أريك الرّضى!

> فضل النقيب:

> أقول لـ (اليمنية)، ليس المرأة حاشا لله فهي مصباح الوجود، ولولا كفاحها وصبرها وثباتها في ميادين العيش المغبرة الشحيحة لانهارت ملايين الأسر وأصبحت تهيم على وجوهها شأنها شأن اللاجئين الذين ينامون في العراء ويلتحفون السماء، ولكنني أخاطب (اليمنية) الأخرى، الطائرة في السماء والتي تصيب النملة بدقتها وتخطئ الجمل باستهتار بعض كوادرها وضعف كفاءتهم وتمنّنهم على الناس الذين هم مصدر رزقها ومبرر وجودها، وغداً عند تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة التي أخشى أن تكون كالمعيدي «أن تسمع به خير من أن تراه» ستدرك أي كنز احتوته فبددته، لأن التنابلة الذين دخلوا العصر الإلكتروني بعقليات «راعي لي باجيلك .. سامحنا حيرتك» سيفسدون كل شيء، وأظن أنه لو كان هناك حساب وعقاب وإمساك من الرقاب لاستقام هؤلاء، والقصة أن لي تذكرة أمانة لديهم، وهي تذكرة إلكترونية، أي أنها محفوظة مصانة على شاشة الكمبيوتر وليست في جيب المسافر مثلما كان الحال في الأيام الخوالي (رعاها الله)، وقد اتصلت بمحطة دبي فقيل لي إنها موجودة وبإمكانك تحصيلها من أي مكان، ويا أخ فضل مادمت في أبوظبي فاعتبرها في جيبك، كلمت مكتب أبوظبي، قالوا: الله المستعان هذه إلكترونية، يعني «ما تخرّ الماء» لا أخفيكم أنني فرحت لهذا المستوى الذي سبقنا به شركات ذات باع وذراع، ولكن شيئا من القلق ظل في نفسي لأنني غير قادر على رؤية أو لمس تذكرة افتراضية تسبح في الأثير، ثم إن الكمبيوتر يا ويلك منه إذا زرجن، إنه يحرن مثل «حمار الشيخ في العقبة» وبعدين «كركر جمل» مع الاحترام والمحبة لعمنا عبده حسين صاحب العمود الموسوم بهذا الاسم، والذي فاول على نفسه منذ أربعة عقود تقريبا، أطال الله في عمره حتى جاء الجمل إلى (الضبر) حاملا أثقال القوانين (العصمانلي) ثم لهف المستحقات القانونية للعم عبده، ويا ضيعة شقاء العمر معلّماً عَلَمَاً للأجيال، وكاتبا تنويريا لعموم الناس، ومدافعا صلبا عن حقوق العموم، وقد أخرج الجمل لسانه و«دندل مشافيره» للوالد عبده حسين وهو يقول: كركرني يا عاقل إن كنت من الواصلين المحظوظين الذين تسعى إليهم الحقوق ولا يسعون إليها.

ما علينا.. قل حان موعد سفري، خابرت مكتب أبوظبي قالوا: فتشنا عن التذكرة فلم نجدها، خابرت دبي فتشوا (الأبواك) الإلكترونية فما عثروا لها على أثر «فص ملح وذاب».. يا إخوان ما يستوي «بطلوا الصفاط» أين ذهبت التذكرة؟ قالوا: أعطنا رقمها لعل النظام يستجيب فينوّر بها الشاشة، وهكذا وقعت في شر أعمالي وتحققت مخاوفي، وأمام سطوة الكمبيوتر والنظام يصبح اللاهثون الذين يغرقون في شبر ماء مجرد هباء ينظرون إلى الكمبيوتر كأنه عفريت من الجن، وهكذا أصبحت الكرة في ملعبي.. هات الرقم وأنا أصلا لم أتسلّم أي رقم لأنني لم أتسلم التذكرة، إذاً هي قصة البيضة والدجاجة وأيهما أسبق، ومن كثرة المراجعة التقطت طرف الخيط الأخت الدينامو (ألفت) من مكتب أبوظبي وببساطة قالت إن النظام يستجيب للأرقام وكذلك للأسماء، وبحثت في الأسماء وفقا لهذه النظرية، فشرف اسم فضل النقيب إلى الشاشة هابطا من علّيين ولكنه كان مقصوص الجناح فقد سجل النظام أنني استخدمت نصف التذكرة (صنعاء - دبي) ولم يبق لي سوى النصف وعلي أن أحمد الله وأبوس يدي وراء وقدام، ودخلنا في دوامة جديدة لأنني لم أقم بتلك الرحلة ولو في الخيال فقد كان لدي تذكرة من (اليمنية) أيضا وسافرت بها من عدن، وبعد أخذ ورد تفتق ذهن الأخ الخلوق عبدالإله الشامي، مدير مكتب أبوظبي عن الاحتكام إلى الجواز وأختام الدخول والمغادرة، و«قطعت جهيزة قول كل خطيب» ثم زاد على ذلك بالرجوع إلى كشف المسافرين في يوم السفر المزعوم، وبعد ما بانت شمس الحق اعترف النظام بالخطأ قائلا إنه متكرر وليست المرة الأولى، ولكن المسؤول عن التصحيح لم يقم بما عليه فالدنيا رمضان ثم عيد وسُبلة العيد، فلماذا العجلة؟ وأقول لليمنية الشركة ما قاله المتنبي:

أريك الرضى لو أخفت النفس خافيا

وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا

عيد مبارك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى