احتجاب صحف مصرية احتجاجا على أحكام قضائية بحبس صحفيين

> القاهرة «الأيام» محمد عبد اللاه :

>
احتجبت أمس الأحد عدة صحف مصرية مستقلة وحزبية احتجاجا على صدور أحكام قضائية بحبس صحفيين يعملون فيها بينهم خمسة رؤساء تحرير وينتظر احتجاب صحف أخرى في الأيام القادمة.

وأدين أربعة من رؤساء التحرير بإهانة الرئيس حسني مبارك وابنه جمال العضو القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ورئيس الوزراء أحمد نظيف ووزير الداخلية حبيب العادلي بينما أدين الخامس بنشر أخبار كاذبة عن وزير العدل ممدوح مرعي.

وقوبلت الأحكام القاضية بحبس صحفيين مصريين لمدد تتراوح بين شهرين وعامين بالإدانة من منظمات حقوقية مصرية ودولية. ولم ينفذ أي من تلك الأحكام لأنها جميعا في مرحلة الاستئناف لكن من صدرت ضدهم دفعوا كفالات تقدر بألوف الدولارات لوقف تنفذ عقوبة الحبس.

ومن بين الصحف التي احتجبت اليوم الدستور (يومية مستقلة) وصوت الأمة (أسبوعية مستقلة) والمصري اليوم (يومية مستقلة) والوفد (يومية حزبية) والعربي (أسبوعية حزبية) والبديل (يومية مستقلة).

ولم تصدر الطبعتان المبكرتان من صحيفتي الأسبوع والفجر المستقلتين وقالت إدارتا الصحيفتين اللتين تصدران يوم الاثنين من كل أسبوع إنهما شاركتا في الاحتجاج.

وقال رؤساء تحرير صحف مستقلة وحزبية أخرى أسبوعية إن صحفهم ستحتجب في الأيام المقررة لصدورها. وتوقع مصدر في نقابة الصحفيين أن يرتفع عدد الصحف المشاركة في الاحتجاج إلى أكثر من 20 صحيفة.

وتقول الصحف المستقلة والحزبية المحتجبة إن أحكام الحبس التي صدرت ضد سبعة صحفيين فيها خلال الأسابيع الماضية هي جزء من حملة هدفها إسكات الأصوات التي تنتقد الحكومة. ويقول محللون إن من الممكن أن يكون هدف الحكومة التمهيد لتمرير عملية انتقال للحكم من الرئيس حسني مبارك (79 عاما) في جو من الهدوء في الفترة القادمة.

والبديل الوحيد الواضح لمبارك هو ابنه جمال لكنه يقول إنه لا يطمح لمنصب رئيس الدولة.

وتقول الحكومة إن القضاء في مصر مستقل وإن الأحكام التي يصدرها لا تتأثر بالضغوط السياسية.

ومن بين الصحفيين الذين صدرت ضدهم أحكام بالحبس رئيس تحرير صحيفة الدستور إبراهيم عيسى ورئيس تحرير صحيفة صوت الأمة وائل الإبراشي وأنور الهواري رئيس تحرير صحيفة الوفد وعادل حمودة رئيس تحرير صحيفة الفجر وعبد الحليم قنديل رئيس تحرير صحيفة الكرامة التي يصدرها حزب الكرامة العربية تحت التأسيس.

وقال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو مجلس نقابة الصحفيين محمد السيد سعيد إنه تأثر بغياب الصحف المستقلة والحزبية اليوم.

وقال لرويترز "غالبا لا أقرأ غيرها. الصحافة القومية (التي تديرها الدولة) تسير بالمنطق القديم وهو أنه لا يوجد غيرها وقت أن لم تكن هناك صحف مستقلة."

وأضاف "إذا لم تحدث ثورة تحريرية في الصحف القومية ستنهار في القريب."

ومن أبرز الصحف القومية اليومية المصرية الأهرام وهي أقدم صحيفة في العالم العربي والأخبار والجمهورية. وتصدر المؤسسات الصحفية القومية عشرات أخرى من الصحف والمجلات لكنها تمر بمتاعب مالية.

وقال عادل حمودة لرويترز "رأيي أن الصحف القومية لم يعد لها طعم بدون الصحف المستقلة والحزبية. أعتقد أنه صار هناك تكامل بين هاتين المجموعتين من الصحف. المستقلة تقدم الانتقاد والتناول الجرئ للأحداث والثانية تقدم أخبار الدولة."

لكنه أضاف أنه لا يعرف ما إذا كان الاحتجاب سياتي بأثر على الدولة.

وأقام الدعاوى التي صدرت فيها أحكام الحبس ضد الصحفيين محامون ينتمي أغلبهم على الأقل إلى الحزب الحاكم وأقام إحدى الدعاوى رجل أعمال.

وبدأت في الأسبوع الماضي محاكمة رئيس تحرير صحيفة الدستور بتهمة نشر شائعات عن وفاة الرئيس حسني مبارك تقول الحكومة إنها تسببت في قيام مستثمرين أجانب بسحب ما يصل إلى 350 مليون دولار من أموالهم من مصر.

ويواجه عيسى الحكم عليه بالحبس ما بين سنة وثلاث سنوات إذا أدين في الدعوى التي أقامها 11 محاميا.

وعبر البيت الأبيض في الشهر الماضي عن القلق بشأن ما سماها انتكاسات لحرية الصحافة والمجتمع المدني في مصر.

لكن محللين يقولون إن تراجع الضغط الأمريكي على مصر الهادف للإصلاح الديمقراطي أطلق يد الحكومة في مواجهة المعارضين.

وقال عبد الله عبد الرحمن وهو بائع صحف في وسط القاهرة إن قراء الصحف المستقلة والحزبية المحتجبة لم يسألوا عنها لأنهم يعرفون أنها ستحتجب.

لكن بائع صحف طلب ألا يذكر اسمه قال إن العديد من القراء حضروا إليه يطلبون أي صحيفة مستقلة أو حزبية يمكن أن تكون صدرت.

وقال طارق شكري وهو موظف "أنا أقرأ اليوم ما لم أتمكن من قراءته في الصحف المستقلة والحزبية التي صدرت أمس الأول". رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى