طائرات هليكوبتر تركية تقصف متمردين أكرادا

> سيرناك «الأيام» إيما روس توماس :

>
قصفت طائرات هليكوبتر تركية من طراز كوبرا مواقع للمتمردين الأكراد أمس الثلاثاء بالقرب من حدود العراق وأعاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التأكيد على استعداد انقرة إرسال قوات عبر الحدود على الرغم من المعارضة الأمريكية.

ورأى شهود في اقليم سيرناك أعمدة من الدخان تتصاعد فوق الجبال بعد تحليق طائرات هليكوبتر هجومية فوق مواقع للمتمردين. ووقع قصف آخر في وقت لاحق.

وتوجهت قافلة مكونة من 40 سيارة عسكرية إلى الشرق تجاه الحدود ومشط جنود منطقة التلال بحثا عن ألغام وهي السلاح المفضل للمتمردين.

وقتل ثلاثة جنود أتراك على مدي الساعات الأربع والعشرين الماضية في المنطقة. وقتل رابع أمس الأول في اقليم تونجلي على بعد مئات الكيلومترات إلى الشمال من المنطقة في انفجار لغم زرعه متمردون.

وحشدت تركيا ما يصل إلى 100 ألف جندي مدعومين بالدبابات والمدفعية والطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر الهجومية على الحدود العراقية استعدادا لتوغل محتمل عبر الحدود داخل شمال العراق حيث يعتقد أن ثلاثة آلاف متمرد يختبئون هناك.

وذكرت صحيفة صباح أن نحو 250 متمردا من حزب العمال الكردستاني المحظور يحاولون الفرار من قوات الأمن التركية في المنطقة الحدودية.

وقال اردوغان لأعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي ليمين الوسط في البرلمان في انقرة "على تركيا أن تتخذ اجراء عسكريا ضد الارهاب. قواتنا تواصل عملياتها دون انقطاع... نحن في مرحلة اتخاذ القرار وسنتخذ القرار بأنفسنا... نحن نوظف كل مواردنا للحصول على نتائج في اسرع وقت ممكن."

وحثت الولايات المتحدة والعراق تركيا على تجنب القيام بتوغل عسكري كبير خشية أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار المنطقة الأوسع نطاقا. لكن على الرغم من مناشدات تركيا لم تظهر القوات الأمريكية والعراقية ارادة قوية للتعامل مع متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وقال رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني لصحيفة ميليت في مقابلة اليوم إنه يرغب في تخلي حزب العمال الكردستاني عن اسلحته لكنه انتقد ايضا تركيا لرفضها التحدث مع ادارته التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق عن القضية.

وتصر أنقرة على التحدث مع الحكومة المركزية في بغداد فحسب وتشتبه في أن البرزاني يحاول اقامة دولة مستقلة للأكراد في شمال العراق وهي الخطوة التي تخشى أنها قد تدعم الانفصال بين العرقية الكردية كبيرة العدد في تركيا.

وقال البرزاني في مؤتمر صحفي في عاصمته أربيل أذيع على الهواء مباشرة في محطة تلفزيونية تركية "لسنا أعداء تركيا. نحن نمد يد الصداقة ولكن لا يمكننا القبول بالاضطهاد.. إن حقنا الطبيعي هو الدفاع عن أنفسنا." وشدد على تصريحاته السابقة بأن المقاتلين الأكراد العراقيين سيقاتلون إذا شنت تركيا غزوا.

ومن المقرر أن توافق الحكومة التركية على فرض عقوبات اقتصادية اليوم ضد الجماعات التي يعتبر أنها تقدم الدعم لحزب العمال الكردستاني وهي خطوة اعتبرت على نطاق واسع مستهدفة إدارة البرزاني.

وقد يشمل هذا الإجراء فرض قيود على حرية التنقل عبر الحدود وتقليل إمدادات الكهرباء إلى شمال العراق.

وقال مسؤولون في شركة تارهان تاور للطيران العارض إن إدارة الملاحة الجوية في إسطنبول رفضت منح الشركة تصريحا بتسيير اثنتين من رحلاتها الأسبوعية الثلاث إلى أربيل هذا الأسبوع في مؤشر فيما يبدو على القيود الجديدة.

ومع تصاعد المشاعر القومية بالحماسة الزائدة ناشد اردوغان بالتحلي بالهدوء.

وقال اردوغان "ردود الفعل في الشارع (على هجمات متمردي حزب العمال الكردستاني) لا يجب أن توجه نحو مواطنينا الأكراد" مشيرا إلى موجة من الهجمات الصغيرة على افراد واعمال يملكها أكراد في تركيا.

وتلقي انقرة باللائمة على حزب العمال الكردستاني في مقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ شن الجماعة حملتها المسلحة لاقامة وطن مستقل للاكراد في جنوب شرق تركيا عام 1984. وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني كجماعة ارهابية.

وسيبذل مسؤولون امريكيون واتراك وعراقيون جهودا دبلوماسية جديدة لتجنب شن عملية عسكرية كبرى عند حضورهم مؤتمرا لدول الجوار العراقي في اسطنبول بعد ايام قليلة.

ثم سيسافر اردوغان إلى واشنطن لإجراء محادثات عن القضية مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الاثنين المقبل.

وقال اردوغان أمس الثلاثاء إنه سيقول لبوش إن تركيا تتوقع "خطوات عاجلة وملموسة" من الولايات المتحدة ضد حزب العمال الكردستاني. وسيسعى أيضا للحصول على شرح لسبب استخدام متمردي الحزب لطائرات امريكية الصنع في قتالهم ضد القوات التركية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى