لا سلام في افغانستان بعد ست سنوات من الاطاحة بنظام طالبان

> كابول «الأيام» سردار احمد وبراون روبرتس :

>
قبل ست سنوات، وتحديدا في السابع من تشرين الاول/اكتوبر بدا تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة يقصف ليلا اجهزة الرادار والاتصالات والمطار وغيرها من المنشآت الاستراتيجية في افغانستان.

وبعد اسابيع من التوتر الناجم عن اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر ضد الولايات المتحدة تنامى الضغط على نظام الملا عمر وتعنته في حماية ضيوفه من تنظيم القاعدة وزعيمهم اسامة بن لادن والذين حملتهم مسؤولية سلسلة الاعتداءات غير المسبوقة على العملاق الاميركي.

ويتذكر بائع الهواتف النقالة محمد اكرم اكبري تلك الفترة قائلا "كنت خائفا لكن في نفس الوقت كنت سعيدا لانني كنت اعلم ان القنابل ستطيح بطالبان".

واضاف "كان العيش تحت حكم طالبان اصعب من العيش تحت القصف الاميركي".

وفي اخر المطاف فر عناصر طالبان من العاصمة ليلا كما دخلوها قبل خمس سنوات.

وهرب المتطرفون الذي فرضوا نظاما متعصبا فمنعوا الموسيقى والافلام واجبروا النساء على التحجب تماما.

وبعد ست سنوات يعم كابول صخب قوي والوان ساطعة وموسيقى وازدحام السيارات وقد فتحت قاعات السينما من جديد وكذلك محلات بيع الموسيقى وارتفعت الابنية العالية والفيلات بسرعة مذهلة.

ونمت ديمقراطية جديدة ودستور يمنح نظريا حقوقا متساوية للرجال والنساء على حد سواء وانتخب الافغان برلمانا ورئيسا.

وبات نصف الاطفال يرتادون المدارس و80% من السكان يتلقون العناية الصحية وتوفرت طرقات ومصحات ومدارس.

لكن كل تلك الانجازات حجبت بسبب انعدام الامن وتعاظم تمرد طالبان اكثر مما كان عليه سابقا مما قد ينذر بعودتهم الى السلطة.

وتزايدت هجماتهم بنحو 20% مقارنة بالسنة الماضية حسب تقرير صدر الشهر الماضي عن مجلس الامن الدولي.

واسفرت اعمال العنف عن سقوط خمسة الاف شخص خلال السنة الجارية واربعة الاف خلال 2006 ومعظم القتلى من المتمردين لكن بينهم ايضا اكثر من الف من عناصر قوات الامن الافغانية والمدنيين اضافة الى 181 جنديا اجنبيا حسب تعداد وكالة فرانس برس.

واقر الجنرال دان ماكنيل القائد الاعلى لقوات الحلف الاطلسي الذين يبلغ عديدهم اربعين الف جندي "حققنا بعض الانتصارات التكتيكية في معارك ضدهم لكنهم ما زالوا هناك".

ويرى الجنرال الاميركي ان الاستقرار يعم نحو 60% من البلاد تقريبا حيث يقع اقل من هجوم في الاسبوع مؤكدا ان البلاد في حاجة الى شرطة جديدة اكثر فعالية.

واعتبر مبعوث خاص الامم المتحدة توم كونيغس ان انعدام الامن في الجنوب وما يترتب عنه من اعمال عنف وانتاج الافيون يحجب النتائج الجيدة.

وصرح لفرانس برس "اذا تركنا جانبا الاخبار السيئة نرى ان ثلثي البلاد يشهد تنمية غير متوقعة في بلد فقير الى هذا الحد".

وقال ان افغانستان هي خامس افقر بلد في العالم وانها رغم الدعم الدولي "ستبقى فقيرة حتى بعد عشر سنوات".

واقر بان تنامي حركة التمرد ناجم ايضا عن "غياب الحكومة وسوء الادارة والفساد واهمال الحكومة".

وتشجع الامم المتحدة الحوار مع طالبان اذا وافقت على عملية ديموقراطية.

واختار احد قياديها وزير الخارجية سابقا عبد الوكيل متوكل المصالحة مؤكدا ان "قتل قادة طالبان ليس الحل" لان ذلك لا يوقف العنف الا موقتا. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى