رحمة ربنا أقوى من الفساد

> فريد الصحبي:

> هي رسالة مفتوحة إلى كل من وزير النقل ومحافظ عدن نشرتها «الأيام» الزاهرة في عددها الصادر 2007/9/27 تنادي بحق ستين عاملاً من عمال المؤسسة المحلية للنقل البري في الحصول على إكرامية الأخ الرئيس في الشهر الفضيل .

وقد بلغنا العيد فكانت النتيجة قراراً من رئيس النقابة العامة لعمال النقل والمواصلات بإلغاء وتوقيف رئيس اللجنة النقابية في المؤسسة المحلية للنقل البري الذي كتب الرسالة أعلاه باسمه (أحمد عمر العبادي)- وهو المنتخب من قبل عمال المؤسسة- وذلك «خدمة للمصلحة التي نرى أنها مفيدة لعملنا النقابي» هكذا كما جاء في رسالة التوقيف .. ولا ندري ماهي (المصلحة) التي تراها الرسالة مفيدة من وراء توقيف رئيس اللجنة النقابية المشهود له بالصلابة في مواجهة عوامل الفساد التي تنخر في جسد المؤسسة المحلية للنقل البري منذ وفاة الأب الروحي لعمال المؤسسة المدير العام الراحل محمد أحمد علوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته !

كما أضافت رسالة النقابة العامة .. نقابة عصر الرأسمالية المتوحشة .. تحذيراً لرئيس اللجنة النقابية المنتخب في المؤسسة المحلية «كما نشعركم برسالتنا ومن تاريخها بعدم التخاطب مع الجهات المتخصصة والتصريح للصحف باسم العمال والعمل النقابي»!

مش مهم طبعاً أن يظل بعد ذلك ستون عاملاً أساسياً في المؤسسة.. وبدون راتب أساسي لشهر سبتمبر الفائت إلى يومنا هذا .. بالرغم من أن زملاءهم في نفس المؤسسة والمصنفين (قوى فائضة) قد استلموا رواتبهم وإكراميتهم غير منقوصة من صندوق مكتب الخدمة المدنية وكذا متقاعدو المؤسسة !

حقيقة إن الأخ وزير النقل والأخ المحافظ لم يقصرا بزيارتهما وتفقدهما لأحوال المؤسسة ولكن للأسف الشديد لم تتح للعمال ولا حتى للجنتها النقابية برئاسة الأخ أحمد عمر العبادي أن يلتقوا بهما ليشكوا لهما معاناتهم بالغة القسوة ويشرحوا لهما حقيقة وضع المؤسسة وطبيعة سير العمل فيها الأمر الذي عملت قيادة المؤسسة ممثلة في مديرها ونائبه على إخفائه على كل من الأخ الوزير والأخ المحافظ .

الأمر الذي يؤكد دوما أن أي إصلاح أو قرار بمحاربة الفساد يمر أولاً عبر إصلاح القيادة في أي مؤسسة واستئصال الفاسدين فيها قبل أي شيء آخر !

ولكن وفي لحظة من لحظات القدر كانت مشيئة الله توجه أقدام الأخ أحمد عمر العبادي للسير نحو مسجد الرحاب بجوار صحيفة «الأيام» ليصلي صلاة العصر يوم الاثنين الموافق 2007/10/8 ليلتقى الأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن الذي رافقه أثناء خروجه من المسجد فيعرفه بنفسه فيرحب به الأخ المحافظ .. ثم يخبره بأن عمال المؤسسة لم يستلموا إكرامية رمضان ولا حتى راتب شهر سبتمبر الفائت حتى الآن .. وطفحت على وجه المحافظ دهشة بالغة وهو يقول بأن المعلومات لديه أن قد صرفت الإكرامية والراتب بطبيعة الحال .. ووعد على الفور بمراجعة الأمر على وجه السرعة مبدياً كل الحرص والاهتمام بالأمر والاتصال بالمدير !

إنها رحمة ربنا .. التي لن تترك الأمهات والأطفال يألمون ويبكون إلى ما لا نهاية .. إنها رحمة ربنا التي لن يقدر الفاسدون أن يمنعوها .. ولا حتى إكرامية الرئيس في الشهر الفضيل .. الفاسدون لا يرحمون ولا يريدون رحمة ربنا أن تنزل .. ولكن الله فعال لما يريد !

E-mail:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى