حينما تقول الدولة : هذا بيان للناس واللهم إني بلغت

> علي عمر الهيج:

> حالة الحراك التي تجتاح العالم تشهد بجلاء أن الشعوب وحدها التي تصنع المعجزات وهي صاحبة الخيارات الحقة في تشييد وصناعة الأوطان.

هؤلاء الناس هم الذين يشكلون الروح الأساسية للوطن .. هؤلاء هم المواطنون والموظفون ورجال الفكر ومنظمات المجتمع المدني والصحافة الحرة والأقلام النزيهة والوطنيون المخلصون والأحزاب والشخصيات والمهندسون والمعلمون والطلبة وقطاع المرأة ...الخ، بهؤلاء فقط تكتمل أساسيات بناء الأوطان الحرة لتتعزز قوة الأمان والسلم، وأي تهميش أو تمييع لقضاياهم وشطب ملفاتهم لا يثمر إلا احتقانات وتراكمات نفسية وإحباطات، الأمر الذي يضاعف المحن والصعوبات فتتأرجح الطمأنينة .

يعرض الناس اليوم ملفات للخبز والدواء وملفات تتعلق بمتييع قضاياهم وخدماتهم وآرائهم وملفات تختص بابتلاع حقوقهم وأراضيهم وأملاكهم وخدماتهم الطويلة.. وملفات حرة تحد من نضالاتهم السلمية .

دستور البلاء منحهم سلفاً حق الوقوف في طوابير العمليات الانتخابية لانتخاب مرشحيهم أملاً في الحفاظ على حقوقهم وتأمين مصالح الوطن والأرض والناس فاصطفوا ورفعوا رايات المبادرات الحرة .

فعندما شعر هؤلاء الناس أن ثمة نكثاً للعهود والوعود يسير في زعزعة سكينتهم ومعيشتهم وخدش وحدتهم التي اختاروها بالطمس والإلغاء والتهميش .. عندما شعروا بهذا عادوا إلى دستور البلاد طالبين النجدة فعبروا عن آرائهم بمسيراتهم السلمية لإشعار القائمين أن ثمة تراجعاً بين عن خطوط البناء والتحديث وأن ثمة استلاباً فاضحاً لكثير من مصالح الناس . ياسادتي لا يقتصر عمل الدولة في الجباية وإفقار الناس فإذا تفاقمت البطالة وصودرت حقوق الناس واشتعلت المعيشة وطالت كل البسطاء، وإذا اتجهت مدخولات الناس نحوالخطوط السالبة تزامناً مع الصعود في متطلبات الحياة .. فإن الدولة ينبغي لها بث وإرساء الحلول العاجلة حتى لا يهيم الناس خلف الخطيئة والتسول والعبث .

الدولة ليست منظومة ارتجالية للتلكؤ والاختباء خلف حقائق الأزمات وتمييع قضايا الناس .. وهي ليست مجلدات تطبع العشرات من التشريعات المفرغة من مضامينها .

الدولة هي الراعية الأولى للسكينة وهي الإحالة العاجلة لخفافيش الظلام إلى ساحات القضاء وإرساء مبدأ المساءلة .. ليست الدولة وكالة أنباء حتى تطل على الناس مع الأزمات قائلة «هذا واقعنا وظروفنا .. وهناك تخبط عالمي في أسعار الطاقة والدولار .. واللهم إني بلغتى.

أنا يحق لي أن أقول «اللهم إني قد بلغت».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى