على خلفية شهود عيان نشرها موقع «إيلاف»:أطلعوا الدول والمنظمات المانحة لمعرفة الحقيقة

> نجيب محمد يابلي:

> أعادت الزميلة «14 أكتوبر» الرسمية (في عددها الصادر يوم السبت 2 شوال 1428هـ) نشر أقوال شهود عيان في أحاديث نشرها موقع «إيلاف» أن عدداً من الشباب المتشددين تكفل بتوزيع نسخ من البيان على نطاق واسع في الشوارع والتجمعات بالعاصمة صنعاء، ذلك البيان الذي وقعه رجال دين يمنيون، وبدئ توزيعه انطلاقاً من جامعة الإيمان بالعاصمة صنعاء التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني والذي جاء ترتيبه الرابع من بين أكثر من مائة مُوَقِّع (بضم الميم وفتح الواو وتضعيف القاف المكسورة) وكان عنوان البيان (بيان علماء اليمن تجاه بعض المنكرات والمعاصي الظاهرة في البلاد) والبيان مرفوع إلى رئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة كافة، واختتم الموقعون بيانهم بأنهم «ينتظرون الجواب العملي من كل الموجه إليهم البيان».

جاء في الخبر الذي أعادت نشره «14 أكتوبر» في الصفحة الأمامية في إطار بارز «خلية إرهابية تم الكشف عن تشكيلها مطلع عام 2004م وضمت عدداً من المتطرفين هدفوا إلى تصفية قائمة من السياسيين والكتاب والأدباء والمثقفين اليمنيين، من خلال رصد آرائهم ومواقفهم وكتاباتهم المنشورة وكذا قصائدهم» إلى آخر الخبر الطويل، وما يهمنا من هذا الخبر سواء في طوره (الشرنقي) عبر «إيلاف» أو تكفل الشباب المتمرد بتوزيع بيان رجال الدين الذي نشرته «الغد» الأسبوعية أو ما أعادت نشره «14 أكتوبر» أنه لم يأت من فراغ ولم يتم تسريبه من فراغ وإنما كان وفق عملية حسابية دقيقة.

نحن على موعد مع العام الأول على انعقاد مؤتمر المانحين لليمن الذي انعقد في العاصمة البريطانية لندن في نوفمبر الماضي، وعلى الفعاليات السياسية والمدنية موافاة الدول والمنظمات المانحة بنسخ من البيان المزعوم لمناقشته والتحقق من جهة إصداره ودوافعه والجهة المستفيدة من تنفيذه والوقوف الموضوعي أمام ما يعتمل في الساحة عامة والإسلام السياسي خاصة.

المتأمل للواقع المعيش سيتضح له جلياً أن دولة الوحدة لم تنعم بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وحصدت أرقاماً قياسية في هذا الاتجاه، فالحكومات ثماني والتعديلات الدستورية شملت معظم مواد الدستور المستفتى عليه، حتى القوانين لم تشهد استقراراً إلى جانب التقسيم الإداري للجمهورية ومسميات الوزارات والمؤسسات، أما الفساد فحدث ولا حرج، فقد اتسع حجمه وتنوعت أساليبه وأشكاله فازدادت حالة الفقر بشاعة، وعلى أنقاض ذلك اتسعت دائرة البطالة والبحث عن فرص العمل وأصيب الشباب بحالة إحباط شديدة.

وأود هنا أن أذكر بما كتبه أحدهم ويدعى عبدالرؤوف صلاح (أحد خريجي جامعة الإيمان) الذي كتب موضوعاً موسوماً: «جامعة الإيمان بين الخداع السياسي والإقصاء الحقيقي» الذي نشرته الزميلة «الوسط» في 13 يونيو 2007م وتطرق فيه هذا الشاب إلى كسب ود الجامعة وشيخها عبدالمجيد الزنداني أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية ووعود رئيس الجمهورية باستيعاب خريجي الجامعة، إلا أن ما حدث ويحدث على أرض الواقع أن هناك إقصاءً تاماً من مكاتب الخدمة المدنية لخريجي جامعة الإيمان ولا تقبل ملفاتهم في مكاتب الأوقاف والعدل.

يختتم الشاب عبدالرؤوف موضوعه بدعوة إخوانه من الكتاب والصحفيين إلى التبني الجدي لقضية خريجي جامعة الإيمان مع غيرهم من العاطلين عن العمل «لأن ذلك يقطع مسافات نحو الهدوء والسكينة».

الضريبة التي دفعها الإسلام السياسي جراء تعامله مع النظام منذ عام 1982م:

الحديث في هذه الجزئية طويل وأكتفي بالتذكير بما يلي:

- ما حدث بعد 24 أغسطس 1982م وكانت الضربة الأولى استمالة الأستاذ عبدالملك منصور أمين عام الأخوان بفكرة اندماج الأخوان مع السلطة، وكانت النتيجة باهتة إذ انسحب منصور وثلاثة من زملائه المغمورين داخل الحركة.

-استغلال الشريك الآخر في الوحدة للشيخ الزنداني في تعبئة القوات المسلحة في المعسكرات الشمالية ضد زملائهم في السلاح من الجنوبيين واستقطاب حزب الإصلاح إلى صفوف ذلك الشريك، وشرب الإصلاح وشيخه الزنداني من الكأس نفسها التي شرب منها الاشتراكي.

- كل الأطراف في المعادلة السياسية في كف عفريت، الا أن وضع النظام أكثر صعوبة وإرباكاً، ومظاهر ذلك عديدة، فمن هي تلك الجهة التي أعدت كشفاً بالسياسيين والكتاب والأدباء والمثقفين اليمنيين، من خلال رصد آرائهم ومواقفهم وكتاباتهم المنشورة وكذا قصائدهم الشعرية، وستحيلهم بعد ذلك إلى فرق الموت؟

أمام سقوط الحائط الرابع (حاجز الخوف) وخروج المواطنين إلى الساحات لممارسة حقوقهم الدستورية رغم قطع الطرقات والانتشار الأمني الهائل ورغم صدور سيل من القرارات لصالح المتقاعدين والمنقطعين، إلا أن السلطة تعيش وضعاً مأزوماً ولذلك طرقت وتطرق سبلاً شتى لعل آخرها سيكون اللجوء إلى ما يسمى (المتطرفون) وسيدلل ذلك على عقم مطبخ السلطة وسيرد الله كيدها إلى نحرها.. آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى