بوتين يحيي للمرة الاولى ذكرى ضحايا حملات التطهير الستالينية

> بوتوفو «الأيام» فيكتوريا لوغوينوفا :

>
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الاولى
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الاولى
شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الاولى أمس الثلاثاء في احياء ذكرى ضحايا القمع السياسي في الاتحاد السوفياتي السابق، في الضاحية الجنوبية لموسكو بوتوفو، احد المواقع الاكثر دموية لحملات التطهير الستالينية.

وقال بوتين في مناسبة احياء ذكرى ضحايا القمع السياسي التي يتم احياؤها سنويا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي "نحن هنا لنحيي ذكرى ضحايا القمع السياسي الذين سقطوا بين ثلاثينات وخمسينات" القرن الماضي.

واضاف "مثل هذه المآسي تكررت عبر التاريخ في مناسبات عدة. لقد حصل هذا عندما كان يتم وضع مثل، تبدو جذابة ولكن لا معنى لها، فوق القيم الاساسية وهي الحياة البشرية وحقوق الانسان وحرياته".

وتابع الرئيس الروسي "لا نزال نشعر بهذه المأساة. يجب بذل الكثير لكي لا ينسى هذا الامر مطلقا"، محذرا في الوقت عينه وعشية الانتخابات التشريعية والرئاسية من "معارك سياسية مدمرة".

وشارك بوتين في قداس لراحة نفس الضحايا ترأسه بطريرك موسكو وعموم روسيا الكسي الثاني في كنيسة القيامة في بوتوفو.

كما وضع الرئيس الروسي اكليلا من الزهر على قاعدة صليب خشبي بارتفاع 5،12 مترا رفع في آب/اغسطس الفائت في المكان الذي اعدم فيه عشرات الآلاف ومن بينهم عدد كبير من الكهنة والمؤمنين.

وكان بوتين، الذي كان سابقا في جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق "كي جي بي" برتبة لفتنانت كولونيل، يولي قدرا بسيطا من الاهتمام بضحايا حملات التطهير الستاليني التي تآمر في قسم كبير منها جهاز الاستخبارات السوفياتي (تشيكا ومن ثم كي جي بي).

وفي آذار/مارس 2002 توجه الرئيس الروسي الى معتقل نوريلسك (اقصى الشمال) ولكن لم يسبق له مطلقا ان شارك في احياء ذكرى ضحايا القمع السياسي كما اعلن متحدث باسم الكرملين.

ومن جهتهم، عمد المدافعون عن حقوق الانسان الذين يخوضون لوحدهم معركة ابقاء هذه الذكرى حية وسط مجتمع روسي يبدي في الغالب لامبالاة حيال هذه الصفحة الحالكة السواد من تاريخ بلاده، الى التجمع في مكان ذي رمزية كبيرة، هو ساحة لوبيانكا حيث مقر جهاز الاستخبارات الروسية الحالي (اف اس بي).

واعتبر زعيم حزب ايابلوكو المعارض غريغوري ايافلينسكي في تجمع امام مقر جهاز "اف اس بي" ان بادرة بوتين ليست كافية لدفن جرائم ستالين.

وقال امام الصحافيين "ليأت الى هنا الى لوبيانكا. عندما يسحب ستالين من الساحة الحمراء ستكون لدينا مواضيع نناقشها"، في اشارة الى قبر ستالين الموجود بجانب الكرملين خلف ضريح لينين.

وعلى الرغم من تحفظاتهم فقد رحب المدافعون عن حقوق الانسان بشكل عام ببادرة الرئيس الروسي.

وقال ارسيني روغينسكي رئيس منظمة "ميموريال انترناشونال" لوكالة فرانس برس "نحن سعداء لتمكننا من اعادة العام 1937 الى الفضاء الاعلامي بعدما كان قد اختفى منه بالكامل. من الجيد ان يكون بوتين قد توجه الى بوتوفو وان يكون قد قام بمبادرة في هذا الاطار".

واضاف "لقد سبق للرئيس بوتين ان قال في السابق انه يجب عدم نسيان العام 1937,ولكن هذا الكلام لم يقترن ابدا بوقائع ملموسة (نصب تذكارية، متاحف، بحث عن المقابر الجماعية، مساعدات للناجين)".

اما ليف بونوماريف من منظمة "من اجل حقوق الانسان" غير الحكومية فقال "واقع ان يذهب بوتين الى بوتوفو يشكل تقدما ضئيلا في مجتمع يعبد ستالين".

ولكنه اضاف ان بوتين يهدف الى "سحب البساط من تحت ارجل المنظمات غير الحكومية التي اعتادت ان تحيي في هذه المناسبة ذكرى جميع السجناء السياسيين ومن ضمنهم اولئك المسجونون في ظل النظام الحالي". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى