مشعل الحرائق!

> أحمد محسن أحمد:

> يقولون في الأمثال: مشعل الحرائق لا يمكن له أن يكون رجل إطفاء.. وهو مثل يعكس ما يحدث في بلادنا اليمن من أزمات واحتقان وقهر ونسف للحقوق المشروعة للمواطنين .. والسلطة هي التي تفتعل كل هذه الأزمات .. وهي تنسى أن هذا الشعب المقهور والمدحور يرصد خطواتها وعثراتها وتعتقد أن كل عثرة من عثراتها وسقوطها المدوي لا يراه أحد!! هي السلطة بعينها من يشعل الحرائق .. وهي التي تعجز عن إخماد هذه الحرائق عندما تتسع رقعة اللهب والنيران المستعرة فلا تعرف من أين تبدأ للوصول إلى نقطة السيطرة على هذه النيران !! فنار الغلاء هي التي أوجدتها لتحرق بها مواطنيها.. ونيران التمايز والتفاضل بين أبناء الوطن هي النار الأكثر اشتعالا .. وكله يهون .. لكن عندما نرى أن النيران وكثافة الدخان تغطي سماء الوطن وبكل بساطة .. تقول السلطة لا توجد شرارة واحدة في هذا الوطن الآمن..فهذا هو العجب كل العجب !!

الصحافة وأجهزة الإعلام والداخل والخارج يقول إن البلاد في جحيم الأزمات المفتعلة من قبل السلطة .. تخرج الأخيرة من صمتها وانشغالها بخلق بؤر جديدة لأزمات ناشئة لتقول: «من يقول إن هناك وضعاً غير مستقر في البلاد» .. بل وتذهب لأبعد من كل ذلك.. لتعلن أنها مسيطرة على الأوضاع بشكل كامل .. هي تعتقد أنها تسيطر على نيران الأزمات التي تفتعلها لكنها لا تعي أن مشكلتها الحقيقية هي حلمها بالأمان والاستقرار الذي تشعر به كسلطة في أحواش وغرف منازلها ومقر إقامتها التي تحرس بالقوة متعددة الأشكال!! .. وأكثر من ذلك نرى رجال السلطة في بلادنا بدأوا هذه الأيام ومع توسع دائرة انعدام الثقة بين السلطة وبين مواطنيها يضعون على أعينهم نظارات سوداء! فمن يستطيع أن يرى ما يعانيه الشعب وهو يضع على عينيه نظارات سوداء! بل أن بعضهم لم يكلف نفسه عناء ومشقة التدقيق فيما يكتب ويرى بالعين المجردة من أحداث وحوادث بدأت تتسع أكثر فأكثر في المحافظات الجنوبية التي تحملت مسئولية المواجهة بشجاعة لتعلن عن رفضها القاطع لكل ما يشوب البلاد من ويلات بفعل سلطة قابعة في دواوين جلساتها الخاصة وفي قصورها المنتشرة في كل محافظات البلاد! من يصدق أن شخصاً معروفاً قد أحضر لشخص آخر كان يجلس بجانبي ملفاً يخص فللا مبنية لأحد كبار رجال السلطة الأعلى يقول له «هذه الفللا معروضة للبيع» .. وهي للعلم في محافظة عدن. والسؤال ما حاجة هذا المسئول الكبير جداً لقيمة فللا أو لصرف هذا السكن الذي ربما أنه الأصغر في مجموع المنازل التي سيطر عليها بحكم موقعه؟! .. سألني صاحبي الذي ربما أنه كان يناقش مع الطرف الآخر حيثيات الفللا المعروضة للبيع فقال «مالهم ؟ .. أيش جرى لهم.. هل بدأ العد التنازلي يسيطر على سلوكهم؟!».. فما هو القادم الذي جعل رجال السلطة الكبار في اضطراب تام؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى