هجمات القنابل في لبنان تخلف الحزن والألم

> صور «الأيام» ويدا حمزة :

> تجمعت النساء المتشحات بالسواد في نوبة بكاء طويلة بينما علقت صورة لعروس تحمل الجنسية الألمانية واللبنانية في غرفة المعيشة الخاصة بهم,الصورة هي لعين الحياة دندش /27 عاما/ التي تزوجت رجلا لبنانيا وعادت إلى لبنان لكي تعيش مع زوجها وكانت حامل في شهرها الثالث.

وأصيبت دندش بإصابات خطيرة في الانفجار الذي استهدف عضو مجلس النواب المناهض لسوريا أنطوان غانم في منطقة سن الفيل في شرق بيروت الشهر الماضي,وتوفيت دندش فيما بعد متأثرة بجراحها.

و قتل غانم على الفور بالإضافة إلى ستة أشخاص آخرين بمن فيهم اثنان من حرسه الخاص وأشخاص عاديين من المارة مثل شارل شيخاني /28 عاما/ الذي قتل في الموقع ودندش.

وغانم هو السياسي الثامن المناهض لسوريا الذي يقتل في لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.

وادى تفجير 19 أيلول/سبتمبر إلى زلزلة الأرضية السياسية اللبنانية قبيل التصويت على اختيار بديل للرئيس المؤيد لسوريا إميل لحود بعد أشهر من الخلافات السياسية بين الأغلبية التي يساندها الغرب وبين المعارضة الموالية لدمشق.

ودفنت دندش في مقابر عائلة زوجها في شرق صور في مدخل قرية كافرا وفيما رفعت لافتات تدين التفجيرات التي عادة ما تصيب اللبنانيين الأبرياء.

وكتب على واحدة من اللافتات "أوقفوا عمليات القتل القبيحة".

وقال علي زوج عين الحياة إن زوجته كانت تعمل في مكتب للترجمة في المنطقة وتصادف مرورها في الوقت الذي حدث فيه الانفجار.

وقالت والدة عين الحياة الألمانية التي كانت ترتدي الملابس السوداء وتحمل صورة لابنتها "ابنتي أرادت العودة والعيش في بلدها الأصلي لبنان لأنها كانت تؤمن أن هذا البلد سيكون آمنا يوما ما".

وقالت فيما جرت الدموع على وجنتيها "عادة ما يدفع الأبرياء الثمن في هذه البلاد".

وقال علي دندنش زوج المتوفاة "لقد فقدت أبي وأمي وأخي في الحرب الأهلية اللبنانية التي جرت بين عامي 1975 و 1990 والآن فقدت زوجتي... أنا لا أستطيع دفع ثمن أكثر من هذا ، الآن سأغادر هذا البلد ولن أعود أبدا".

ويعكس المزاج السائد في بيت لبناني آخر يقع في وسط العاصمة بيروت نفس مناخ الحزن والألم .

وامتلأ منزل شارل شيخاني المدير المالي في إحدى كبرى شركات الاتصالات في لبنان والذي قتل في التفجير بالشموع التي كانت لا تزال مشتعلة.

وتظهر علامات الغضب والألم في منزل عائلة شيخاني لأن ابنهم أصر على العودة إلى لبنان بعد استكمال دراسته في فرنسا.

وأرد الوالد سمير شيخاني من خلال تنظيم مسيرة تأبينية لابنه بالشموع مساء الأربعاء الماضي أن يعرف الناس أن الأبرياء هم من يموتون في مثل هذه التفجيرات وليس فقط النائب البرلماني أو السياسي المستهدف.

وقال الأب المكلوم "لقد طلبت من كل المشاركين الابتعاد عن حمل أي علامات طائفية أو سياسية ولكن أن يرتدوا الأبيض فقط".

وقال "اشعر بالكثير من الألم والحزن لأن ابني قتل بدون أي سبب وبواسطة مجرمين غير معروفين لا يمتلكون سوى الكراهية في قلوبهم".

توحدت عائلة شيخاني المسيحية وعائلة دندش المسلمة في وفاة أحبائهم وتحت راية "أوقفوا قتل اللبنانيين الأبرياء". (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى