الجيش التركي يقتل 20 متمردا كرديا في اشتباكات

> الجزيرة «الأيام» توماس جروف :

>
قالت مصادر الجيش التركي إن القوات التركية قتلت 20 مسلحا كرديا أمس الأحد في اطار عملية كبيرة ضد المتمردين الانفصاليين في شرق تركيا,وشارك في العملية 8000 جندي تعززهم قوة جوية في اقليم تونجلي الشرقي على بعد مئات الكيلومترات عن الحدود العراقية. ولم يذكر المصدر اي تفاصيل عن الخسائر في صفوف الجيش.

ومن ناحية اخرى قال وزير الخارجية التركي علي باباجان ان الحل العسكري ما زال مطروحا للتصدي للمتمردين الانفصاليين الأكراد الذين يستخدمون قواعد في شمال العراق لشن هجمات على تركيا.

وقتل حزب العمال الكردستاني المحظور زهاء 40 شخصا في الشهر الاخير من بينهم 12 جنديا قتلوا في احدث هجوم كبير وقال انه أسر ثمانية جنود.

وفي اسطنبول اشتبكت شرطة مكافحة الشغب تعززها عربات مدرعة مع متظاهرين يطالبون بالافراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني ويحتجون على اي توغل في شمال العراق. وألقى المحتجون قنابل حارقة بعد قيام نحو 200 شخص بمسيرة في الشوارع وهم يرددون الهتافات.

وقالت وكالة الاناضول للانباء ان ثلاثة اشخاص اصيبوا بجروح طفيفة خلال مظاهرة مناهضة لحزب العمال الكردستاني في ازمير نتيجة انفجار يحقق خبراء المفرقعات في اسبابه. ونظمت مظاهرات اخرى في شتى انحاء البلاد.

وتتعرض أنقرة لضغوط داخلية كبيرة للتصدي لحزب العمال الكردستاني لكن المحادثات التركية العراقية التي تهدف لمنع عملية توغل عبر الحدود انهارت يوم الجمعة بعد ان رفضت انقرة مقترحات العراق ووصفتها بانها غير كافية.

وحشدت تركيا قرابة مئة ألف جندي تدعمهم مقاتلات وطائرات هليكوبتر ودبابات على الحدود لاحتمال القيام بعملية ضد نحو ثلاثة آلاف متمرد يتمركزون في العراق.

وأرسل الجيش مزيدا من المعدات إلى الحدود اليوم رغم أن مصادر عسكرية قالت إن الاستعدادات اكتملت تقريبا.

وإلى جانب المبادرات الدبلوماسية استخدمت تركيا لهجة حادة محاولة حث الولايات المتحدة والعراق على اتخاذ إجراءات. وقال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أمس الأول إن تركيا ستقوم بعملية عسكرية متى رأت ذلك ضروريا.

وقال باباجان في تصريحات ترجمتها الى الانجليزية قناة (برس تي.في) التلفزيونية الإيرانية "على سبيل المثال يمكننا أن نستخدم أو نواصل استخدام السبل الدبلوماسية أو أن نلجأ للسبل العسكرية. كل هذه خيارات مطروحة."

واضاف "فيما يتعلق بمحاربة الارهابيين والارهاب ستقوم تركيا بكل ما تراه ضروريا."

وتطالب أنقرة العراق بتسليم كل المتمركزين في شمال العراق من أعضاء حزب العمال الكردستاني الذي تتهمه بالتسبب في سقوط أكثر من 30 ألف قتيل منذ بداية حملته الانفصالية في جنوب شرق تركيا عام 1984.

ولكن الحكومة المركزية ليس لها سيطرة تذكر على شمال العراق المتمتع بحكم ذاتي والذي تتولى شؤونه حكومة كردستان الإقليمية التي تعهد زعيمها مسعود البرزاني بعدم تسليم أحد إلى تركيا.

وقال البرزاني في مقابلة مع قناة الجزيرة أذيعت اليوم "أنا لن أسلم أي شخص إلى أي دولة إقليمية مهما كان الثمن .. لكن لن أسمح لأي مسؤول من حزب العمال الكردستاني أن يأخذ من إقليم كردستان مقرا له ويوجد فيه ويهدد امن تركيا."

وأضاف "سوف اطرده من الإقليم لكن لن اسلمه."

وقالت وكالة الأناضول إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اتصل بالرئيس التركي عبد الله جول الذي أبلغه بأنه يجري استنفاد القنوات الدبلوماسية وأن تركيا مصرة على القضاء على حزب العمال الكردستاني في العراق.

كما أبلغ أحمدي نجاد العراق الليلة الماضية بأنه يؤيد اتخاذ إجراءات مشددة ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق ولكنه يريد حلا سلميا للأزمة. وفي إيران أيضا أقلية كردية وتعرضت ايران لهجمات عبر الحدود من المتمردين ردت عليها بقصف أهداف داخل العراق.

وتخشى الولايات المتحدة أن تؤدي أي عملية عسكرية تركية عبر الحدود إلى زعزعة استقرار شمال العراق الذي يتمتع بهدوء نسبي والمنطقة بأكملها,ودعت لمواصلة الحوار بعد محادثات أنقرة الفاشلة التي أوفدت إليها ممثلا أيضا.

وقال روب مكلنتيرف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نريد تشجيع الحوار التركي العراقي الحالي."

ومن المقرر أن يزور أردوغان الرئيس الأمريكي جورج بوش في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني. ويقول دبلوماسيون أتراك كبار إن اردوغان أمهل واشنطن وبغداد موعدا محددا لإظهار خطوات ملموسة او اتخاذ خطوات ضد ضد حزب العمال الكردستاني وقالوا إن الاجتماع في واشنطن يمثل الفرصة الأخيرة.

وقال جميل جيجك نائب رئيس الوزراء التركي امس الجمعة ان الجيش نفذ أخيرا ما يصل إلى 24 عملية محدودة ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق,وهاجمت طائرات هليكوبتر ومقاتلات اف 16 تركية مواقع للمتمردين داخل العراق في الأيام الأخيرة.

(شارك في التغطية اندرو مارشال في بغداد وفريدريك دال وباريسا حافظي في طهران وجيريمي بيلوفسكي في واشنطن) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى