مأثورات

> «الأيام» خالد الحكم:

> عمر والأسير ..جاؤوا بأسير إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد دعاه عمر بن الخطاب إلى الإسلام فأبى فأمر بقتله، ولما اقتربت ساعة التنفيذ قال الأسير:

والله لو أمرت لي يا أمير المؤمنين بشربة ماء فهو خير لي من قتلي على الظمأ، فأمر له بها، ولما وصل الماء إلى يده قال:

أنا آمن حتى أشرب يا أمـير المؤمنين؟

فقال عمر: ونحن قد أمّناك حتى تشرب، عند ذلك ألقى الاسير الماء من يده وقال: الوفاء يا أمير المؤمنين نور أبلج، فقال عمر بن الخطاب: ونحن موفون بما عاهدناك عليه ولك التوقف حتى ننظر في أمرك فلما رفع السيف من السياف قال الأسير: الآن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأن محمداً عبده ورسوله.

فقال عمر: ويحك أسلمت خير إسلام، فما أخرك؟

قال الأسير: والله يا أمير المؤمنين لقد خشيت أن يقال إن إسلامي إنما كان خوفاً من الموت.

أترى الله يعطيك وينساني؟!

خرج الرشيد إلى الحج فلما كان بظاهر الكوفة إذ أبصر بهلول بن عمرو (من عقلاء المجانين) على قصبة وخلفه الصبيان وهو يعدو، فقال الرشيد: من هذا؟ فقيل له بهلول.فقال: أريد أن أراه أدعوه من غير ترويع.

فذهبوا اليه وقالوا له: أجب أمير المؤمنين.فلم يجب، فذهب إليه الرشيد، فقال له: دعوتك لاشتياقي إليك. فقال بهلول: لكني لم أشتق اليك، فقال الرشيد:عظني يا بهلول، فقال: وبم اعظك؟ هذي قصورهم وهذي قبورهم.

فقال الرشيد: زدني فقد أحسنت، فقال: من رزقه الله مالاً وجمالاً فعف في جماله وأوسى في ماله كتب في ديوان الابرار. فظن الرشيد أنه يريد شيئاً فقال: قد أمرنا لك أن تقضي دينك، فقال:

لا، يا أمير المؤمنين لا يقضى الدين بدين، اردد الحق إلى أهله، واقض دين نفسك من نفسك قال: فإنه أمرنا لك، فقال: يا أمير المؤمنين، أترى الله يعطيك وينساني؟! ثم ولى هارباً.

غلب على كل طبع أهله!

حكي أن رجلاً كان في سفر، وفي الفلاة رأى بيتاً فذهب إليه فإذا به يجد أعرابية، فلما رأتني - كما قال - قالت: من تكون؟

قلت: ضيف. قالت: أهلاً ومرحباً بالضيف، فأكلت وشربت، حينئذ جاء صاحب المنزل فقال: من هذا؟

فقالت: ضيف. فقال: لا أهلاً ولا مرحباً ما لنا وللضيف، فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت.

فلما كان من الغد رأيت بيتاً آخر في الفلاة فقصدته، فإذا فيه أعرابية فلما رأتني قالت: من تكون؟ قلت: ضيف قالت لا أهلاً ولا مرحباً بالضيف ما لنا وما للضيف!

فبينما هي تكلمني جاء صاحب البيت قال: من هذا؟ قالت: ضيف.

قال: مرحباً وأهلاً بالضيف ثم أتى بطعام حسن فأكلت فتذكرت ما مر بي بالأمس فتبسمت، فقال: مم تبسمك؟ فقصصت عليه ما حدث لي مع تلك الأعرابية وزوجها وما سمعت منه ومن زوجته، فقال: لا تعجب إن تلك الأعرابية هي أختي وزوجها أخو امرأتي هذه، يغلب على كل طبع أهله!

هل هنالك أذكى من إياس؟

دخلت ثلاثة نسوة على إياس بن معاوية فقال: واحدة مرضع، والأخرى بكر، والثالثة ثيّب.

فقيل له: كيف علمت؟

قال: أما المرضع فإنها لما قعدت أمكست ثديها بيدها، وأما الأخرى وهي البكر فدخلت ولم تلتفت إلى أحد، وأما الثيب فلما دخلت نظرت بعينها يميناً وشمالاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى