تضارب في قضية مقتل 25 شخصا قرب بعقوبة بقصف جوي أميركي

> بغداد «الأيام» محمد امير:

>
معتقل عراقي يستمع الى زوجته خلال زيارته الشهرية بسجن بغداد
معتقل عراقي يستمع الى زوجته خلال زيارته الشهرية بسجن بغداد
افادت مصادر في الشرطة العراقية وشهود عيان أمس السبت ان القصف الاميركي الذي استهدف قرية الجيزاني الامام قرب بعقوبة صباح أمس الأول الجمعة نتج عن التباس، اذ اطلق حراس القرية النار على قوات برية اميركية ظنا منهم انهم عناصر من تنظيم القاعدة.

لكن الجيش الاميركي رد في بيان أمس على «تقارير اعلامية افادت ان القتلى الـ25 جراء عملية صباح الجمعة في موقع قرب بعقوبة مدنيون ابرياء»، مؤكدا ان «هذا غير صحيح».

وجاء في البيان العسكري ان «القوات البرية تعرضت لدى قيامها بعملية لتحديد موقع قائد مجموعة خاصة يعتقد بانه على ارتباط بعناصر في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، لنيران كثيفة اطلقها عدد كبير من الاشخاص» مضيفا انه «تم طلب دعم جوي لازالة الخطر الامر الذي تسبب في مقتل 25 ارهابيا».

واشار «لقد أكدنا ان المجرمين الـ25 الذين قتلوا كانوا مسؤولين عن الهجوم على قواتنا وهم في الحقيقة اعضاء في مجموعة متطرفة تنشط في منطقة بعقوبة».

وتثير هذه القضية جدلا متزايدا بسبب تضارب الروايات بين الجيش الاميركي من جهة والشهود والشرطة من جهة اخرى.

وقال احمد عبد النور وهو من اهالي القرية رافق 15 جريحا نقلوا إلى مستشفى مدينة الطب وسط بغداد، لوكالة فرانس برس «ان المدنيين الذين قتلوا من حراس القرية الذين عينتهم الشرطة العراقية وقد اطلقوا النار بالخطأ على القوات الاميركية عندما دهمت القرية لاعتقادهم انهم من مقاتلي القاعدة الذين يستهدفون القرية بصورة متكررة».

واوضح ان «الحراس اطلقوا النار عندما سمعوا اصوات مسحلين يتقدمون وتبين انهم قوة اميركية، لكن القوة سارعت إلى استدعاء الطائرات الحربية التي قصفت القرية».

واضاف ان «القصف استهدف نقاط المراقبة بالاضافة إلى منازل في القرية دمرت، واسفر عن مقتل 26 مدنيا بينهم امرأتان وثلاثة اطفال بالاضافة إلى ستة حراس».

وقال الطبيب عمار الجيزاني من اهالي القرية وقد وصل إلى النجف مع الاهالي الذين جاؤوا يدفنون الضحايا، متحدثا لفرانس برس ان «بين القتلى امرأتين وطفلين» مشيرا إلى مقتل «ارملة وابنها».

واكد «ارتفاع حصيلة القتلى جراء القصف إلى 28 شخصا بعد وفاة اثنين من الجرحى في مستشفى مدينة الطب ببغداد».

وقال الطبيب ان القوات الاميركية طلبت من الكوادر الطبية في مدينة الطب عدم معالجة الجرحى باعتبارهم ارهابيين ما اضطر بعض الاهالي إلى نقل الجرحى إلى مستشفيات اخرى.

وفي النجف افاد مراسل فرانس برس عن نقل 26 جثة إلى مقبرة النجف بينها جثث اطفال ونساء وجميعها جثث شيعة قتلوا في القصف الاميركي على ما افاد الاهالي الذين رافقوا القتلى.

وقال ابو احمد الخالصي احد اقارب الضحايا «كان الاهالي في منازلهم في ليلة رمضانية آمنين مطمئنين ولم يشعروا الا والقوات الامريكية تحاصر القرية التابعة لقضاء الخالص».

واضاف ان «القرية كانت دائما عرضة لهجمات من قبل العصابات الصدامية والتكفيرية والقاعدة (....) ومؤخرا تسجلت مجموعة من الشباب المتطوعين في برنامج الصحوة للدفاع عن القرية وبدأو يحرسونها ليلا».

واضاف ان «هؤلاء الشباب لم يعرفوا ان القوات الاميركية هي من يحاصر المنطقة فاطلقوا عدة رصاصات عليهم، وعندها تدخلت الطائرات الحربية وقصفت القرية كلها بدون تمييز».

وقوات الصحوة تعبير يطلق على المقاتلين الذين يتطوعون في سلك القوات الامنية العراقية لمقاتلة تنظيم القاعدة على غرار مؤتمر صحوة الانبار الذي شكله الشيخ عبد الستار ابو ريشة الذي قتل في انفجار عبوة ناسفة في 13 سبتمر الماضي.

وبحسب الجيش الاميركي، فان اكثر من خمسين الف عراقي انضموا إلى هذه البرامج القائمة في مختلف المناطق العراقية بهدف التصدي للقاعدة واعادة الحياة إلى طبيعتها.

جندي أميركي يقوم بتفتيش راعي أغنام في بعقوبة يوم أمس
جندي أميركي يقوم بتفتيش راعي أغنام في بعقوبة يوم أمس
واكد ضابط في شرطة بعقوبة رواية الشهود قائلا ان «المروحيات الاميركية قصفت القرية بعد اشتباكات بين حراس مدنيين والقوات الاميركية قرب احد نقاط التفتيش».

واضاف ان «القوات الاميركية استدعت المروحيات بعد ان اطلق الحراس النار على الجنود الاميركيين بالخطأ ظنا منهم انهم عناصر من القاعدة».

لكن الجيش الاميركي نفى علمه بوجود اي متطوعين من العشائر يحرسون القرية.

وقال «لا علم لنا باي تقرير من قواتنا على الارض حول وجود قوات الصحوة في المنطقة». وقال الميجور وينفيلد دانيالسون المتحدث باسم الجيش الاميركي «لقد نفذ الجيش الاميركي ضربتين جويتين احداهما من مروحية والاخرى من طائرة حربية، وكان هناك قتال مستمر ما بين الغارتين».

وقال لوكالة فرانس برس «يمكنني القول انه كان لدينا قوات على الارض تخوض اشتباكا مع قوة معادية، ولم يتنبهوا إلى وجود اي نساء او اطفال في المنطقة».

واكد ان «قوات التحالف لا تشتبك سوى مع الخطر المعادي وتأخذ كامل الاحتياطات لحماية المدنيين الابرياء».

وكان الجيش الاميركي اكد ان الهدف من عملية الدهم كان اعتقال عضو خلية خاصة تابعة للحرس الثوري الايراني.

وقال دانيالسون «لا نعتقد ان الشخص المستهدف كان موجودا في وقت الاشتباك، ولم يتم التاكد من مقتله».

واستنكر التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر السبت القصف الجوي الذي ادى الجمعة إلى مقتل وجرح اكثر من 60 شخصا.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى