الشاعر الشعبي نبيل الخالدي بمنتدى الباهيصمي .. وغرفة لحج تكرم عددا من المبدعين بعدن

> «الأيام» مختار مقطري:

> في أمسية رمضانية دافئة بروحانية الشهر الفضيل وائتلاف خواتمه المباركة، ومعطرة بمشاعر الحب الكبير والخالد خلود اليمن منذ فجر التاريخ بين عدن ويافع، استضاف منتدى (الباهيصمي) الثقافي بمديرية المنصورة مساء الخميس 10/4 الموافق 22 من شهر رمضان المبارك، الشاعر الشعبي الشاب نبيل الخالدي (اليافعي) في فعالية حضرها عدد كبير من أدباء وشعراء وفنانين والمهتمين بعدن ويافع. والخالدي أحد أبرز الأصوات الشعرية الشابة الوافدة منذ أعوام قليلة إلى ساحة الشعر الشعبي بيافع، ليسجل حضوراً مميزاً ينبئ عن ملكة شعرية أصيلة وعن شاعر موهوب لن نفاجأ به شاعراً شعبياً كبيراً في المستقبل القريب.. وتعد هذه الفعالية (الكبيرة) دليلاً على ما يسهم به منتدى (الباهيصمي) من حراك ثقافي بعدن وعلى مدى اهتمامه بالمبدعين الشبان قدر اهتمامه بالمبدعين الكبار من عدن ومن خارج عدن.

وفي المستهل رحب الشاعر محمد سالم الباهيصمي رئيس المنتدى بالحضور جميعاً مهنئاً إياهم بخواتم رمضان المباركة ومعدداً أسماء كثير منهم مشيراً إلى ما تمثله هذه الأسماء من عطاءات إبداعية متميزة وإسهامات متنوعة، ثم قرأ الشاعر نبيل الخالدي عدداً من قصائده، تميزت بالنفس الطويل والمعاني الجميلة المصاغة بمقدرة شاعر على اقتناصها من الواقع ومن شفاه البسطاء ولكن ليعيد صياغتها صياغة مدهشة ليبدو بعضها مبتكراً إلى جانب معانيه المبتكرة في القصيدة وصوره البسيطة إلا أنها ذات دلالات موظفة لتجسيد المعاني، مع ميل واضح لنقد الواقع السياسي والاجتماعي، لا يخلو من سخرية لاذعة، ولعل هذا ما يميز الشعر الشعبي عموماً والشعر الشعبي اليافعي تحديداً، أن يكون له موقف واضح ولسان صريح مؤازر للإنسان البسيط ومدافع عن حقوقه وأحلامه، ومن الواضح أن الشعر الشعبي بيافع تجاوز مرحلة الشعر الشعبي العفوي بما فيه من التواء إيقاعي أحياناً ومعانٍ قريبة وعفوية تنقل بعفويتها إلى القصيدة مع توظيف للشارد والغريب من الألفاظ، أما الشعر الشعبي اليافعي (الحديث) ففيه أثر من الصنعة المحكمة وإمعان فكر مع موسيقى متزنة ومتناغمة ومفردات واضحة ومعان أكثر إدهاشاً وأبعد عمقاً، ونبيل الخالدي صوت شعري شعبي يافعي (حديث)، ولا عجب أن تنتج لنا يافع هذا الشعر، فالشعر الشعبي بيافع - كما يبدو- فن قديم مارسته يافع منذ أن بدأت تصنع لها وجوداً وتاريخاً يعود إلى ما قبل ألفي عام قبل الميلاد حيث هاجر بعض أبنائها إلى فلسطين ليكونوا هناك قبيلة كبيرة أعطوها اسم موطنهم فقد ورد اسم (يافع) في العهد القديم كما يلي: «فأرسل أدوني صادق ملك أورشليم إلى هوهام ملك حثرون وفرام ملك يرموث و(يافيع) ملك الخيش.. الخ» (يشوع- الإصحاح العاشر - الآية 3).

وكان الأخ د. علي صالح الخلاقي، الباحث في تاريخ يافع وشعرها الشعبي وعاداتها الاجتماعية قد تحدث في الفعالية مشيراً إلى أن الشاعر نبيل قد لفت انتباهه شاعريته منذ أن كان طالباً في الثانوية بلبعوس وهو يقرأ شعره في طابور الصباح فظنه يقرأ شعراً لشعراء معروفين، معبراً عن سعادته لوجوده في المنتدى وعن تقديره للجهود التي يبذلها الشاعر محمد سالم الباهيصمي لإنجاح فعاليات المنتدى وتكريم المبدعين، منوها ببعض خصائص الشعر الشعبي كعدم التزامه بالنحو والصرف مؤكداً أهمية ما سيسمعه الشاعر الضيف من ملاحظات بعض الأساتذة الحضور وفي مقدمتهم الشاعر والناقد عبدالرحمن إبراهيم.

ولأن الحق يجب أن يقال، ويجب التنويه بالإشادة وتقديم الشكر لمن يسعى جاهداً ودون كلل وبإمكانياته الذاتية لتحقيق مصلحة للآخرين وتحديداً للمبدعين، فمن الواجب تقديم الشكر والامتنان للشاعر محمد سالم باهيصمي لاقتطاعه حيزاً واسعاً من بيته المتواضع لإقامة المنتدى الذي حقق نجاحات متواصلة فصار منتدى ثقافياً بارزاً بعدن يؤمه المبدعون من عدن ولحج وأبين ومحافظات أخرى، ينظم فعالياته كل خميس بانتظام وجلها يشهد تكريم أحد المبدعين، وصار للمنتدى فرقة موسيقية (فرقة نسائم عدن) ضف إلى ذلك الجهود الكبيرة التي يبذلها هذا الشاعر الجميل لتحقيق مصلحة لهذا المبدع أو ذاك ورفع أسماء عدد غير قليل من المبدعين لتكريمهم من قبل مكتب الثقافة بعدن وحل مشاكل عدد منهم والوقوف إلى جانبهم في النائبات بتواصله واتصالاته الدائمة مع الجهات المسؤولة ذات العلاقة. ولذلك.. فلا غرابة أن تختار الغرفة التجارية والصناعية بلحج منتدى الباهيصمي لتكرم فيه عدداً من المبدعين بعدن، تطبيقاُ لشعارها الموجز في (لا تنمية بدون ثقافة وإإبداع).. وكم كان رائعاً أن تكرم غرفة لحج مبدعين من عدن، فلا حدود للتنمية ولا للإبداع، والغرفة بهذا المنحى الواعي تؤكد على أن تطور المجتمع لا يتحقق من تفعيل جانب واحد فالنهضة الاقتصادية يجب أن تواكبها نهضة ثقافية، ولا شك أن جهود غرفة لحج في هذا الشأن تتحقق بفضل جهود كل أعضائها، على أن الفضل الكبير والفاعل إنما يعود لرجل مثقف وواع لأهمية أن تلتقي التنمية و الاستثمار والإبداع والثقافة لبناء الحضارة، هو الأخ حسين محمد الوردي رئيس غرفة لحج، لجهوده الكبيرة لتحقيق هذا اللقاء التنموي - الإبداعي، وهي جهود تحتم علينا أن نقدم له التقدير والاحترام.

وهنا لا بد من الإشارة إلى جهود الشاعر محمد سالم باهيصمي في متابعة هذا التكريم لعدد (37) مبدعاً ما بين أديب وشاعر وفنان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى