الدمّل الرسمي

> محمد عبدالله الموس:

> كان زميلنا محسن علي، الذي لم أره منذ عقدين ونيف من الزمن، يردد مقولة تهكمية لم ننسها حتى اليوم فلا تبرح شفاهه عبارة (% 99 مشكوك فيه) أو(فلان يكذب بنسبة %99 والـ%1 الباقية مشكوك فيه) لدرجة أن صار %99 يذكر معها اسم محسن علي (وكام) حاكم عربي حي أو مدفون.

الواقع أن هناك ما يجعلني أذكر جملة زميلي محسن هذه بشكل دائم تقريباً وخصوصاً حين نقرأ أو نشاهد أو نسمع بعضاً من الإعلام الرسمي أو تصريحات بعض المسؤولين التي نسمعها في غير مناسبة، إذ نذكر معها الأحاديث التي لا تخلو من مراوغة تقرأ معها في عيون قائلها علمه المسبق أن الناس أصبحت تميز نسبة عدم الجدية في كلامهم أو مقدار الكذب إن شئنا الدقة.

يعترفون بأن هناك أخطاء واختلالات تعصف بحياة الناس وخصوصاً في الجنوب وتشكل لجان لمعالجات كان يمكن أن تقوم بها الأجهزة التنفيذية ذاتها وتصدر قرارات رئاسية تعالج بموجبها آلاف الحالات من العسكريين الذين وقع عليهم الضيم ومع ذلك هناك من يصر على اتهام أصحاب المظالم بعدم الوطنية والعمالة للخارج!! وتجري محاكمة بعضهم (ضعوا ما شئتم من علامات التعجب) .

على الجانب الآخر تستمر الإحالة إلى التقاعد القسري في الجهاز المدني، ولم تتم معالجة قضايا أخرى وضعت على طاولة اللجان الصنعانية أثناء الاعتصامات خلال الشهرين الماضيين مثل التعدي على حقوق آخرين أو الأملاك العامة .

وتأتي ثالثة الأثافي، الرهان على الحكم المحلي الذي يراهن عليه الناس لتجاوز منغصات الوحدة فيظهر مشروع القانون بالصيغة المعهودة التي تعودناها من (ترزية القوانين) فكما أبهتوا إعلان الرئيس انتخاب المحافظين هاهم يفقدون حكومات محلية بحلول العام 2010م المعنى الذي فهمه الناس من إعلان الرئيس، وبعد كل ذلك إلى أين هم ذاهبون بنا؟

يخيل إلى أحدنا أن استحقاقات الإصلاح وأحقاق الناس بدءاً بتساوي المواطنة وما يقابله من التلكؤ الرسمي في الشروع في الإصلاح والمعالجة هي أقرب إلى حالة المصاب بالدمل ويعاني (فوبيا) الحقن والمباضع، أو هي حالة قريبة إلى (البائع والشاري) إذ أصبح الأمر بين طرفي الحل واللاحل شبيهاً بالمساومة يرفض معها أحد الطرفين استيعاب استحقاقات محلية وإقليمية ودولية ولم يبق إلا أن يقول لنا (مابش خراج) .

إن التسويف في المعالجات يسحب من شركاء الوطن زمام المبادرة ويجعل الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات لن يجدي معها التضحية بالمليون أو تسليح الشارع كما يهدد البعض من داخل الغرف المكيفة، فملايين القتلى وجن الخيول لم تمنع سقوط أنظمة أو الاعتراف بالتنوع في الوطن الواحد، السؤال هو هل بقي في قوس صبر الناس منزع ؟

ورحم الله الحبيب حسين المحضار الذي بصبره المستمد من صبر الحضارم الذي مكنهم من الوصول إلى مجاهل افريقيا وشرق آسيا نشروا معها الدين الإسلامي بلا قطرة دم، إذ يدندن أبو محضار مودعا رمضان :

مضى رمضان والشوق الذي في القلب لم يمضي

وفرض الصوم أديته وما أدى الهوى فرضي

ولكن باصبر برضي

على عيبة صحابي في الهوى لما تجي جودة

يا الله عسى عودة

تقع في خير ومسرات جم يا الله عسى عودة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى