الحقيقة المُرة

> برهان عبدالله مانع:

> الشعب اليوم مل التمجيد ولن ينافق ومستحيل أن يلحس النعال، ومن المعاناة شغل مخه وفتح جدالا وبدأ يطرح المشاكل في الساحة وينكش مسائل ويسأل مليون سؤال، وهذا شيء طبيعي بعد المعاناة والصبر الذي طال سنين في أمل لتغيير الأحوال لكن دون جدوى من الوعود الرعدية التي لم تسقط الامطار.

صرخ الشعب وبالذات في المحافظات الجنوبية ورفض من ينصب ويكذب وينهب ويسرق تلالا وجبالا وبحارا، وانفتحت الالسن الخائفة البالعة اللسان وكاتمة المقال، وتجمع البائس من فقره مع اليائس من توظيفه وشاركهم المحبط من بيع أرضه أمام عينيه وصحا المخزن المفرفش في انسطال وما تبقى سوى قلة بسيطة تعمدت إقفال الأعين لأن في حقيقتهم بهائم وبغال.

وإذا سمحت لي جريدة الحقيقة والحرية «الايام» الغراء فسأطرح وجهة نظر في مقالة نشرت في عددها (5208) حيث شدني العنوان تحت مسمى (الوطن ملكنا جميعا) وبصراحة وشفافية ومن وجهة نظر نقول نعم الوطن ملك الجميع زمان وكان ياما كان لأن الناس خلاص سكنت المقابر وصابرة وحاملة من الحرمان جبالا، فنحن اليوم نطرح السؤال: هل شعارات «اليمن ملكنا جميعا» أو «وطن لا نحميه لا نستحقه» هل هذه الشعارات مازالت موجودة بصدق؟ وماذا قدمنا نحن لهذا الوطن أساسا؟ ولماذا توقف العطاء من قبلنا؟

ونتساءل: هل تحصل الشعب على العدل والمساواة والحقوق؟ لماذا لم يتوقف سيل الصخور البركانية المتدفقة بالفاسدين مفترسي هذا الشعب الطيب؟ أي وطن تتحدثون عنه؟

أما البعض فتحدث عن الفوضى ضد الممتلكات العامة والاعتصمات التي لا تنم أبدا عن حب هذا الوطن، ومن وجهة نظري أن الفوضى أنتم خير العارفين من يفتعلها، وفي الضفة الاخرى طرق سلمية ديمقراطية حضارية وبأسف شديد يقابلها إذلال الرجال وعذاب فوق الاحتمال و(مرمطة) وجري في الشوارع وجعل الكرامة في حالة هزال والإسراع في تلبيس الناس قضايا مفصّلة تفصيل السراويل.

أما عن الاعتصامات فكان الأجدر بمن يتحدثون عنها بسوء واستنكار أن يتساءلوا ويقتربوا أكثر من أهلهم وناسهم ومسقط رأسهم في المناطق الشعبية التي ترعرعنا فيها جميعا، كنا سنكتشف بل على حد علمي أنكم تعرفون ما يعانيه الناس من مرارة وفقر وبؤس وحالة مزرية، فمن العيب المزايدة على أنفسنا لأن الحقيقة مرة والناس تبحث عن الخبز وليس حب القوميات والشعارات الزائفة.

أما عن خوفكم كما تدعون (من حمام الدماء) كما هو حاصل في الدول المجاورة في الوطن العربي فنطمئنكم أنه لن يحصل سلق دماء وغسيل حمامات، لأن شعبنا طيب وصابر ومحب وعاطفي ونحن لن نكون ضد أنفسنا وضد وطننا نعصي ولي أمرنا، بل من سيعمل هذا هم الذين تهدد وتتوقف مصالحهم في النهب والفساد نتيجة للتغييرات القادمة التي سوف يقوم بها صاحب الفخامة، وبصراحة لوحظ من بعض الأقلام أنها أكثر انزعاجا من الاعتصامات، لكن زمان عرفنا هذه الأقلام والشخصيات محبة للحرية والرأي الحر وتشجيع الشباب نحو العمل وبناء الوطن واليوم للأسف منزعجة من هؤلاء الشباب الذين ضاع مستقبلهم في نهر الفساد، لكنهم لا يعلمون أن رئيسنا كفل لنا حرية الرأي والفكر وبشكل حضاري راق وأخلاقي .

ونختم مقالنا بإهداء من الحكومة المصرية إلى الشعب المصري:

أحب اللي راضي وأحب الفاضي وأحب اللي عايز يربي العيال

أحبك تطبل تهلل تهبل علشان متش كورة وموفي خيال

احبك مكبر دماغك مخدر ممشّي أمورك كده باتكال

وعايز تنور وعايز تطور وتعملي روحك بتكسب رجال

ساعتها حاجيبك لا يمكن أسيبك وراح تبقى عندي وتصبح مثال

وتلبس قضية وتصبح رزية وباقي حياتك تعيش في انعزال

حتقبل ححبك حترفض حتطلع حتنزل حاجيبك «جمال»!!

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى