مصر تعلن اطلاق برنامج نووي سلمي

> القاهرة «الأيام» الان نافارو :

> اعلن الرئيس المصري حسني مبارك أمس الإثنين بناء مفاعلات نووية عدة في بلاده، ليؤكد بذلك عزم مصر على امتلاك الطاقة النووية للاستخدامات السلمية في منطقة تشهد انتشارا متسارعا للبرامج النووية.

واعطى الرئيس المصري بذلك اشارة البدء للبرنامح النووي الذي اعلنت حكومته قبل عام انها تعتزم اخراجه من الادراج والبدء في تنفيذه بعد ان جمدته لمدة عشرين عاما.

واكد مبارك انه سيتم خلال بضعة ايام انشاء مجلس اعلى للاستخدام السلمي للطاقة النووية توطئة لبناء محطات نووية من دون ان يحدد عددها او المدى الزمني الذي سيستغرقه بناؤها.

وياتي القرار المصري في وقت ينشغل العالم اجمع بقضية الملف النووي الايراني ليتخذ بعدا سياسيا خصوصا ان مصر تقول انها ستلتزم بمعاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعت عليها، الا انها لن تلتزم باي ضمانات اخرى.

واعلن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في 22 ايلول/سبتمبر الماضي ان مصر ترفض اي التزامات جديدة في اطار نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية طالما استمرت اسرائيل في رفض اخضاع منشآتها لتفتيش الوكالة.

وقال ابو الغيط ان "مصر تنادي بتحقيق عالمية نظام الضمانات الشاملة باعتباره المكون الرئيسي لنظام منع الانتشار".

واضاف "في هذا السياق امتنعت مصر عن تأييد مشروع القرار الذي ناقشه المؤتمر العام للوكالة في جلسته الختامية حول نظام ضمانات الوكالة باعتبار انه من غير المنطقي ان تقبل مصر بالتزامات جديدة في وقت تتجاهل اسرائيل كافة النداءات الدولية لاخضاع منشآتها النووية لانشطة تفتيش الوكالة".

ونص قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية خصوصا على دعوة الدول كافة الى توقيع البروتوكول الاضافي للضمانات الذي اعدته الوكالة.

واعلن الرئيس المصري قراراطلاق البرنامج النووي الذي وصفه ب"الاستراتيجي" امام اعضاء حكومته خلال افتتاح محطة كهرباء تقليدية بالقرب من القاهرة.

وحرص على التاكيد ان هذه المحطات ستبنى في اطار من الشفافية وبالتعاون مع شركاء دوليين لم يسمهم والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبرر مبارك قرار اطلاق البرنامج النووي بحاجة مصر، البلد ذي الكثافة السكانية الاكبر في العالم العربي (76 مليون نسمة)، الى مصادر الطاقة.

وظهرت فكرة انشاء برنامج نووي مصري في عهد الرئيس جمال عبد الناصر في الخمسينات ولكن السلطات المصرية جمدت مشروع بناء مفاعلات نووية بعد كارثة تشرنوبيل في نيسان/ابريل عام 1986.

وتبقى موارد مصر من الطاقة اقل من احتياجاتها رغم الانتاج المتنامي للنفط والغاز.

ولم تبد واشنطن اي اعتراض على اعلان مصر اطلاق برنامج نووي مدني.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو بعد ساعات من اعلان الرئيس المصري بناء مفاعلات نووية، "لا املك معلومات مفصلة عن هذا الامر. عموما، نحن ندعم البلدان التي تريد التزود بالطاقة النووية المدنية".

وذكرت المتحدثة بالمبادرات الدولية التي اطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش لتشجيع الطاقة النووية المدنية، معتبرة انها طاقة نظيفة وغير باهظة.

وقالت بيرينو "لا اعرف الكثير عن هذا الموضوع، لكننا بشكل عام ندعم الدول التي تريد التزود بالطاقة النووية المدنية".

ويأتي الاعلان المصري فيما تحاول الولايات المتحدة احتواء البرنامج النووي الايراني وتبدي قلقها حيال انتشار الاسلحة النووية في الشرق الاوسط.

وكررت بيرينو الاتهامات الاميركية لطهران بسعيها الى صنع قنبلة نووية تحت ستار انشطة مدنية.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مبارك انه سيتم بناء المفاعلات بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان وزير الكهرباء المصري حسن يونس اعلن العام الماضي ان مصر تامل في بناء مفاعل نووي قوته 1000 ميغاوات في منطقة الضبعة (على ساحل البحر المتوسط غرب الاسكندرية).

واوضح يونس ان تكلفة هذه المحطة ستبلغ قرابة 5،1 مليار دولار ما سيتطلب مساهمة مستثمرين اجانب.

وكان اختيار موقع المحطة اثار جدلا في مصر خصوصا بعد ان تقرر اقامة مشروعات سياحية على ساحل المتوسط ليست بعيدة عن منطقة الضبعة.

وقالت الصحف كذلك ان الحكومة تعتزم انشاء ثلاثة مفاعلات اخرى على الاقل قوتها الاجمالية 1800 ميغاوات حتى عام 2020.

ويكتسب قرار مصر ثقلا سياسيا كذلك كون دول عربية اخرى مثل ليبيا والسعودية والامارات العربية المتحدة اعلنت منذ عام تاييدها لانشاء برامج نووية سلمية عربية.

وقال مبارك عشية القمة العربية التي عقدت في الرياض في اذار/مارس الماضي، ان امتلاك الطاقة النووية للاستخدامات السلمية "حق للعرب".

وتؤيد مصر رسميا اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وتنتقد بانتظام اسرائيل لرفضها الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي.

ولا تعترف اسرائيل بامتلاك السلاح النووي لكن الخبراء يقولون ان لديها 200 راس نووي، وهي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي رفضت توقيع معاهدة حظر الانتشار النووي.

وقال خبراء ومنظمات غير حكومية بينها "غرين بيس" انهم يخشون من سباق تسلح في المنطقة بدافع من الرغبة في مواجهة اسرائيل او ايران. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى