وتلك الأيــام .. الملل يولد التعب

> جلال عبده محسن:

> الملل هو أحد أمراض العصر، أكد العلماء أنه يولد التعب وأن درجة انفعال الإنسان بعمل ممل يؤديه، توثر فيه أكثر من تأثير المجهود الذهني والجسماني الذي يبذله. والموظف هو أكثر شعوراً بالملل والسأم جراء الحبس الوظيفي الذي يقضي فيه الموظف حوالي 35 عاماً، لاسيما عندما تكون الوظيفة غير مرضية بالنسبة له، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الغياب والتمارض ونقص من الطاقة الإنتاجية للعمل علاوة على ازدياد الضغوط النفسية على حياته اليومية وعلى الأسرة والمحيطين به .

ونظراً لخطورة المشكلة فقد اهتمت منظمات العمل بالدول المتقدمة بتنمية المسار الوظيفي للأفراد وذلك من خلال توصل الموظف إلى أنسب الخيارات، حيث إنه ليس من الغريب أن ينجدب الأفراد للعمل في الوظائف التي تتلاءم مع شخصياتهم، وإن عملية النجاح من عدمه تتوقف على عملية التوافق بين شخصية الفرد وشخصية الوظيفة نفسها التي تتناسب مع مهاراته ومقدراته العلمية والنفسية والإبداعية والتعرف على المشكلات وما إذا كان أحب إليه التعامل مع بشر أو آلة أو أرقام ..الخ.

وسيكون من الأنسب له تغيير الوظيفة أو تغيير عادته وسلوكه أو تغيير المسار الوظيفي نفسه متى ما كانت تلك الخيارات غير موفقة نتيجة عدم الاكتشاف الجيد لنفسه أو نتيجة للمشكلات الناتجة من الوظيفة نفسها تفادياً لحدوت الكثير من المشاكل تبعاً لذلك كما يؤكده علماء الإدارة وعلماء النفس بأن نجاح أو عدم نجاح عملية التكيف هذه تعتمد في المقام الأول على مدى التوافق بين شخصية الفرد وطبيعة العمل نفسه .

والتغيير والتجديد هما كفيلان بالقضاء على الملل. ولأن لكل قاعدة استثناء فإن ذلك الاستثناء نراه جلياً في بلادنا فالمدراء وكبار موظفي الدولة وإن كانت المسئولية لدى البعض منهم عبارة عن مغنم ويودون لو يستمرون في أعمالهم طوال فترة خدمتهم بل ويخلفون أولادهم من بعدهم، فالترف والبذخ اللذان ينعمان بهما جراء الفساد واستغلال الوظيفة العامة يعوضانهم عن عامل الشعور بالملل ولاسيما أن السلطة وبمجرد أن تفوح رائحة الفساد من أحدهم نجده قد انتقل إلى موقع آخر ربما يكون أكثر أهمية من السابق بدلاً من محاسبته وبالمقابل فإنها تسدي لهم خدمة القضاء على الملل ليبدأوا من جديد في نهب المال العام بكل نهم وشراهة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى