اضراب "الخميس الاسود" في وسائل النقل يضع ساركوزي في مواجهة اول ازمة اجتماعية

> باريس «الأيام» انغريد بازيني :

>
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
بعد خمسة اشهر على انتخابه رئيسا في ايار/مايو الماضي يستعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لـ"الخميس الاسود" الذي سيشهد اضرابا واسعا لوسائل النقل الفرنسية، في اول اختبار جدي له في مواجهة المشاكل الاجتماعية في فرنسا.

واعلنت الرئاسة الفرنسية انها تتوقع "تعبئة قوية جدا جدا" للمضربين الخميس احتجاجا على اصلاح يطاول انظمة التقاعد، كما توقع وزير العمل كزافييه برتران "الا يعمل الخميس اي قطار او حافلة او مترو".

وللمرة الاولى منذ عام 1995 دعت النقابات الثماني الممثلة في شركة سكك الحديد الفرنسية بالاجماع الى الاضراب، كما دعت ست نقابات ممثلة في شركة قطار الانفاق الفرنسي، وخمس نقابات تنشط في قطاعات الطاقة الى الاضراب.

واذا كان من المتوقع ان يكون التجاوب مع الاضراب مكثفا في قطاعي النقل والطاقة فانه لن يكون واسعا في القطاع العام.

كما هددت بعض النقابات بمواصلة الاضراب الى ما بعد الخميس.

ومن المتوقع ان تلتقي نقابات الموظفين في الثاني والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر الجاري لاتخاذ قرار بشأن تحرك محتمل "في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر" المقبل ضد "محاولة كسر القطاع العام" حسب تعبيرها، عبر اصلاح تقترحه الحكومة اليمينية يتأثر به نحو 2،5 مليون موظف ويقضي بالغاء 23 الف وظيفة عام 2008.

وقال برنار تيبو الامين العام لنقابة "الكونفدرالية العامة للعمل" (سي جي تي) ان الهدف من اضراب الخميس "اجبار الحكومة على الجلوس مجددا الى طاولة المفاوضات".

وتندد النقابات بالاسلوب القسري للحكومة في اصلاح انظمة التقاعد الفرنسية من دون ان تكون معارضة للمبدأ.

ويقول تيبو ان اصلاح الانظمة الخاصة للتقاعد سيكون مقدمة لاصلاح يشمل نظام التقاعد بشكل عام على ان تكون النتيجة خفض معاشات التقاعد لكل العاملين في القطاعين العام والخاص.

ويتضمن اقتراح الاصلاح الحالي لانظمة التقاعد الخاصة والتي تعني نصف مليون اجير (و1،1 مليون متقاعد) من اصل 18 مليون اجير في القطاع الخاص، جعل عدد سنوات المساهمة في صناديق التقاعد بحلول العام 2012، 40 عاما بدلا من 5،37 سنة كما هو معمول اليوم.

وتأخذ انظمة التقاعد الخاصة بعين الاعتبار خطورة المهنة خصوصا لدى عمال المناجم والبحارة والعاملين في صناعات غازية او كهربائية.

كما يستفيد النواب من نظام خاص للتقاعد مثلهم مثل كتاب العدل او حتى راقصات الاوبرا في باريس.

وقال ساركوزي انه لن يتراجع عن هذه الاصلاحات التي جعلها في برنامجه الانتخابي الرئاسي وسبق ان تأجل اقرارها مرارا خصوصا عام 1995 تحت ضغط تظاهرات حاشدة اجبرت الحكومة على التراجع بعد ثلاثة اسابيع من الفوضى العارمة في وسائل النقل.

وقال ساركوزي "اعلم تماما ان الاسبوع المقبل سيكون صعبا، الا انني اعلم ايضا بانني انتخبت لمواجهة امور صعبة".

وقال عمال سكك الحديد انهم سئموا التعامل معهم على انهم من "المميزين" وقالوا انه مقابل تمكنهم من التقاعد ابتداء من عمر 55 او حتى 50 عاما فانهم يحصلون على اقل رواتب تقاعد وهناك 62 بالمئة منهم يتلقون اقل من 1500 يورو شهريا.

ولا يزال ساركوزي يسجل نتائج جيدة في استطلاعات الراي وتصل شعبيته حاليا الى ما بين 61 و63 بالمئة يؤيدون الشعار الذي رفعه ب"القطيعة" مع الماضي.

ويرى 53 بالمئة من الفرنسيين ان اضراب الثامن عشر من تشرين الاول/اكتوبر "غير مبرر" مقابل 43 بالمئة يعتبرونه "مبررا".

وتوقع الحزب الاشتراكي المعارض "اسبوعا اسودا للسلطة" معتبرا ان "الاستياء يعم ويزداد وان المشاكل تتراكم" في فرنسا. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى