المكلا مدينة آل بن هامل

> علي سالم اليزيدي:

> من عاصمة الكسادي على بحر العرب وميناء ازدهر قبل أن تفتح عيونها موانئ مجاورة، أو كما يقولون (وعاد القطة مغمضة) إلى بلد له علم ونشيد وقانون وضرائب وأسواق ومحاكم، مدينة المكلا التي دخلتها المدنـية الحديثة يومـذاك بخطـى قوية واعتداد بأهلها الذين صنعوا هذه المدنية من البداوة والقبائل المجاورة إلى المستقرين في خيصة المكلا من الصيادين والتجار إلى فوة وروكب وبروم المجاورة.
مدينة المكلا التي أرادها الأمير الكسادي بل وجعلها عاصمة ومدينة حية، وفي أوائل القرن التاسع عشر اتسعت وأنشئت الحارة واتصف هذا الزمن بالعدل، وقالوا إن ألمع شخصية عرفتها حضرموت هو هذا الكسادي الذي حرم الرقيق في عام 1863م بمعاهدة دولية، وعاصره وزراء مثل آل قيسان وآل بن شرف من المكلا مدينة وعاصمة حضرموت.

وفي المكلا الحرة الصاعدة سكن العكابرة وهبط بها الولي الصالح (يعقوب) ومات ودفن بها، ونزل بها آل الجدياني وبقي، وتوفدا عليها أهل البادية والصيادون ليستقروا، وبنوا المنازل والأكواخ والأسواق، وكل سكان المكلا أناس أحرار وتغلب على حياتهم المسحة الدينية، وأنشأ حكام المكلا المساجد مثل اهتمامهم بالقصور، وانتفت ظاهرة الاستبداد والقهر والقيود في حياة أهالي المكلا وربطتهم بحاكمهم علاقات مودة ونظام ومخافة شرع الله، وقال الشيخ الناخبي إن من العائلات التي احتلت الصدارة في زمن نشوء المكلا آل باعيسي وآل فليحان وآل بالهبوع وآل بن زيد وآل باسعد وآل بازهير وآل باحيدان وآل وحدين وآل بن زياد وآل بازنبور وآل بن هامل. وظهر آنذاك شعراء منهم سعيد هادي وسالم باسعيد بامحيسون وسالم باعبيد، وقالوا من شعر سعيد هادي:

وإن باتقطع عباد الله بسكينك

ماعذرها بايلانك قطع بالسكين

وتوسعت المكلا الحرة المدينة الحقيقية لتغدو مرسى على بحر العرب وذات دولة لأحرار اتسمت حياتهم بالصدق ورفض القهر، وظهرت البيوتات مثل آل باعوم الكرام الذيـن امتهنوا التجارة وأغاثـوا الناس في زمن المجاعة، وكذا آل بن كوير الذين وزعوا القوت مـن الذرة بالطائرات على البدو والقرى في زمن المجاعة، وجاء آل بايعشوت وآل غزي وبامقبل وباراجح والبطاطي وآل الحبشي وآل النوبي وآل الهجري وبن نبهان وباعشن وبارحيم وآل حاتم وآل حيابك.. إلخ.

ويوم أرادت الحرية ومواكبة التغيير سقط شهيداً ابن المكلا من آل بن هامل (خالد بن هامل) عام 1965م في التظاهرات الطلابية التي قادها شباب المكلا الفتي من كل منزل ودار وعائلة، وأطلقنا على مدينتنا بعدئذ وعلى أهم أحيائها حي الشهيد خالد بن هامل.. ويدور الزمن فإذا بالأنباء تذكر أن صلاح بن هامل الذي أرادته المكلا وفاز وهو شاب صغير ليدخل مجلس الحكم المكلاوي، قالت الأخبار إنه جرى اختطافه، ولم يكتفوا بذلك إذ كبلوه بالسلاسل من يديه ورجليه وعصبوا عينيه، يا إلهي! كل هذا بسبب واحد فقط من أجل حب المكلا وحضرموت وأهله.

نحن لا نعرف سوى تركيا التي اختطفت عبدالله أوجلان وأخذته وبالسلاسل كبلته، ومع ذلك ظل يزأر ويقول: أحب تركيا بلدي! فما الذي قاله صلاح بن هامل المقاوم ضد الفساد والظلم وبيع مقدرات الجنوب، قال صلاح جملة رائعة بل نشيداً بديع اللحن: نعم أحب المكلا وأنا مع الحق!

يا لهذه الأسرة المكلاوية الشريفة الحرة الأبية آل بن هامل، كل أبنائها إما شهيد أو مطارد أو مخطوف مكبل بالقيد والسلاسل، ولكنهم أقوياء مثل جبال المكلا وأكثر، وقالوا إنها المكلا قبيلتنا، إننا أهل الحرية، وقلنا عندئذ وهي المكلا عاصمة آل بن هامل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى