لبّيت.. يا ردفان!

> عبده يحيى الدباني:

> عقدت الفعاليات السياسية والمدنية في المحافظات الجنوبية والشرقية العزم على أن تنظم مهرجانا احتفاليا كبيرا في ردفان بمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين لانطلاقة ثورة 14 اكتوبر المجيدة من جبال ردفان الابية، وهذا بحد ذاته سعي وطني شعبي محمود ينهض بالواجب المطلوب امام الثورة وشهدائها ومناضليها ومفكريها لا سيما أن الجهات الرسمية قد اتخذت من المناسبات الوطنية محطات للهبر والعبث والفساد وفرصا للترويج الرسمي الحزبي الحاكم وبطريقة رتيبة تقليدية باردة وفارغة من مشاعر الاحتفاء الحقيقية الحارة. هذه المرة في ردفان الأمر مختلف، فسوف يحتفل بذكرى الثورة أصحاب المصلحة الحقيقية فيها الذين كانت منهم وإليهم آباء وأبناء وأحفادا تحلق فوقهم أرواح الشهداء الأبرار والمناضلين المتوفين، بعيدا عن الميزانيات الضخمة والاستعراضات الفارغة وتحليق الطائرات.

ثم إن هذا المهرجان الشعبي الكبير يعد نوعا من النضال السلمي الحضاري، الذي تشهد زخمه اليوم محافظات الجنوب من أجل تحقيق الشراكة الوطنية الحقة وانتزاع الحقوق المشروعة من خلال التصحيح الوحدوي الوطني المنشود. هذا النضال نفسه ليس بعيدا عن الثورة المحتفى بذكراها الرابعة والاربعين، إذ وجدنا اليوم من يهمشها ويهمل مناضليها وشهداءها ويحرف تاريخها ويعبث بمنجزاتها وبالتالي يلغي أهدافها الوطنية والاجتماعية والإنسانية. إننا نؤمن بوحده النضال الوطني في اليمن مثلما نؤمن بوحدة التراب والمصير، ونقدر الترابط الذي تميزت به حركة التحرر العربية بوجه عام وكذا حركة التحرر العالمية، ولكن لا ينبغي القفز على الخصوصية والتنوع والحقوق النضالية والتاريخية والجغرافية من خلال الحديث عن الأصل والفرع وتحريف المجريات التاريخية ونسبة المواقف النضالية إلى غير أبطالها الحقيقيين وعدم وضع الامور في سياقها ونصابها، فلم يبق أمام هذه القوى إلا أن تقتلع جبال ردفان من أماكنها حتى تذهب بها وتثبّتها في مناطق أخرى كما يحلو لها، ولو استطاعت لفعلت، مثلما جعلت من أهداف ثورة سبتمبر مصلوبة على واجهات الجرائد الرسمية والحزبية خاوية من أي معنى حقيقي متحقق .

ومن هنا فإن المشاركة في هذا المهرجان الشعبي الكبير حق مشروع مثلما هو حق واجب أمام أبناء الثورة اليوم في الجنوب وفي سائر أرجاء الوطن في سبيل تحقيق الأهداف التي اشرنا إليها بما فيها تكريم هذه الثورة ورد اعتبارها، وإنها لدعوة حارة صادقة إلى الفعاليات المشاركة جميعها والمشاركين أجمعين أن يتحلى المهرجان الاحتفالي بخصائص المهرجانات السلمية الحضارية المدنية، بعيدا عن الانجرار للعنف أو التطرف أو الاستفزاز في الأقوال والأفعال، وبالقدر نفسه نوجه الدعوة إلى السلطات الرسمية أن لا تتدخل في مجريات هذا المهرجان الشعبي الاحتفالي إلا بما يؤمنه ويؤدي إلى نجاحه حسب ما يمليه الواجب الدستوري، بعيدا عن القمع والكبح والعراقيل والاعتقالات ومحاولات الاختراق والتربص.

سلام ردفان.. الرمز والقضية .. سلام على الشهداء الأبرار والمناضلين الأوفياء .. سنكون عند حسن ظنكم ومستوى تضحياتكم بإذن الله تعالى وكل عام والجميع بخير .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى