رمضان في الهند.. لا يكتمل بدون «حليم»

> «الأيام» عن «الشرق الأوسط»:

>
شهر رمضان في الهند التي يعيش فيها 160 مليون مسلم، وهو ثاني اكبر عدد للمسلمين في العالم بعد إندونيسيا، بدأ يوم 14 سبتمبر، بعد مشاهدة هلال شهر رمضان أو «رمزان» كما يطلق عليه باللغة الهندية. وقد بدأ المسلمون الهنود الصيام بعد يوم من بداية صيام المسلمين في غرب وجنوب شرقي آسيا. إلا أن الصيام في ولاية كيرالا تزامن مع الدول العربية اذ امكن فيها رؤية القمر في يوم مبكر بسبب الموقع الجغرافي. ويستيقظ المسلمون في الهند قبل طلوع الفجر ويتناولون وجبة خفيفة يطلقون عليها باللغة الهندية «سهري» (أي السحور) ثم يتلون بعض الأدعية القصيرة ويؤدون صلاة التهجد، قبل ان يذهب الناس إلى المساجد لصلاة الفجر. وعند غروب الشمس يحل موعد الافطار فيتناول الصائمون حبة تمر اسوة بما كان يفعله الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ثم يقيمون مائدة عامرة بالمأكولات المتنوعة.

وتتمتع الهند بتاريخ غني ومتنوع، ويجري الاحتفال بقدوم شهر رمضان بحماس كبير. ففي كل شارع وحارة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة في دلهي، وحيدر آباد وكلكاتا وكشمير ومومباي تنتشر الاحتفالات.

وتضع المحلات والمطاعم الزينة بمناسبة الشهر الكريم مع تدفق المسلمين على المراكز الإسلامية للإفطار. ويشتهر رمضان دائما بحلوياته. وينتظر الكثير من غير المسلمين بصبر قدوم هذا الشهر لتناول أكلات رمضان المميزة. ولا يكتمل شهر رمضان بدون الأكلة الشهيرة المعروفة باسم «حليم» التي تعتبر ضرورية في الإفطار وهي عبارة عن شربة من القمح واللحم والبقول.

ويقول مرزا قيوم «ننتظر قدوم رمضان لكي نتناول حليم في الإفطار. وهي جزء لا يتجزأ من وجبة الافطار في كل بيت مسلم، وهي أكلة لذيذة الطعم وصحية». وتصل شهرة حليم إلى درجة مشاهدة العديد من غير المسلمين وهم يأكلون هذه الوجبة. وهي منتشرة في عدد من الدول الأخرى مثل باكستان وبنغلاديش ودولة الإمارات العربية وغيرها من الدول الإسلامية.

ومع بداية شهر رمضان تزداد مبيعات الشعرية، وهي وجبة حلوة ضرورية خلال رمضان. وذكر اصحاب مصانع انتاج الشعرية ان شهر رمضان يعني زيادة الانتاج. ومن الحلويات المنتشرة في شهر رمضان «الخجلا» و «الفيني» والشعرية بالحليب والسكر.

وفي الوقت نفسه استوردت الحكومة الهندية كميات هائلة من زيت الطعام خلال شهر رمضان. وذكر بي في مهتا المدير التنفيذي لجمعية استخراج المذيبات في الهند ان بلاده اشترت ما يقرب من 600 الف طن من زيوت الطعام، وبصفة اساسية زيت النخيل من اندونيسيا.

وفي المناطق المحيطة بأحد المساجد في دلهي، تزدحم المطاعم قبل الفجر لتناول السحور، ثم يتوجهون للمسجد للصلاة. اما الافطار فيتميز بالفخامة. وتجهز سيارات بميكروفونات للطواف بالأحياء الاسلامية لإيقاظ الناس لتناول السحور. وفي كل اجزاء الهند، يمكن مشاهدة المسلمين الذين يرتدون زي كورتا التقليدي وغطاء الرأس في طريقهم الى اقرب مسجد، ولا سيما صلاة العصر والعشاء. وبعد الافطار يتوجه المسلمون لأداء صلاة المغرب، بالاضافة الى صلاة التراويح. وفهد مصطفى طالب في الواحدة والعشرين من عمره في كلية تقنية المعلومات في دلهي ولكنه يؤدي الصلوات الخمس ويصوم شهر رمضان.

ويقول مصطفى «الاسلام بالنسبة لي هو امر متغير. هناك مناهج مثل الاجتهاد والقياس تمكنك من تفسير الاسلام طبقا لما لمعطيات العصر وتعيش حياتك طبقا لذلك». ويعتقد العديد من المسلمين الهنود بضرورة مواكبة الاسلام لعالم اليوم، ولكن القرآن الكريم بالنسبة لهم يقع في جوهر ايمانهم.

ويقبل السينمائي امباريان القادر المبادئ الاساسية للاسلام ولكنه يشعر بالغربة بين المؤمنين. ويعتقد هذا الشاب البالغ من العمر 27 سنة مثل العديد من الاخرين ان الدين يستغل من قبل بعض التيارات الاسلامية.

وفي الوقت نفسه، سيطرت الحياة المعاصرة على هذه المناسبة الدينية والخاصة، بعدما بدأ الناس في تنظيم مآدب افطار ضخمة.

وتشمل الاحتفالات الاف المدعوين، وديكورات فاخرة وافضل المأكولات.

ويوضح محمد سليم رئيس مجموعة انمول الفندقية «بالنسبة لحفلات الافطار يجب حجز قاعات الاحتفالات قبل شهر. ثم نخطط لكل شيء مثل بطاقات الدعوة. وندعو بعض الناس عبر الهاتف بينما يتلقى البعض الاخر بطاقات. وتشمل الدعوات الشخصيات السياسية والشخصيات الحكومية الهامة بغض النظر عن دينهم، والزعمات الدينية والشخصيات العامة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى