أسرار وخفايا رحلة المالديف بداية حزينة ورحلة طويلة والبحث عن أحذية

> «الأيام الرياضي» مختار محمد حسن:

>
أحد  الزوارق البحرية ينطلق باللاعبين إلى الفندق بعد إحدى الحصص التدريبية
أحد الزوارق البحرية ينطلق باللاعبين إلى الفندق بعد إحدى الحصص التدريبية
رحلة المالديف رحلة طويلة وشيقة وحزينة،حملت معها الكثير من المتناقضات ، فيها الحلو وفيها المر وفيها الأمر ، ولم ينغص هذه الرحلة سوى الخسارة غير المتوقعة من الجميع ، وبالتأكيد الكل يريد معرفة ماالذي حصل في هذه الرحلة ومعرفة كل التفاصيل الدقيقة لها،وهنا سنورد للقارىء قصة الرحلة في (4) أجزاء ابتداء من عددنا هذا بالكلمة والصورة لكي يتعرف الكل على ما حصل ، ومن خلال هذه القصة سيعرف الكل لماذا خسر منتخبنا الأول من المالديف وبذلك الاداء السلبي والسلبي جداً.

بداية الحكاية

نبدأ معكم حكاية رحلة المالديف بالنسبة لي فعندما جاءني اتصال من أستاذي القدير عادل الأعسم يخبرني فيه بأن اتحاد الكرة اختارني لمرافقة البعثة في هذه الرحلة كانت فرحتي بذلك كبيرة ، وعليه غادرت عدن متوجهاً إلى صنعاء، وفي صنعاء انضممت إلى معسكر المنتخب في فندق رويال .

الضحك من أول وهلة

وعند دخولي إلى الفندق وكنت حاملاً لحقيبتي الصغيرة وجدت أمامي بعض اللاعبين وعندها ضحك جميع اللاعبين في وجهي لدرجة أني أستأت من هذا التصرف ، وبعد الاستفسار عن سبب الضحك قيل لي أن اللاعبين كانوا في انتظار قدوم أي شخص له صلة بالاتحاد من أجل أن يأتي لهم بنقود كي يرسلوها إلى أهاليهم ، وعندما رأوني ومن شدة انتظارهم للحظة الفرج ظنوا أني أحضرت النقود في حقيبتي الصغيرة خاصة بعد أن علق على قدومي اللاعب أوسام السيد بقوله (جاء مختار ومعه الفلوس)وهنا ضحك الكل من تعليق أوسام السيد.

وبعدها عرفت أن الاتحاد وعد اللاعبين بصرف مكافآت قديمة للاعبين من أجل أن يرسلوها لأهاليهم ،لكن الاتحاد نكث بوعده وذهب اللاعبون إلى المالديف دون إرسال أي نقود إلى أسرهم ، مع العلم أن والد اللاعب حماده الوادي أجرى عملية صغرى ، فيما كانت الحمى مرتفعة لدى إبن اللاعب محمد صالح وغيرها من الظروف الطارئة للاعبين .

رحلة دبي والبحث عن أحذية

وفي صباح الخميس توجهت البعثة برئاسة الشيخ سالم العزاني إلى دبي وفيها مكث المنتخب حوالي خمس ساعات (ترانزيت) وفيها لاحظت أن بعض اللاعبين أمثال صالح الشهري والعمقي ومحمد صالح يبحثون عن أحذية ، وعند السؤال قيل لي أن لديهم أحذية ممزقة وقد تم وعدهم أكثر من مرة لكن لم يتم شراء أحذية جديدة لهم ، وقد قال لهم رئيس البعثة ابحثوا عن أحذية في الترانزيت وأنا سأشتريها لكم ومع هذا لم يجد اللاعبون مبتغاهم في المطار آملين في وجود أحذية ممتازة في المالديف.

وكما رأيت اللاعبين وقد تلونت وجوههم بعد أن تم صرف بدل السفر لهم والذي كان عبارة عن 300 دولار . وهنا استاء اللاعبون لأن أعضاء الاتحاد وعدوهم بأن اللائحة ستتغير وسيتم صرف 500 دولار للرحلة الواحدة ، لكنهم تفاجأوا بأن مبلغ بدل السفر لم يتغير وظل كما هو.

كثرة التنقلات أصابت اللاعبين بالإرهاق
كثرة التنقلات أصابت اللاعبين بالإرهاق
السفر إلى المالديف

وبعد انقضاء الخمس ساعات تحركت الطائرة الإماراتية صوب سيرلانكا ومنها إلى مطار العاصمة المالديفية مالي حيث وصلنا حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، ومن المطار تحركنا بزورق بحري إلى جزيرة جميلة عبارة عن فندق أرضي فيه سواحل جميلة وغرف راقية.

عناء أول ليلة

وبعد توزيع اللاعبين على الغرف وجد اللاعبون أنفسهم متباعدين بطريقة تثير الضحك ، فالجزيرة عبارة عن فندق أرضي طوله حوالي كيلو (وبالتحديد 931 متر) ،وكانت غرفة اللاعبين محمد صالح وحماده الوادي في طرف ، وغرفة المسحور والقطوي في الطرف الآخر ، ومن شدة إرهاق اللاعبين طلب الجهاز الفني من المسعف وائل قيراط عمل مساج لهم ، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ منظر القيراط وهو يتنقل بين الغرف المترامية الأطراف علما بأنه كان هو أيضاً مرهقا مثل اللاعبين ، وبصراحة رحمت القيراط ورثيت لحالته لكن القيراط كان أقوى من الجميع خصوصاً وأنه بعد أن أنهى تلك الجولة الشاقة قام بمعية الشيخ سالم العزاني الذي لم ينم أيضاً رغم الارهاق بتوزيع وجبة عشاء خفيفة على اللاعبين في غرفهم وهنا تبرز مواقف الرجال في الشدائد .

في الحلقة القادمة :

< كيف قضى اللاعبون اليوم الثاني من الرحلة .

< هيثم الأصبحي والخوف من التنقل عبر الزوارق البحرية .

< كيف انبهر اللاعبون من أرضية ملعب التمرين.

< لماذا أحضر الشهري جوارب سوداء.

< سحر الجزيرة والوجه الحسن يلفتان انظار اللاعبين .

اللاعبون يبحثون عن أحذية في مطار دبي
اللاعبون يبحثون عن أحذية في مطار دبي
< ولماذا رفض اللاعبين البحث عن فندق آخر.

ليس دفاعاً عن المالديف
كتب / مختار محمد حسن :
خسر منتخبنا الوطني أمام نظيره المالديفي والأمر هنا عادي وعادي جداً أن يخسر أي منتخب أوفريق من فريق آخر ، لكن غير العادي هو أن منتخبنا يتلقى الخسارة من منتخب يفوقه بالتاريخ وبالترتيب الذي يصدره الاتحاد الدولي شهرياً.

وبعد العودة تندر الكل بالمالديف وتم التقليل منها ومن منتخبها ومن لاعبيها وتغنوا بتاريخ اليمن في الرياضة وأنها سبقت المالديف بقرون كثيرة .

وللعلم فقط تضم المالديف (1190) جزيرة منها 200 جزيرة مأهولة و90 يجري الآن التسكين فيها ، وتعتبر المالديف من أفقر وأصغر دول العالم ، وقد نالت استقلالها في عام 1965 من بريطانيا ويتولى فخامة السيد مأمون عبد القيوم رئاسة الدولة منذ 11 نوفمبر 1978 بعد انتخابه من قبل الشعب بأغلبية ساحقة.

وبما أني كنت مرافقا للمنتخب في هذه الرحلة الشيقة والمفيدة لي فقد لزم علي أن أدافع عن هذه البلاد التي استضافتني لمدة ثلاثة أيام كانت من أجمل أيام عمري .

فالمالديف رياضياً هي الأفضل منا بكثير وقد تم فيها اختزال عدد من السنين فسبقتنا وبالتأكيد سنجد المالديف قريبا قبلنا بكثير من المراحل .. فلو رأى معي من يقلل من المالديف تلك الملاعب الخضراء والأرضية الرائعة والتي بالتأكيد تساعد اللاعب على تحسين مستواه(بعكس ملاعبنا وأرضياتها)، كما أن المدربين الذين تعاقدوا مع الاتحاد المالديفي عملوا بصمة كبيرة من خلال تحسين الأداء الكروي بشكل عام وعلى مستوى جميع المراحل السنية ، كما أنني لاحظت أن الاتحاد المالديفي مهتم كثيراً بالملاعب وتعشيبها بالرغم من عددها القليل حتى أني عرفت أنه يوجد في كل جزيرة مأهولة ملعب معشب بطريقة حديثة.

رئيس البعثة يوزع الدولارات على اللاعبين بحضور الشيباني المغادر إلى أمريكا
رئيس البعثة يوزع الدولارات على اللاعبين بحضور الشيباني المغادر إلى أمريكا
كما أني لاحظت وبعد الحديث مع اللاعبين أن جميع لاعبي المالديف لديهم أحذية ذات ماركات عالمية ومن نوعية ممتازة تساعدهم على الأداء الجيد ، وليس كتلك الأحذية التي يرتديها لاعبونا وللعلم الحذاء الذي يلبسه لاعبونا من نوعية 100دولار أو أكثر بقليل فيما الأحذية التي يرتديها لاعبو منتخب المالديف قيمة الحذاء الواحد 250 دولار وللقارئ أن يعرف الفرق في فارق العملة ، كما أني أمعنت النظر إلى يدي حارس مرمى المنتخب المالديفي من أجل معرفة نوعية القفاز الذي يرتديه هذا الحارس وبعد النقاش مع الحارس سالم عوض عرفت أن نوعية القفاز الذي يرتديه حارس المالديف من النوعية الممتازة ، كما قال لي سالم أن كل حارس لابد أن يكون لديه عدد إثنين من القفازات ، واحد للكرات (الملساء) والآخر للكرات الخشنة (أي سالب وموجب) فإذا كانت الكرة خشنة يلبس الحارس قفازات ملساء وإذا كانت الكرة ملساء يلبس الحارس قفازات خشنة ، ونوعية القفازات التي مع حارس المالديف قيمتها 200 دولار (أي ما يساوي أربعين ألف ريال يمني تقريباً) ، فقلت له وماهي نوعية القفازات التي معك فقال :( خلي الطبق مستور).

وبعد الكم القليل مما عرفته أنا وعرفته أنت عزيزي القارئ ألا ترى معي أن المالديف ومنتخبها أفضل منا بكثير ، وعلى مسئولينا الاعتراف بذلك والبحث الجدي عن كيفية تطوير الكرة اليمنية ، من خلال الاهتمام بالناشئين والاهتمام بالملاعب والأندية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى