحجم الكبير تمت طباعته وإخراجه بشكل جميل وأنيق في مطابع وحدين الحديثة للأوفست بالمكلا، وتمتلك حق توزيعه دار حضرموت للدراسات والنشر، وتكفل بطباعته رجل الأعمال السيد محسن علي المحضار.

ويستعرض الكتاب الأوبريتات التاريخية والاجتماعية وأوبريتات العادات والتقاليد التي كتبها المحضار منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، وكانت تجربته طويلة في كتابة الأعمال المسرحية التي تجاوزت العشرين عملاً تميزت بالقوة في اللغة والحبكة القصصية والعذوبة الشعرية.. إذ تناول الكتاب أوبريتات (بنت القبائل، الضحية، عادات الزواج، الولادة والختان، الخريف، الشهداء السبعة، الشموع الشعر، بنت اليمن الجديد، الطالب المعاكس، والعمارة) وتخللتها ورسومات معبرة عن تلك المناسبات بريشة الرسامين أنور غلام وماهر السعدي، وتصدرت الكتاب صورة نادرة للشاعر الراحل المحضار التقطت له رحمه الله وهو جالس يحمل مسبحة بيده اليمنى يستغفر بها عن زلات الأيام.

وفي مقدمته للكتاب كتب د. عبدالعزيز الصيغ يقول: «لم تقف موهبة حسين أبوبكر المحضار الشاعر الكبير الذي كان له حضور ثقافي كبير على مستوى اليمن والجزيرة، لم تقف عند حدود الأغنية، التي تتألف من خمسة مقاطع أو تزيد قليلاً، وإنما تجاوز ذلك إلى الشعر المسرحي بتعقيداته الكبيرة، وهو أمر يقف فيه المحضار متفرداً بين جميع شعراء الأغنية في اليمن بشكل عام وحضرموت على وجه الخصوص، لقد فاجأ المحضار الجمهور بأوبريتاته التي قدمها، فكانت أعمالاً شعرية درامية غاية في السلاسة والقوة، فلم ينزل عن منزلته الشعرية التي احتفظ بها له المتذوقون، وإنما كان شعره المسرحي إضافة أخرى ودليلاً آخر على قوة شاعريته وموهبته الفنية المتعددة الجوانب.

إن شعر المحضار المسرحي شعر يستوجب الدراسة كما يستوجبها شعره الغنائي، وكلاهما غنائي، وقد حرص المحضار فيه على الاحتفاظ بمنزلته الشعرية فجاءت مكتوبة بلغة شعرية عالية المستوى، ودلت على إمكانيات هذا الشاعر الذي كان شعره مطبوعا غير متكلف يقوله كأنما يحدثك حديثاً مباشراً، وقد قيد نفسه بقيود الشعر، من قافية صارمة، لا تشعر، وأنت تقرؤه بهذه الصرامة، وإنما تحس معه بسلاسة عجيبة وسهولة بالغة في العبارة.

وإذا كان شعره الغنائي قد قدمه شاعراً من الشعراء النادرين الذين يقدمون أشعارهم في المستوى العالي من الجودة، حتى أنك تعيا في اختيار الأجمل منه، لكثرة الجيد عنده كثرة كبيرة، فإن شعره المسرحي قد قدم إلى جانب المقدرة الشعرية اللغوية جانباً عظيماً هو المعرفة الشعبية الكبيرة بعادات وتقاليد المجتمع، وكذلك الثقافة الكبيرة التي امتلكها في معرفة المجتمع ومعرفة التاريخ، وهي أمور تضيف إلى مكانة هذا الشاعر الكبير مكانة أكبر وإلى أهميته أهمية أكبر، وتطالبنا باستجلاء هذه العبقرية التي تميز بها، والعناية بدراسة شعره والجوانب المختلفة فيه فنياً وتراثياً ومسرحياً».

وشكر المؤلف كل من ساهم في جميع هذه الأوبريتات وخص بالذكر السيد محسن علي المحضار الذي تبنى مشكوراً طباعة الكتاب، وابن الشاعر محضار بن حسين المحضار والمؤلف الباحث عبدالله صالح حداد والشاعر ثابت عبدالله السعدي وسعيد عمر فرحان (بو عمر) والمسرحي سالم البكري.

ولعلنا عندما نتحدث عن أوبريتات المحضار نستذكر معكم الأوبريت الاجتماعي الرائع الذي قاله عام 1974م (بنت القبائل) عالج خلاله عادات الزواج في حضرموت بخطاب جميل بين فلاح وبدوية، بدأه بقول الفلاح:

أعشق أنا قريتي، وأعشق هواها

ما يطيب لي العيش في قرية سواها

أطير في جوها، والثم ثراها

وافدي بروحي خضاريها وماها

حب الوطن حب يجري في فؤادي

وفي عروقي كما تجري دماها

البدوية:

من أنت قل لي؟

الفلاح:

أنا فلاح قروي

اللي ذرى الأرض ذي واللي سقاها

وتستمر المحادثة بين الاثنين ويدخل والد البدوية في الحوار إلى أن ينتهي بزواجهما حيث تقول البدوية في آخر المطاف:

لا قدك راضي فلا بد ترضي أمي

وما علي بعد ذا في ما عداها

تعال يا باه عالقروي عقد لي

حبته نفسي وأعطيته ولاها

وتكمن أهمية الكتاب، الذي احتضن في الغلاف الخلفي صورة منطقة (قارة المحضار) بوادي دوعن الأيمن بمديرية دوعن، وهي موطن آل المحضار ومنهم شاعرنا سالف الذكر حسين أبو بكر المحضار طيب الله ثراه، تكمن أهميته في أنه احتفظ بموروث أشعار المحضار المسرحية خاصة أن بعضها لم يعرفها الناس والبعض الآخر موثق في أشرطة قديمة ليست في مخزون الجميع ولم يقتنها كل الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى