قنابل اسرائيل العنقودية ما تزال تهدد اللبنانيين بعد اكثر من عام على القائها

> الحوش «الأيام» نايلة رزوق :

>
أثناء عملية البحث عن القنابل العنقودية
أثناء عملية البحث عن القنابل العنقودية
تسمر حسام مصطفى في مكانه وبدأ يكده العرق عندما اطلق كاشف الالغام رنينه المعهود خلال قيامه بالتفتيش عن القنابل العنقودية التي خلفتها اسرائيل الصيف الماضي في احد بساتين الموز في جنوب لبنان.

يتقدم خبير نزع الالغام الشاب بحذر في الحقول الخطرة خلال مشاركته في عمليات تنظيف بساتين جنوب لبنان ومناطقه السكنية من اكثر من مليون قنبلة عنقودية القتها الدولة العبرية خلال حربها ضد حزب الله الشيعي التي استمرت من 12 تموز/يوليو الى 14 آب/اغسطس عام 2006.

وفيما كان حسام يفتش عن القنابل القاتلة في بساتين قرية الحوش الساحلية في جنوب لبنان كان المزارعون منصرفون الى اعمالهم اليومية في البساتين نفسها.

ويقول السويدي مانغوس راندستروم، 38 عاما، مسؤول مكتب تنسيق نزع الالغام التابع للامم المتحدة "ننبه المزارعين الى مخاطر الدخول الى حقولهم لكنهم يصرون على العمل فيها.. هم فقراء وهذا مصدر قوتهم الوحيد".

وتشير احصاءات الامم المتحدة الى ان اسرائيل القت ملايين القنابل العنقودية على لبنان خلال الحرب وان اكثر من مليون قنبلة منها لم تنفجر لدى ارتطامها بالارض وما زالت عرضة للانفجار بمجرد لمسها.

وادى انفجار هذه القنابل منذ انتهاء الحرب الى سقوط نحو 37 قتيلا و217 جريحا وفق حصيلة للامم المتحدة.

ومن ضمن هذه الحصيلة مدنيان قتلا الاسبوع الماضي من بينهم طفل في السادسة من عمره.

وتشير داليا فران الناطقة باسم مكتب تنسيق الالغام الى ان "المشكلة في لبنان كبيرة الى حد اعطى دفعا للمنظمات والدول التي تكافح للوصول الى حظر دولي لاستخدام القنابل العنقودية"..وتقول "منذ العام الماضي بدأ الكلام عن قرب التوصل الى اتفاقية الحظر".

وتؤكد فران الناطقة باسم المركز الذي يقوم بعمله بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية ان "القنابل العنقودية ما زالت منتشرة في 946 موقع تقدر مساحتها بنحو 38 مليون متر مربع".

وتوضح فران ان فريقا يضم 1300 خبير بنزع الالغام يديره 69 خبيرا اجنبيا قاموا "بتفكيك 131 الف قنبلة عنقودية حتى نهاية عطلة الاسبوع الماضي" وذلك في اطار خطة تمولها دول مانحة "من المتوقع ان تنتهي في اخر عام 2008".

وتضيف "اكبر الصعوبات التي نواجهها هو رفض اسرائيل تسليمنا خرائط المواقع التي القت فيها القنابل العنقودية".

وكان المركز التابع للامم المتحدة قد ندد مؤخرا بعدم تعاون اسرائيل في هذا المجال,واوضح في بيان اصدره لمناسبة الذكرى الاولى لوقف العمليات الحربية بين الطرفين ان اسرائيل ترفض تزويده بخرائط المواقع التي قصفتها بالقنابل العنقودية.

وتوضح فران ان مهمة المركز تشمل كذلك "تفكيك 25 الف لغم ارضي وقنبلة لم تنفجر في مناطق النبطية وجزين وحاصبيا في شمال الليطاني".

وتقول "بالاضافة الى ذلك هناك 375 الف لغم -غالبيتها الغام مضادة للافراد من صنع اسرائيل-عند الخط الازرق (الذي رسمته الامم المتحدة ليقوم مقام الحدود بين البلدين) وفي عمق يترواح بين 2 و3 كلم داخل الاراضي اللبنانية" لافتة الى ان عمل الفريق "لا يشمل تنظيف الحدود لاسباب سياسية".

وتقول "خلال عام واحد قتل وجرح 254 شخصا من جراء انفجار القنابل العنقودية والالغام الارضية وهو "رقم ذو دلالة مقارنة مع عدد القتلى الذين سقطوا بين عام 2000 (تاريخ انحساب اسرائيل بعد احتلال استمر 22 عاما) وعام 2006 والبالغ 300 قتيل وجريح".

وتلفت فران الى "ان الحصيلة تنخفض كل شهر مع تقدم عمليات نزع الالغام لان هذه القنابل العنقودية كانت سابقا منتشرة في كل مكان: على الطرقات في المنازل و الحدائق وفي كل الاماكن الماهولة".

ويقول راندستروم "نعمل وفق اولويات: اولا ننظف المناطق السكنية ثم الزراعية لاهميتها الاقتصادية وبعد ذلك ياتي دور الحقول لانها غير ماهولة".

ويشرح راندستروم وهو جندي سابق شارك في نزع الالغام في لاوس ان "اكبر الصعوبات تكمن في وجود عدد كبير من الاشجار في المناطق الملوثة والتي تكون عادة مناطق لزجة بسبب اعمال الري التي تدفع بالقنابل الى اعمق من سطح الارض".

يوزع راندستروم اوامره الدقيقة على خبراء نزع الالغام وهو يتنقل بدون خوف ظاهر في بساتين الموز بين العلامات الملونة التي وضعت في المواقع التي رصد فيها وجود قنابل غير منفجرة.

ويقول "لقد تم تدريب هؤلاء الشباب تدريبا جيدا. لكن المشكلة تكمن في قيام الاهالي برفع القنابل بايديهم. بعضهم يجد فيها مورد رزق اضافي فيبيع القنبلة بخمس دولارات لمن يهوى جمعها".

ويروي ان شابا في التاسعة عشرة من عمره نزع اربعة الاف قنبلة عنقودية ويقول "تخيل المبلغ الذي جناه".

من ناحيته التحق علي ملك، 27 عاما، بفريق التنظيف اسوة ب 45 رجلا من قريته بيت ليف الجنوبية.

ويقول "معظمنا كان عاطلا عن العمل. الان يكسب كل منا حوالي 700 دولار" وهو مبلغ كبير بالنسبة لاهالي هذه المنطقة المحرومة.

ويروي حسام انه كان "يزرع التبغ" قبل التحاقه بالفريق. ويقول "من واجبي ان اشارك في نزع الالغام لاساهم في حماية اهلي واقاربي من الموت". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى