الشيخ شماخ: الذي يهرب من معالجة القضايا والواقعية هو الانفصالي الحقيقي

> «الأيام» عبدالفتاح حيدرة :

> في حوار سياسي شفاف يطرح المشكلة والحل ويناقش أبرز الخطوط العريضة مع المستجدات في الساحة السياسية اليمنية الداخلية وبعيداً عن الاقتصاد كما عهدناه، الشيخ محفوظ سالم شماخ عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح ورئيس الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة طرح إجاباته على أسئلة «الأيام» متخلياً عن ألقابه السياسية والاقتصادية والاجتماعية فكانت الحصيلة هذا الحوار الذي يدعو فيه السلطة والمعارضة و الشرائح السياسية اليمنية كافة إلى طاولة حوار شفاف وكما قال:«كي لا يتثقف الناس بثقافة الأخطاء» موضحاً أن القضية وما يحدث في المحافظات الجنوبية والاحتقانات ليست قضية متقاعدين ولكنها قضية بلد بكامله.. فإلى نص الحوار:

> شيخ محفوظ كيف تقرأ وضع البلد حالياً كسياسي؟

- الحقيقة، إن الناظر إلى وضع البلد الآن يرى أشياء لا تسره وأقل ما يمكن أن أعبر عنه هو ما عبر عنه رب العزة في كتابه ?{?ضَعُف الطالب والمطلوب?}? ونحن أمام مستجدات داخلية وكل الثقافة الموجودة لدى السلطة والمعارضة والشارع هي ثقافة المعالجات للقضايا الخارجية وعندما آن الأوان لمعالجة قضايانا الداخلية اعتقد الجميع أن نفس المعيار الذي يصلح للمعالجات الخارجية هو المعيار الذي يصلح للمعالجات الداخلية، فالمظاهرات والاعتصامات تذكرنا بما حصل في حرب الخليج الأولى وتذكرنا بما كان يجري حول القضية الفلسطينية ولكن نحن الآن أمام قضية وقضايا داخلية، وقديماً كان يقول السابقون إنهم على استعداد أن يواجهوا ألف قضية خارجية ولكن أن تكون قضية داخلية واحدة إذا لم تعالح بصدق قد تنسف البيت كله ويقول الرسول (ص) عندما قام المجاهدون بحروبهم وغزواتهم لنشر الدين «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» فقالوا «يارسول الله ما هو الجهاد الأكبر» فقال «الجهاد مع النفس»، هذا يعطينا مؤشرات أنه لا يجوز إطلاقاً أن نأخذ المعالجات التي تعودنا عليها في قضايانا الخارجية ونطبقها على قضايانا الداخلية، فالقضايا الخارجية عبارة عن نار تلهب في جانب معين ونطفئها بهذه الطريقة أو تلك سواء كانت قضية ارتيريا أو السعودية أو عمان أو غيرها ولكن القضايا الداخلية لا تعالج بهذا المنطق، علينا أن نرى أين هي الالتهابات حتى لا نجد رب العالمين قد أنزل لنا آية أمامنا وهي ما جرى في «جزيرة الطير» فالجزيرة تفجرت بكاملها لأن أحداً لم يأبه للبركان الصغير الذي كان موجوداً في وسطها والذي اعتاد الناس أن يروا دخاناً ينبعث من داخله من وقت لآخر فعسكر الجنود فيها وفجأة تفجرت الجزيرة من كل جوانبها وهذا مثل حي للشعب وللناس ليروه، وأنه إذا لم يتم معالجة البراكين الصغيرة بعلم وحكمة وموضوعية وصدق وإخلاص ستتفجر الجزيرة بكاملها ولن يستطيع أحد إطفاءها ولربما يكون ضحيتها من نراه اليوم يستخدم كأداة لتهدئة أي اضطربات وكما حصل في الجزيرة كان الضحية الجنود فنخشى أن يأتي نفس الشيء ويكون الضحية الجنود زائد المواطنين.

وهنا أقول شيئاً واحداً ونصيحتي للكل أن نؤمن أولاً أن هذا وطن الجميع وأن الكل مشترك فيه وننطلق من هذا، لا يمكن أن أرى شخصاً تولى السلطة مهما كان منصبه ويرفل في النعيم والحرير والزبرجد بينما الآخرون يموتون جوعاً ويكابدون الويلات والأمراض والجهل والذي ينظر للمسؤول عندما يركب سيارة مرسديس أو سيارة ضخمة يقول ليته والله ركب دراجة هوائية والفلوس هذه يشيد بها شيئاً ينفع الأمة، فالنفوس تتأزم وتصبح هناك تراكمات تتراكم وفجأة تنفجر ولابد أن يكون الجميع ومن تبهرج عليه أن يعيد النظر في بهرجته ويعيد ما قد تسرب إلى جيبه بالوجه هذا أو بالوجه ذاك إلى حظيرته الحقيقية ويبدأ في استخدامه للمشاريع وهنا سيكسب رضا الله ورضا الناس وأما إذا استمر الحال على ماهو عليه فإن الأمر لن يكون فيه خير لأحد.

ولذا مثلاً الأخوة الذين كانوا مسؤولين وأصحاب مناصب في الجنوب وعندما قامت الوحدة كان المفروض استقطابهم جميعاً ولكن نرى مجاميع منهم صعدت إلى البهرجة ومجاميع أخرى بسبب آرائهم أو بسبب عدم مقدرتهم على التسلق ذهبوا للحضيض ونأتي بعد ذلك إلى معالجة ما جرى من حرب بين الشطرين ولماذا جرت الحرب وقلنا عفى الله عما سلف وتعني عفى الله عما سلف أن أعيد لكل ذي حق حقه وكل من أخطأ تسقط عنه أخطاؤه لأننا قلنا عفى الله عما سلف، إذن يجب أن يتم التعامل مع الكل (سواسية) ثم بعد ذلك لا يأتي أحد ليرفع علينا شعار الأغلبية، فكلنا ندرك عندما تمت الوحدة بأن الشمال بالنسبة للجنوب وللتعداد السكاني أضعاف أضعاف الجنوب فكان المفروض أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار وباعتبار أن هناك نظامين قائمين ويجب التعامل على أساس المساواة بين نظامين وليس بين أغلبية وأقلية وبهذه الطريقة نستطيع أن نؤلف بين القلوب.

والرسول في الإسلام أعطى الغنائم للمؤلفة قلوبهم وعندما تم الاندماج وأصبحت النفوس نظيفة لأن كل ذي حق حصل على حقه عندها أصبح الإسلام واحداً، وهنا أنا أقول وبكل وضوح إنه لابد أن نجلس ونتصارح ونعالج الأمور وبدون أي حساسيات ولا يأتي أحد يثير قضية الأقلية والأغلبية في الجنوب والشمال فهذا يثير الانفصال والذي يهرب من معالجة الحقيقة والواقع هو الانفصالي الحقيقي.

> إذن أستاذ محفوظ أنت تدعو للحوار العقلاني والمنطقي في معالجة مستجدات الساحة اليمنية الحالية؟

- نعم أدعو للحوار لكن بواقعية والحوار يجب أن يسبقه قبل كل شيء إعادة الأمور إلى نصابها.

> ماهي معايير هذا الحوار برأي الأستاذ محفوظ شماخ؟

- أي حوار لابد أن تتجهز له الأرضية والمناخ، والمطلوب منا الآن أن نتحاور على النظام الرئاسي فهل جهزت الأرضية والمناخ المناسب لهذا الحوار، هل تمت معالجة وحل مشاكل الناس، أرادت السلطة أن تحصر النزاع في أمرين هما موضوع المتقاعدين وموضوع الأراضي، فهل الأمور تتلخص في هذين الموضوعين فقط ولا يوجد شيء خلافهما. إذن لابد من تسوية الأرضية والمناخ لهذا الحوار بمصداقية وليس بمنهجية أنا أحكم وأنت لا تحكم وعندما تكون أرضية الحوار صلبة يكون الحوار صلباً وجيداً ويبنى عليه.

> ذكرت لقرائك الوضع السياسي في البلاد ومعايير الحوار السياسي داخلياً، يا ترى أستاذ محفوظ ماهي الطرق الصحيحة برأيك لإصلاح هذا الوضع المتوتر؟

- لا يمكن إصلاح هذا الوضع إطلاقاً إلا بعد تسوية أرضية الحوار، ويجب أن نعلم من الذي أخطأ بحق الناس وليس بحق البلد فحسب وبعد ذلك نخيره بين أن يذهب إلى بيته ويجلس وقد أدين وتم تعريفه للناس وبما عمله من أخطاء ويجلس في بيته بعد أن تعلم الناس بأن الحوار الصحيح قد تم التهيئة له وبدأت التهيئة الصحيحة للنفوس ونأتي بعد ذلك لأصحاب الحقوق، فعندما تمت الوحدة كان الحكم في الجنوب سابقاً أهلك الناس وجعلهم فقراء واستولى على الأراضي كلها صحيحها وغير صحيحها وأصبحت ملكاً للدولة وبعد قيام الوحدة اندفع الأغنياء في الشمال سواء الأغنياء بطرق مشروعة أو الذين اغتنوا بطرق غير مشروعة ليتملكوا الأراضي والمتنفذ أخذها بالتنفذ وصاحب الهيلمان أخذها بالفهلوة وغيرهم وهكذا أصبحوا يملكون كل الأراضي وابن البلد لم يحصل على أي قطعة أرض يبني عليها بيتاً ليسكن، إذن ماهي النفس التي تستطيع أن تهضم هذا الوضع، لابد أن نعيد الأمور إلى مواضعها ونتكلم بشفافية حقيقية وليست شفافية مزيفة، مايجري الآن هو الحديث عن شفافية وهي شفافية مزيفة.. مزيفة.. مزيفة لابد أن تكون هناك شفافية حقيقية.

> وكل ما يحدث من معالجات الآن من قبل الحكومة ورئاسة الجمهورية أليست فيها شفافية وما هي الشفافية التي تطلبها وماذا ستقدم من معالجات؟

- الشفافية المطلوبة هي الشفافية التي ستكشف للجميع عن الأخطاء وأين مواضعها ومن ارتكبها ولا نريد الانتقام من هؤلاء إطلاقاً.. نريد أن نعالج الوضع فعندما يأتيني إنسان بطنه ملأى بأراضي الناس وأقول له حل قضايا الأراضي.. فماذا يعني هذا؟.. والناس كلها تعرف أن هذا الشخص واحد من الأسباب التي أدت إلى مشاكل الأراضي.. وعندما يأتي العسكر المتقاعدون ووصلوا للحملات ويشحذوا على أبوابها من أجل أن يحصلوا على حقوقهم وإن أعطيتهم شيئاً عبارة عن (من) ولا يوجد أمامهم نظام يعطيهم حقهم.

> هل يعتبر ذلك ثقافة لدى المجتمع في تشجيع عدم الشفافية؟

- للأسف لدينا عدة ثقافات مهلكة، فمثلاً ثقافة الفساد والرشوة فهو اليوم عندما يقدم رشوة لمسؤول يحس أنه يرتكب جريمة يعاقب عليها رب العالمين، من المسؤول الذي يستلم رشوة ويحس باشمئزاز منها، لا يوجد، أصبحت ثقافة عند الطالب والمطلوب وهذا نفس الأمر عندما نأتي للسلطة والذي يقوي السلطة يعتقد أنه بيده الأمر والنهي وعليه أن يعمل ما يريد ويبطش من غير حسيب ولا رقيب ويتطبش على الناس ببدلته ومسدسه وبنيهم هذه أيضاً ثقافة تقبلها الشعب لأنه لم يثقف أصلاً.

وكما قال الزبيري رحمة الله عليه أيام الإمام محمد «إنه الإمام وخلق الله» وكان المفروض أنه بعد أربعين سنة من الثورة يتحول «خلق الله» إلى مثقفين ولكن للأسف الشديد جاءت الثقافات وكرست إبقاء «خلق الله» على ما هم عليه «خلق الله».

> كيف يقرأ الأستاذ محفوظ أجندة المعارضة في اليمن؟

-أولاً علينا أن نعرف أن المعارضة خرجت من رحم السلطة وهذا مهم جداُ وعندما خرجت المعارضة من رحم السلطة فهي تريد أن تعود للسلطة ولأنهم أدمنوا السلطة يريدون العودة للسلطة ولا يريدون أن يعودوا إلى مطالب الشعب ويضعوا السلطة أمام الحق ويجبروها عليه بالرأي الواضح والإعلام الواضح وكشف الخبايا، ولكن كما ردد الرئيس عدة مرات بأنه لا يمكن للمعارضة أن تفرض رأيها أو أن ترمي بيوت الناس بالحجارة وبيتها من زجاج، فعلى المعارضة نفسها أن تبدأ بنفسها وبعد ذلك تبدأ بتحركات واعية ومعقولة ومحددة المطالب ومبادئ ترسخها لثقافة الناس، أنا لا أريد ثقافة الخروج والمظاهرات وتكسير ونهب المحلات والمناداة بالعنصرية، لا هذا مرفوض.. مرفوض.. ولأننا في الداخل مهما شد الآخر ومهما أخطأ ومهما أصاب كل هذا يتطلب منا أن نخاطبه بعقلانية فإن عقل كان بها وإن لم يعقل لايمكن أن نقبل ما يقال بالأكثرية والأقلية.

ولابد أن نعيد النظر للحاكم بأنه مسؤول أمام الله وأمام الناس وبمسؤولية فعندما يجلس على مائدة يأكل لحم نسأله، كما قال عمر بن عبد العزيز «من أين لي ثمن حلوى زوجتي والمال لبيت مال المسلمين».

> ولكننا أستاذ محفوظ لسنا في عهد عمر بن عبدالعزيز والخلفاء الراشدين؟

-أن لا أطلب منه أن يلبس (شملة) أو ثوباً مرقعاً ولكن لا يأتي متبختراً بأحدث موديلات السيارات وكل من تولى مسؤولية أعطي صالون آخر موديل وملايين بينما الشعب يجوع.. هذا تبذير وسرف للمال العام.

> وما هي نصيحتك للمعارضة اليمنية؟

- على المعارضة أن تبدأ بتأدية دورها الكامل وتثقف نفسها بدلاً من تفضيلها تثقيف المثقفين عبر الصحف وباقي الشعب لا يقرأ، كيف نستطيع أن نثقفه والحاكم لا يسمح لها بقناة فضائية ولهذا فهي أخطأت بطريقة ثقافتها للناس والمفروض أن تنزل المعارضة إلى الشارع وتثقف الناس ولا تثقفهم بثقافة الأخطاء، فكلكم خطاؤون وخير الخطائين التوابون، ولكن تثقف الشارع بكيفية الحكم وكيفية سياسة البلد وكيفية الدفع بالتنمية ومن يعرقل ذلك بعدها مسؤوليتها أن تسلط عليه الأضواء.

> ماذا عن منظمات المجتمع المدني المعنية سياسياً؟ وكيف ترى دورها؟

- أولاً يجب أن نضع تعريفاً لمنظمات المجتمع المدني، فهل هي منظمات خيرية أم ما هي، لأني لم أجد في تاريخ الدول ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني التي تقود المجتمع، ومنظمات المجتمع المدني لها أهداف تؤديها وصحيح مارسنا في الجنوب عندما كان الإنجليز أنشأنا في شبام حضرموت نادي التعاون الثقافي ولكننا حولناه إلى ناد سياسي وحبسنا وتبهذلنا وضربنا وصادروا ممتلكاتنا ولكن لم نعلنه نادياً سياسياً، فهل هذه المنظمات من الأحزاب السياسية وإذا أراد أفرادها السياسة عليهم الانخراط في أي حزب والحم دلله عندنا بقالة كاملة للأحزاب أشكال وألوان وتنخرط بالحزب الذي تريده.. لا تأتي لتشكل ملجأ لمن يهرب من الأحزاب إلى منظمات المجتمع المدني فهذا خطأ ولتتخصص في دورها لخدمة المجتمع وأمامها اتجاه واحد هو أن تنضم إلى الأحزاب أو أن تنظم نفسها كأحزاب سياسية.. وهذا ما أسميه العيش في تسلط ومضاربة وليس معارضة ولا يوجد سلطة أو معارضة، هناك سلطة تحترم نفسها ضمن لوائح وقانون.

> ماذا عن المؤسسات التشريعية وهل تقوم بدورها في خدمة المجتمع؟

- كل يوم نسمع أن أعضاء مجلس النواب يقولون إن هناك مخالفات للدستور هل قام عدد منهم بفتح دعوى ضد الحكومة في هذه المخالفة الدستورية سواء من أعضاء الحزب الحاكم أو غيره ففي النهاية هم مواطنون ويمثلون الشعب ونجلس نخترق الدستور، المؤسستان التشريعيتان في البلاد لو تقومان بدورهما هل سنرى كل هذا الفساد والفوضى في البلد، والأمور بنتائجها وليس بشوية بندقة بالميكرفونات والتلفزيونات فأين دورها لا شيء وكل يوم نشتم سواء في مجلس النواب وننتقد ونتكلم وبس وأصبحت الجهات المنفذة متنحسة وأصبح عندها الكلام والشتيمة لا تؤثر.

> دعا فخامة الرئيس إلى تعديلات دستورية في نظام الحكم، كيف تجدونه وهل لديكم تعليق عليه؟

- نحن الحقيقة فوجئنا بأن فخامة الأخ الرئيس يريد نظاماً رئاسياً يكون هو الرئيس والوزراء تابعون له وهو الذي يتولى رئاسة الوزراء وفي نفس الوقت -وهنا الغرابة - وضع وبما أن الناس كلها تقول إذا زاد القمح فإنه من الرئيس وإذا حصل شيء فإنه من الرئيس إذاً فليتولَ الرئيس كل شيء وهل كان الرئيس رئيساً دستورياً جالساً في قصره لا يتدخل في عمل الحكومة أو عمل الوزراء ولا عمل المؤسسات..إذا هو كان يدير البلاد أصلاً وهو الآن يريد أن يضع نظاماً شبه تفردي ليدير البلاد، إذاً معناه أن يتحمل المسؤولية وهل يستطيع إذا ما تنازل (بعد عمر مديد) من الذي سيدير البلاد وهل يسلم هذا النظام كله لشخص واحد.. خاصة وهو يقول إن الناس قد أدمنوا حكم الشخص الواحد من أيام الإمام وهذه هي الثقافة والإرث الحقيقي الذي ورثناه من الإمام أن الشعب يريد شخصاً واحداً، إذاً لماذا لا ننتقل إلى النقلة الحضارية وهي عندما يكون هناك رئيس دستوري وحكومة تنفيذية لا يتدخل الرئيس في أعمالها والحكومة هذه طلعت من حزب وإذا كان هناك خطأ يتم محاسبة الحزب والحكومة وإذا الآن أردنا أن نحاسب حزب المؤتمر على أعماله ومثلاً إذا كان عندنا فضيحة مالية الآن تتكرر في الصحف ومن المفروض عندما تثار مثل هكذا فضيحة أن يستقيل الرئيس لأنه رئيس الحزب ويجب أن يقدم استقالته فوراً من رئاسة الحزب والدولة. فهل هذا يمكن تحقيقه في اليمن؟ لا.

إذن أمامنا حاجة واحدة إما أن نقول لا، علينا أن نجد نظاماً مؤسساتياً .. «لا يوجد لدينا مؤسسات، المؤسسات عندنا كلها كلام فاضي» ولكن اعملوا وافعلوا ولو ما إرضاء للمتمردين من حقوق الناس وإعطائهم أراضي الناس وأصبحت أراضي اليمن لا يوجد بها مساحة أرض لإقامة مدرسة أو مستوصف ولكن أقول إنه لابد من إيجاد وضع الانظمة الثلاثة وهو النظام الحالي والنظام التفردي للرئيس أو النظام الرئاسي الدستوري ونطرح الأنظمة الثلاثة بين الناس ونقول لهم استفتوا عليها، وليختر «خلق الله» ما يريد.. وأكرر «خلق الله».

- الوحدة، هذا المسمى العظيم هناك من يستخدمه شماعة لأخطائه، كيف نجد الوحدة في ظل ما ذكرته سابقاً؟

-كل من أراد أن يعمل شيئاً ضد خصومه قال أعداء الوحدة وهذا يذكرنا بقول أحمد شوقي عن الاستعمار الغربي في سوريا «إذا ما جاءه طلاب حق.. يقولوا عصابة خرجوا وشقوا» وعندما يتكلم أحد يريد نظاماً وحدوياً في ضوء التجربة التي مضت والوحدة إطار لا يمكن كسره ولأن ما بداخل هذا الإطار يمكن أن يتم التفاوض حوله والحوار حوله والحكم المحلي الذي يزمع تطبيقه سيطبق في محافظات ويطبق في ضوء الثقافة الآن والفهم وعلى ثلاثة أجزاء وبعدها نرى إذا ما نجح في ثلاث أربع سبع محافظات والآن الحكم المحلي في المحافظات هزيلة وستكون كلها هزيلة إذا ما طبقنا على محافظة لتكون أفضل من أخرى وترهق الناس بالرسوم والضرائب وغير ذلك وبعدها «من يمرض مني بالموت» ونظام السلطة المحلية لا كعنوان وماذا سيكون تحت السلطة المحلية وهل سيكون قروياً أو مناطقياً بمعنى أن صاحب الحديدة يقول أنا حديدي وصاحب عدن يقول أنا عدني وصاحب صنعاء يقول أنا صنعاني، هل هذا ما نريده لليمن، نحن نريد لليمن ولايات. ودعونا نستعرض اليمن فهي تستحق أن تقسم إلى ولايتين أو ثلاث إذاً نعملها ولايتين نعملها ثلاث في نظام حكم محلي واحد تتكامل فيه المحافظات بحيث تمثل مراكز قوة..مالية وبشرية.. أما أننا نوحد الآن الغث والسمين ونقول أنت يا غث غث وأنت يا سمين سمين.. ستبقى السلطة المركزية تمد يدها إلى السمين وتأخذ شحمه ولحمه وتترك الغث إلى أن يموت جوعاً بهزله والنظام نفسه لم يفكر بنظام السلطة المحلية تفكيراً جدياً بل أنه فكر به ككلمة حق سيطبق بها باطل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى