قراصنة الاغاني بدلاً من قراصنة البحار

> «الأيام» سعودي أحمد صالح:

> لم نكن نعرف عن شيء اسمه «قرصنة» إلا فيما بعد بأن هذه التسمية تطلق على قراصنة البحار أي «اللصوص» الذين يهاجمون البواخر في وسط البحار لكي ينهبوا ما عليها ويقتلوا ركابها وذلك بقوة السلاح ثم يلوذون بالفرار ولكننا اليوم نحن المبدعين أصبحنا ضحية هؤلاء القراصنة من أشباه الفنانين ولكن على اليابسة وليس بوسط البحر.

فللأسف الشديد قام بعض من أشباه الفنانين بتقليد هؤلاء القراصنة واستولوا على حقوق عمالقة الإبداع من ملحنين وشعراء مادياً وأدبياً دون رادع من ضمير أو خوف من القانون الضائع الذي شجعهم على ممارسة مثل هذه الأعمال الدنيئة في حق هؤلاء الذين تركوا ثروة هائلة من الأعمال الخالدة. فلقد كتبنا كثيراً حول هذه السرقات ووزارة الثقافة ووزارة الإعلام لم تفعلا شيئاً لإنصاف أصحاب الحقوق الفكرية حتى الآن ولم تقوما بردع أصحاب شركات التسجيل في صنعاء وتعز الذين لا يعرفون شيئاً عما يقدمه هؤلاء القراصنة لهم من أعمال تخص غيرهم فلا هم لهم سوى الكسب غير المشروع والضحية هم المعنيون بالأمر من المبدعين أصحاب الحق الشرعي والذين يحرمون من كل حقوقهم مادياً ومعنوياً.

ولقد ظهر لنا في الفترة الأخيرة قرصان جديد ومن محافظة الحديدة يدعى يوسف الرامي قام بتسجيل ثماني أغاني لا له فيها ناقة ولا جمل. والعجيب في الأمر أنه قام بتشويه أسماء من أوجدوا هذه الإبداعات فعلى سبيل المثال أغنية «قال بوزيد جاني علم ماهو سوى» هذه الأغنية للشاعر المرحوم صالح فقيه وألحان الأستاذ عبدالله هادي سبيت رحمه الله، قام هذا القرصان بستجيلها من كلمات وألحان القمندان وهذه الأغنية جاءت بعد موت القمندان بثلاثين عاماً فهل يدري هذا القرصان الجديد بما تهدف إليه هذه الأغنية أيضاً في بداية الستينات.

هناك أيضاً أغنية «بلا جميل غدار» وهي من الأغاني التي يغنيها فيصل علوي، نسب كلماتها «للقمندان» وأعتقد وأجزم أيضاً أنها ليست للقمندان. كما أنه تجرأ أيضاً وبكل شجاعة وقام بتسجيل أحد ألحاني في هذا الشريط وهي أغنية «عرفتك» التي هي من كلمات الشاعر عبدالله الشريف ومن ألحان سعودي أحمد صالح ونسب اللحن وبكل وقاحة «للتراث». أي أن هذا الشبه فنان «يرثني» وأنا على قيد الحياة.

فكل الأغاني الثمان التي في هذا الشريط الذي يحمل عنوان «قال أبوزيد» لم يترفق بها فقام بترفيسها كما يحلو له دون خوف أو وجل لأنه يعرف بأنه ليس هناك قانون يحمي هؤلاء المساكين الذين يعبث بإبداعاتهم كيف يشاء.. إذاً من سيحمينا من هؤلاء اللصوص وأين حقوقنا مادياً وأدبياً وعند من نشتكي لقد مللنا الكتابة عن هؤلاء القراصنة يا وزارة الثقافة وياوزارة الإعلام فأين قانون حماية الحق الفكري ومتى سيظهر؟ هل بعد أن تسرق كل إبداعاتنا؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى