عندما يعتقل الوطن أبناءه

> علي عمر الهيج:

> حقاً لا كرامة لنبي في أرضه.. فما أقسى أن يعتقل الوطن أبناءه لأنهم فقط رفعوا الرايات السلمية البيضاء واعتصموا من أجل حب الأرض والوطن ومحاربة الاعوجاجات.

ثم ما أقسى أن يهل علينا شهر الرحمة والمغفرة والمحبة والبعض من أبناء الوطن محاصرون في السجون يحيط بهم العسكر والحرس وكأنهم جواسيس وأعداء قدموا لتخريب الأرض.

هل قرأتم نبأ أولئك الكفار الذين حاربوا الله ورسوله والإسلام وتم أسرهم من قبل المسلمين ليتقدم إليهم سيد الخلق والمرسلين قائلا لهم:«اذهبوا فأنتم الطلقاء».

أين المصلحون والعقول من عناوين المحبة والصلاح ونبذ العنف والكراهية.. القوانين والشرائع السماوية وحدها لا يحق مناقشتها واللغو حولها.. أما القوانين الأرضية التي يصوغها البشر فينبغي أن تكون محوراً للشورى والجدل السلمي بغية الصلاح ونشر رسالة المحبة.

لا ينبغي تطبيق قانون (إذا صعدت الفوضى على المنبر فلا أحد يتكلم، ومن تكلم فقد لغا ومن لغا فلا حياة ولا كرامة له في أرضه).

ينبغي للدولة رعاية الناس والاهتمام بقضاياهم العادلة والبحث في أمورهم ومصالحهم، فلا ينبغي أن ينحصر عمل الدولة في الجباية والاعتقال ومصادرة السكينة.

هل قرأتم أن الخليفة عمر بن الخطاب كان يسير يوماً ليتفقد الرعية وإذا به يرى رجلاً طاعناً في السن يتسول ويستجدي الناس، فتعجب وسأله:«لماذا تتسول يا رجل وما حكايتك؟» فأجاب الناس عنه:«إن هذا تاجر يهودي أفنى عمره في التجارة وخدمة الأرض، لكن الحال تبدل عليه فأفلس إفلاساً كبيراً.. وينبغي له دفع الجزية، ولأنه لم يستطع فقد ذهب للتسول من أجل السداد» فقال الخليفة: «ادفعوا له من بيت مال المسلمين» ثم مضى في طريقه يتفقد أحوال البسطاء ومحاربة الطغاة.

أين العقول من كل هذا؟.. فهؤلاء الناس يا سادتي قهرتهم المعيشة وغادرتهم السكينة، ومع هذا صبروا وصابروا، وعندما أدركوا أن الدولة هادئة عنهم وسائرة في دروب لا ترسم أي ملامح للمستقبل انتفضوا ورفعوا راية الحب والسلام لعل وعسى أن تستفيق الدولة.

هذه رسالة نبثها عبر هذا المنبر الطيب بأن تصحو القلوب النائمة وأن يتم الإفراج عن المسجونين الذين يعانون المرض في السجون وأن يجعلوا من الأخلاق قاعدة أساسية للحب والصلاح.

إن الدولة القوية هي التي لا يوجد بها معتقلون لأن العدالة حينها تكون قد رسمت ملامحها، فلا حاجة للظلم والفوضى.. استثمروا هذا الشهر الفضيل وخيراته واغلقوا كل منافذ الأذى واعلموا أن رسالة الله في الأرض إعمارها بالصلاح والأعمال الخيرة فإن الله يرفع العمل الطيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى