المستقبل في عيون الشباب

> عمر محمد بن حليس:

> من غير موعد سابق جاء إلى مكتبي ثلة من شباب اليمن لم يسبق لي أن تعرفت على أي منهم من قبل، لكنني استقبلتهم بروح تليق بالشباب وبكل حب وترحاب، ثم أتى بعدهم على التو أخي وزميلي الأستاذ الجامعي الشاب عصام مقبلي فعرفني عليهم واحداً تلو الآخر، فكانوا جميعاً في قمة اللطف والبساطة والتواضع، قرأت في عيونهم إصرار العمل بروح تفاؤلية بالمستقبل الذي هم عماده.

وبعد أن أخذ كل منا مقعده تجاذبنا أحاديث شتى، متنقلين في تلكم الأحاديث كالنحل الذي يتنقل من زهرة إلى أخرى ليمتص الرحيق الذي يأتينا بثمار عسله المنقى ليبرئ المريض ويشفي العليل.

والحقيقة أقول إن نجْمَي ذلك اللقاء كانا (ابن المقبلي) و(ابن عبد المجيد الحريري) فالأول أثرانا بحكمه ومواعظه التي تبعث في من يسمعها روح الأمل، فهو إلى جانب ملكته الأدبية والثقافية العميقة- وهذا كرم ربنا عليه- أتحفنا بآيات من كتاب الله الكريم وأحاديث للرسول عليه الصلاة والسلام، وفعلاً صدق من قال (هذا الشبل من ذاك الأسد).

أما الثاني فكان بحق كذلك العامل الذي شمر عن ساعديه لينحت الصخر فيبني على أنقاضه أرضاً يبذر في تربتها الأزهار والورود، وكان يقول: «إن المستقبل نحن، ونحن المستقبل، ومهمتنا أن نواصل مسيرة الحياة الجميلة، رافعين مشاعل النور التي ستدك معاقل الظلام والتبلد».

كان الوقت يمر بسرعة، ولروعة اللقاء تمنيت أن تتوقف عقارب الساعة عن الدوران.. لكن (ما كل ما يتمنى المرء يدركه).

عـندئذ قـمت مـودعـاً ضيوفي الأكارم ثـم عدت إلـى مكتبـي وقـد امتلأ قلبي بحـب كبـير لأولـئك الشباب، لأنهـم أعـادوا لـي ثقة كــدت أن أفقـدها مـن خـلال مقابلتي لمـن سـبقهم مـن الشباب، فحمدت الله كثـيراً أن أكرمني بالتعرف على نخب شبابية تتقد حماساً ونشاطـاً، وهنا قلت لذاتي: خيراً فعلت يا فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، لأنك بدعـمك المستمر ورعايتك الدائمة للشباب تجـدد فيهم قـوة الشعور والأحساس بـأن اليـمن الآمن والمستقر ينتظرهم ليصلوا بـه إلى مواقع أكثر تقدماً وأمناً واستقراراً ونمـاء.

ونأمل أن يكون طريق اليمن الأرض واليمن الإنسان مُعبّداً وسهلاً للوصول به إلى المستوى المنشود، كلل الله مساعي المخلصين والصادقين بالتوفيق والنجاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى