قراءة في دفتر أحوال الكرة العدنية ..أندية عدن والعرض المستمر لمسلسل الهبوط

> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

> عدن.. المدينة والبحر والتاريخ والعراقة والحضارة والأصالة والثغر الباسم ومهد الرياضة اليمنية، وعدن هي هبة البحر التي خصها المولى عز وجل بموقع هام لا مثيل له في ذلك الركن المكين في أقصى أطراف شبه الجزيرة العربية نالت به الشهرة العريضة والصيت الذائع والمكانة المرموقة بين موانئ العالم أجمع.

إضاءة تاريخية

مع إطلالة القرن الحادي والعشرين وجد الشباب والرياضيون في المدينة الهادئة أنفسهم أمام جملة من التحديات الوافدة مع حلول الاستعمار البريطاني والمتمثلة في ممارسة مجموعة من الألعاب الرياضية المختلفة أبرزها كرة القدم والتنس والهوكي وغيرها.

وفي زمن قياسي استطاع الرياضيون التعامل الإيجابي وبنجاح كبير مع هذه التحديات الرياضية الوافدة مما جسد مدى قدرات الرياضيين على التفاعل الجيد والتعامل الصائب مع كل جديد ومفيد في عالم الرياضة.

ولذا كان من الضروري بمكان اتباع أشكال من التنظيم والتنسيق وتوحيد عطاءات وقدرات وإبداعات الرياضيين في إطار من الممارسة المنظمة للرياضة، وقد شهدت عدن ظهور وتشكيل عدد من الكيانات الرياضية أبرزها نادي الاتحاد المحمدي الرياضي عام 1905م الذي يعد أول ناد رياضي أهلي في اليمن والجزيرة والخليج العربي، واستحق بجدارة واقتدار لقب العميد باعتباره البداية الأولى والرائدة للأندية اليمنية في مجال الممارسة المنظمة للرياضة في بلادنا.

وإثر ذلك تواصل ظهور وتأسيس وتشكيل عدد من الأندية الرياضية في كل أرجاء مدينة عدن، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

- نادي الحسيني الرياضي عام 1924م في كريتر.

- نادي شباب التواهي والاتحاد الإسلامي عام 1933م في التواهي.

- نادي العيدروس الرياضي عام 1935م في كريتر.

- نادي الشبيبة المتحدة (الواي) عام 1939م في الشيخ عثمان.

- نادي الشباب الرياضي عام 1948م في كريتر.

- نادي الأهلي الرياضي عام 1948م في كريتر.

- نادي الشباب المحمدي عام 1951م في الشيخ عثمان.

- نادي شباب الجزيرة الرياضي عام 1951م في المعلا.

- نادي الهلال الرياضي عام 1951م في الشيخ عثمان.

- نادي الشعب الرياضي عام 1952م في التواهي.

- نادي الأحرار الرياضي عام 1954م في كريتر.

- نادي شباب القطيعي الرياضي عام 1955م في كريتر.

- نادي شباب الروضة الرياضي عام 1951م في الروضة (القلوعة).

- نادي نجم الخيسة الرياضي عام 1960م في البريقة.

ولقد سعت السلطة الاستعمارية إلى تشجيع ممارسة التوسع العشوائي لقاعدة الممارسة الرياضية كيفما اتفق، وانعكس ذلك من خلال ظهور وتشكيل عدد كبير ومبالغ فيه من الأندية الرياضية الهشة حتى وصل عدد الأندية إلى 60 نادياً عشية الاستقلال الوطني المجيد في الثلاثين من نوفمبر 1967م.

وكما كان للتوسع العشوائي في زمن الاستعمار البريطاني آثاره السلبية على الممارسة الرياضية إجمالاً فقد كانت لعملية الدمج للأندية الرياضية المتعاقبة بعد الاستقلال التي نفذت على ثلاث مراحل في الأعوام 1968، 1973، 1975م آثارها السلبية على إجمالي أداء وعطاء وتطور الأندية الرياضية بشكل عام.

فرحة لم تدم طويلاً

ومن المفارقات الغريبة أن أندية عدن صاحبة الصولات والجولات والنجاحات الكبيرة والإنجازات الباهرة أيام عصرها الذهبي الزاهي كانت بدايتها موفقة إلى حد بعيد في أول بطولة كروية تقام في ظل الوحدة اليمنية حيث صعدت ثلاثة من أندية عدن إلى دور الأربعة ضمن الدوري التصنيفي لكرة القدم للموسم -1990 1991م هي أندية التلال والميناء والشرطة، وتوج التلال بطلاً للدوري فيما احتل الميناء مركز الوصيف وجاء فريق الشرطة في المركز الثالث.

ولكن فرحة أندية عدن هذه لم تدم طويلاً إذ سرعان ما أصبحت أندية عدن على موعد مع مسلسل الهبوط الرهيب والمخيف من الدرجة الممتازة سابقاً إلى الدرجة الأولى سابقاً (الدرجة الثانية حالياً) ومن الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة، الذي تسارعت وقائعه وإيقاعاته بشكل يدعو إلى الدهشة والحيرة والاستغراب.

مسلسل الهبوط

مسلسل هبوط أندية كان على النحو التالي:

- هبوط الميناء إلى الدرجة الثانية في الموسم -1991 1992م، وبعد 13 عاماً في الثانية هبط إلى الدرجة الثالثة في الموسم -2005 2006م.

- هبوط الشرطة في الموسم -1994 1995م.

- هبوط وحدة عدن للمرة الأولى في الدرجة الثانية لموسم -1996 1997م، وهبط للمرة الثانية إلى الدرجة الثانية في موسم -2000 2001م ليصعد إلى الدرجة الأولى في الموسم -2006 2007م.

- هبوط شمسان للمرة الأولى في موسم -1997 1998م، ليصعد إلى الدرجة الأولى في الموسم 1999-1998م، وهبط للمرة الثانية إلى الدرجة الثانية في موسم 1999 2000-م، ثم هبط إلى الدرجة الثالثة في موسم -2001 2002م، ليصعد إلى الدرجة الثانية مرة أخرى في موسم 2004 2005-م.

- هبوط الشعلة إلى الدرجة الثانية في موسم -2000 2001م ليصعد إلى الدرجة الأولى في الموسم -2004 2005م.

- هبوط فريق التلال إلى الدرجة الثانية في موسم -2006 2007م.

عرض مستمر

وهكذا تواصل مسلسل هبوط أندية عدن في عرض مستمر دون أن نجد من يقف أمامه أو حتى يحاول مجرد محاولة فقط إيقاف العرض المستمر والمتواصل لمسلسل الهبوط المخيف الذي بسط جناحيه على أجواء الأندية والكرة العدنية، وكأن الهبوط قدر أندية عدن الذي لا راد له.. فمتى يصل هذا العرض المستمر لمسلسل الهبوط إلى نهايته وخاتمته؟!

سؤال يبحث وبإلحاح شديد عن إجابة، فهل من مجيب يا أهل الشأن؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى