عدنان طاهر في حوار مع «الأيام الرياضي»:رحيلي عن أهلي صنعاء سببه مؤامرة دبرها المتطفلون

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

> في ملاعب كرة القدم اليمنية لاعبون حباهم الله بالموهبة التي تجعلهم قادرين على الإقناع على المستطيل، وكذلك بإجادة تامة لغرس السلوك الحسن خارج الملعب، هذا الأمر حضوره عنوان بارز وصريح عند الكابتن الخلوق الرائع عدنان طاهر، لاعب الأهلي الصنعاني السابق والوحدة الحالي الذي يعتبر نموذجا يحتذى في ملاعب كرة القدم اليمنية من خلال ما رسمه في مشواره الزاخر المغلف بالأخلاق النادرة والسيرة الحسنة.

«الأيام الرياضي» التقته وناقشت معه بعض المواضيع، أبرزها ابتعاده عن الإمبراطور، وخرجت بالتالي:

< كابتن عدنان نرحب بك على صدر صفحاتنا.

- أهلا وسهلا وتحت الأمر.

< دعني أسألك مباشرة، كيف جاء انتقالك من أهلي صنعاء حيث عرفت كرة القدم؟

- أخي خالد، لم يكن ارتباطي بالنادي الأهلي من خلال كرة القدم فحسب، بل كان بيتي الثاني الذي تعودت هواه وناسه وملامسة جدرانه والسير على ترابه، ولكن الأمر الآن مغاير، فلم أكن أتوقع أن ألعب بفانيلة غير الحمراء التي أحببت كرة القدم من خلالها وأوصلتني إلى قلوب الناس وعشاق كرة القدم في كل أرجاء الوطن، ولكن ماذا عساي أن أفعل، فبعد ما قدمت للنادي في سنوات طويلة جاء نفر بكل أسف ليس لهم علاقة بكرة القدم وأخلاقياتها ليدبروا مؤامرة ومكيدة لإبعادي.

< أيمكن أن توضح أكثر يا كابتن؟

- كما تعرف أنني كنت في الأهلي قائدا للفريق، وكنت أقوم بما هو ملزم من موقعي في مخاطبة الإدارة في خصوصيات اللاعبين ومطالبهم، وهو الأمر الذي لم يعجب هؤلاء، فرتبت مؤامرة كان أبطالها أعضاء الإدارة الذين أبلغوا مدرب الفريق أن عدنان طاهر قرر أن يبتعد عن كرة القدم، وعندما سألني المدرب تفاجأت وأدركت ما حاكه هؤلاء الدخلاء على كرة القدم، وفي الاجتماع الذي عقد أنكروا الأمر برمته وجاءوا بحديث آخر مفاده أني ومجموعة من اللاعبين غير قادرين على العطاء، دون مراعاة ما قدمناه في المشوار الطويل، فاخترت لنفسي مسارا بعيدا عن هؤلاء أكدت فيه أني قادر على العطاء، ورغم ابتعادي كنت سعيدا بفوز الفريق ببطولة الدوري الذي جاء بتكاتف اللاعبين وحضور الشيخ حسين الأحمر في الوقت المناسب بعد أن وضع أولئك النفر النادي في مأزق وأدخلوه في أزمات يعرفها الجميع، واسألوا اللاعبين.

< كابتن، هل قرأت سطور انتقالك وما ستحمله، أم أنها كانت مجازفة؟

- لم أضع حسابات معينة وأنا أنتقل للعب في صفوف فريق كبير كوحدة صنعاء، ولكنها كانت خطوة محملة بالتحدي وإثبات الذات، وأنني حين طلبت الاستغناء كنـت قادرا على تأكيد إمكانياتي وقدرتي على العطاء التي أراد هؤلاء أن يشككوا فيها، والحمد لله استطعت أن أفضح هؤلاء أمام الناس بما قدمته مع الوحدة في موسمي الأول.

< ما الذي فرق بين ارتدائك للفانيلة الزرقاء والفانيلة الحمراء؟

- القيمة التي يمتلكها فريق وحدة صنعاء كناد كبير له قاعدة جماهيرية وصاحب بطولات جعلتني لا أحس بفرق على المستطيل رغم اختلاف الأسماء ولون الفانيلة، وأنا حين انتقلت حملت في نفسي أمورا خاصة ركزت فيها دون أن أنسى المشوار الطويل مع الأهلي ولاعبيه وجمهوره، ولعل الأمر البسيط الذي اختلف أنني كنت في الأهلي قائدا للفريق.

< هل ندمت على فراق الأهلي؟

- بكل صراحة لا، لأنني رحلت وابتعدت كرهاً وليس بمحض إرادتي، وكوني دائما استخير الله سبحانه وتعالى فقد غادرت الأهلي ولم يؤلمني سوى فراق إخواني الذين ارتبطت معهم بالحب والتقدير في مشوار حافل للنادي الأهلي العريق، وكذلك جمهور الأهلي الذي أحببته وأحبني وبادلني الوفاء وكان معي حتى وأنا بالفانيلة الزرقاء.

< ولماذا اخترت وحدة صنعاء؟

- كما قلت لك الوحدة فريق كبير وصاحب صولات وجولات وزعيم للبطولات، وفريق جماهيري وتربطني بلاعبيه علاقات متميزة، وهو شرف لمن يلعب فيه.

< وهل أنت راض عما قدمته في صفوف الوحدة؟

- كل الرضا، أخي خالد، بفضل الله عز وجل رأيت الاقتناع بما قدمته في عيون المتابعين والجمهور الرياضي بشكل عام.

< معاناة وحدة صنعاء مع النتائج ما سببها، بما أنك في صفوفه؟

- لا أحد يستطيع أن ينكر أن وحدة صنعاء هذا الموسم مر بمعاناة حقيقية، وكان الظرف المادي سببه المباشر، لأن النادي يفتقر إلى مصادر ثابتة كبعض الأندية، وكذلك غياب الداعمين، وهي أمور تخل بتوازن أي فريق في ظل اختلاف الأمور والحاجة للمادة المسيرة، ومع ذلك كان لوجود أناس يحبون النادي مثل علي الصباحي، نائب رئيس النادي وعصام زهرة، أمين عام النادي وآخرين في إدارة النادي دور كبير وجهود مثمرة للوصول إلى ما يغطي حاجات النادي بكل ألعابه.. وأنا شخصيا كنت الأكثر خوفا من أي شخص في معاناة البقاء، كونه موسمي الأول، رغم قناعتي بما قدمته، ولكن كان الأمر يعني الكثير لي والحمد لله أكرمنا الله بالبقاء وهو موقع الوحدة الحقيقي.

< وكيف تصف تجربتك الوحداوية؟

- هي باختصار تجربة البحث عن الذات والحفاظ على النجومية التي صنعتها في سنوات طويلة، وتجديدها مع فريق آخر بألوان أخرى، وهي تجربة ناجحة أضافت لعدنان طاهر الكثير في تاريخه الرياضي أحمد الله عليها.

< بعيدا عن وحدة صنعاء، أين حضور عدنان طاهر مع المنتخبات؟

- سأقول لك إن حظي مع المنتخبات سيئ، لأني كلما تم اختياري لمنتخب أتعرض لشيء يعيقني عن التواجد والمواصلة والاستمرار فأقدم اعتذارا فوريا، وآخرها كان مع الكابتن محمود أبو رجيلة.

< كابتن عدنان بدأت مهاجما وانتقلت للدفاع، فأين وجدت نفسك؟

- نعم، وأنا أحمد الله أنني صاحب مواصفات خاصة جعلتني أستطيع اللعب في أكثر من مركز، وهذا أمر مطلوب عند المدربين، وعندما غيرت موقعي في الملعب كانت هناك رؤية من قبل المدرب بأن ألعب في مركز (الليبرو) ونجحت في ذلك حيث بقيت ألعب أساسيا حتى اليوم، وكانت الإشادات من قبل المتابعين والجمهور بأنني في الدفاع أكثر تميزا.

< مستقبلك، كيف تراه؟

- أنا أولا والحمد لله فخور بما قدمته حتى الآن في ملاعب كرة القدم، والذي رسمت من خلاله مشوارا رياضيا واجتماعيا خلقت فيه علاقات وسمعة لا تقدر بثمن هي رأسمالي، ومستقبل أسرتي بحمد الله مطمئن لطفلتيّ أمية وروان، فلا خوف في ذلك بإذن الله تعالى.. لقد استفدت من تجارب ومسار كثير من الرياضيين، وكوني موظفاً فهذا الأمر يريحني كثيرا على عكس من غادر الرياضة (بخفي حنين).

< متى أحسست بالحزن في مشوارك الرياضي؟

- عندما تنكر لي القائمون على الأهلي، وأنا من أحرزت معه البطولات، متناسين التاريخ الذي كتبته بجهدي وإخلاصي وحبي للكرة ولزملائي، وكدت أفقد حياتي يوما وأنا أدافع عن ألوان الأهلي، فهل جزاء الإحسان الإساءة؟!

< ومتى فرحت؟

- كثيرة هي المواقف التي أفرحتني في مشواري، وكان بقاؤنا في الأولى هذا الموسم هو أكثر ما أفرحني كونه أفرح زملائي في الوحدة.

< كيف تقيم مستوى كرة القدم؟

- بكل صدق هو يسير من سيئ إلى أسوأ، وفي كل موسم يتراجع المستوى مع فارق واضح، ولعل تنافس فريقي التلال والوحدة على آخر مقاعد البقاء خير دليل.

< إخفاق منتخباتنا الدائم ما أسبابه؟

- مادام الدوري ضعيفا لا يمكن أن يكون هناك منتخب قوي، هذه هي المعادلة المعروفة دائما في كل بلدان العالم، ونحن نفتقر إلى الدوري ذي المستوى القوي، إضافة إلى غياب الملاعب وعدم وجود قاعدة حقيقية للاعبين والاهتمام بهم، والاحتراف الوهمي عندنا الذي يغيب حقوق اللاعب مع ناديه والمنتخب، إضافة إلى أن المجاملات حاضرة في المنتخبات عند الاختيار ووجود الدخلاء على بعض مواقع القرار في إدارة كرة القدم.

على هامش اللقاء

< من المواقف التي لا أنساها إصابة عبدالرحمن سعيد في السعودية ونحن نلعب ضد أهلي جدة، حيث بلع لسانه، ومررنا يومها بلحظات عصيبة.

< شرف محفوظ اللاعب الذي أحببت سلوكه وأداءه.

< كل المدربين الذين تعاملت معهم أصحاب فضل عليّ بعد الله سبحانه وتعالى.

< والداي حفظهما الله لهما الدور الأكبر في ما وضعته في الحياة عامة، لأنني تعلمت منهما السلوك الحسن بين الناس، فليقدرني الله على أن أرد لهما شيئا في هذه الدنيا وأن أسعدهما بمشيئة الله.

<محمد الصرمي شخص أحترمه في إدارة الأهلي، ولكن يجب ألا يستمع للمتطفلين.

< أعتز بسلوكي قبل أدائي في كواليس الرياضة.

< لي روابط خاصة مع «الأيام» كوني أحد قرائها.

< عيدا سعيدا للأمة العربية والإسلامية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى