ملابسات قضية بلاك ووتر لم تكشف بعد والتحقيقات تتزايد

> واشنطن «الأيام» دافني بينوا:

> يجري الاميركيون والعراقيون تحقيقات متزايدة لكشف ملابسات حادث مقتل مدنيين عراقيين في بغداد برصاص عناصر من الشركة الامنية الاميركية الخاصة بلاك ووتر التي تعمل بموجب عقد مع وزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين.

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية انها سترسل فريقا الى العراق الاسبوع المقبل لتقييم اجراءات الامن الخاصة بالدبلوماسيين الاميركيين بعد حادث اطلاق النار الذي اودى بحياة مدنيين عراقيين على يد عناصر من شركة بلاك ووتر الامنية في بغداد.

وقال المتحدث باسم الوزارة شون ماكورماك ليل الجمعة السبت ان الفريق سيقوم بمراجعة كيفية استخدام المسؤولين الاميركيين للمتعاقدين الامنيين في العراق.

واضاف ان مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية سيرئس هذا الفريق.

ويفترض ان يرفع تقرير اولي في الخامس من اكتوبر الى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي اكدت ان “تعليماتي للفريق بسيطة:

يجب ان تكون المراجعة التي سيقومون بها جدية وشاملة وتتضمن تحقيقات”.

واضافت “فور ان يتوصل الفريق الى حقائق اساسية، اتطلع الى الاستماع الى توصياته حول كيفية حماية موظفينا وفي الوقت ذاته تحقيق اهدافنا للسياسة الخارجية”.

وشكل وزير الدفاع روبرت غيتس ايضا فريقا يضم خمسة اشخاص في بغداد للتحقيق في العلاقات بين الجيش الاميركي والشركات الامنية التي تعمل بموجب عقود معه.

وفي الوقت نفسه، قالت السفارة الاميركية في بغداد ان لجنة اميركية عراقية مشتركة حول الشركات الامنية في العراق تستعد لعقد اجتماع بعد اسبوعين من الحادث الذي قتل فيه عشرة عراقيين برصاص اطلقه عناصر في بلاك ووتر.

وقال بيان مشترك لقائد القوات الاميركية الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الاميركي في بغداد راين كروكر ان اللجنة التي تراجع التحقيقات في قضية بلاك ووتر ستجتمع قريبا. واوضح البيان ان اللجنة “المشتركة العراقية الاميركية تتهيأ لمناقشة الادلة التي توصلت اليها في قضية الشركة الامنية التي ستجتمع في بغداد”.

وبعد اسبوعين من الحادث الذي وقع في 16 سبتمبر لا يزال الغموض يلف هذه القضية التي اثارت غضب واستياء الجانب العراقي ودفعت رئيس الوزراء نوري المالكي الى المطالبة برحيل الشركة.

وتؤكد الشركة الاميركية ان رجالها ردوا دفاعا عن النفس بعد تعرضهم لكمين خلال حمايتهم مسؤولا في وزارة الخارجية الاميركية.

وتفيد شهادات لعناصر من الشركة نقلتها شبكة التلفزيون الاميركية “ايه بي سي” ان القافلة التي كانت تغادر منطقة انفجرت فيها سيارة مفخخة، تعرضت لهجوم من قبل سيارة بيضاء حاولت اقتحام القافلة.

لكن شهودا على الحادث يؤكدون ان رجال بلاك ووتر اطلقوا النار على مدنيين بدون ان يتعرضوا لاي هجوم.

من جهة اخرى، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الجمعة ان احد موظفي بلاك ووتر طلب من زملائه “الكف عن اطلاق النار”.

وتابعت الصحيفة نقلا عن مسؤول اميركي قريب من التحقيق ان واحدا على الاقل من عناصر الشركة واصل اطلاق النار على مدنيين بعد هذه الدعوة الى وقف اطلاق النار.

وتواجه شركة بلاك ووتر ازمة جديدة مع اعلان لجنة في الكونغرس الاميركي الجمعة انها ارسلت عناصرها الى الفلوجة (مئة كلم غرب بغداد) في 2004 بدون الدعم اللازم في مهمة انتهت بمقتلهم ودفعت الجيش الاميركي الى شن هجوم على المدينة.

وقتل اربعة من عناصر “بلاك ووتر” في الفلوجة على يد حشد غاضب قام بتشويه جثثهم وتعليقها على جسر في 31 مارس 2004 ونشرت صورهم على شاشات التلفزيون في العالم.

ودفع الحادث الجيش الاميركي الى شن هجوم على الفلوجة معقل السنة، استمر شهرا كاملا واسفر عن مقتل 36 جنديا اميركيا ومئتي متمرد و600 مدني عراقي.

وقالت اللجنة ان “بلاك ووتر” بدأت مهمة الفلوجة قبل البدء الرسمي لعقدها مع الحكومة الاميركية وتجاهلت تحذيرات حول المخاطر التي ينطوي عليها ذلك، مؤكدة ان “الوثائق التي اطلعت عليها اللجنة تشير الى ان بلاك ووتر بدأت هذه المهمة بدون استعداد وموارد ودعم كاف لعناصرها”.

واضاف التقرير ان الوحدة ارسلت كذلك “بدون عربات مصفحة بالشكل اللازم وبدون بنادق رشاشة وكان عدد المشاركين في المهمة يقل بعنصرين عن العدد المتعارف عليه مما حرم الفريق من وجود مدافعين خلفيين”.

واعلنت وزارة الداخلية العراقية انها اصدرت تشريعا جديد بخصوص جميع الشركات الامنية لاخضاع هذه الشركات للقانون العراقي. وبعد اكثر من عشرة ايام من حادث اطلاق النار، لم يتخذ اي اجراء عملي ضد الشركة التي استأنفت عملها، او ضد موظفيها.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى