الدورة العربية الحادية عشرة11 دورة في 6 دول خلال 54 سنة تطرح مجموعة من علامات الاستفهام

> نيقوسيا «الأيام الرياضي» ا.ف.ب:

>
كان أعضاء مجلس جامعة الدول العربية ربما على حق برفضهم الاقتراح الذي تقدم به أول أمين للجامعة عبد الرحمن عزام عام 1947 حول إقامة دورة رياضية كل عام تجمع الشباب العربي في مدينة عربية، لأنهم يعرفون جيدا لا بل مقتنعون بأن دولهم عاجزة عن القيام بمثل هذا العمل كل 4 سنوات فكيف بها تستطيع أن تنفذه سنويا.

والدليل على ذلك ساطع والبرهان موجود ولا يحتاج إلى عناء كبير لإثباته وهو أن 6 دول فقط نظمت 11 نسخة مع أن الجامعة العربية تعد حاليا من الأعضاء ضعفي عدد الدورات أي 22 عضوا 16 منها على الأقل قادرون على التنظيم، وقد تم ذلك خلال 54 عاما أي من المفترض أن نكون على أبواب تنظيم الدورة الخامسة عشرة، بينما تحمل هذه النسخة الرقم 11.

وتتهافت دول العالم على ترشيح نفسها وتشتد المنافسة فيما بينها على تنظيم دورات الالعاب الاولمبية أو الاقليمية أو بطولات العالم لمختلف الرياضات، في وقت يتقاعس فيه العرب عن تنظيم الدورات الخاصة بهم..والسؤال الأول الذي يطرح نفسه بإلحاح ويجب على الاتحاد العربي للألعاب الرياضية قبل غيره أن يكون أول من يطرحه على نفسه هو لماذا لم تنظم أي دورة حتى الآن في دولة خليجية؟.

وما هي العوائق التي تحول دون إقامة هذه الدورات في الدول الخليجية الغنية التي تتزاحم وتتدافع وتتنافس فيما بينها على إقامة حلبات بملايين وأحيانا بمليارات الدولارات من أجل تنظيم الفورمولا واحد ومنافسات الدراجات النارية ودورات كرة المضرب والغولف بجوائز هي الأعلى في العالم؟.

لماذا نافست قطر الدولة الصغيرة التي سبق أن نظمت دورة الألعاب الآسيوية أواخر 2006، على تنظيم كأس آسيا لكرة القدم 2011 ومنحت الاستضافة، وهي تنافس على تنظيم أولمبياد 2016، وهذا حق مشروع لها ولسواها ما دامت قادرة على ذلك ماديا وتنظيميا؟.

لكن من باب أولى يتعين على قطر وغيرها من الدول الخليجية أن تتنافس فيما بينها على استضافة الالعاب العربية.

هل مشاركة السيدات ما زالت تعتبر عائقا أمام التنظيم في بعض دول الخليج غير قطر والامارات اللتين اعتادتا على ذلك من خلال إقامة دورات سنوية للجنسين أقلها في كرة المضرب على سبيل المثال؟.

وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يشارك رياضيو هذه الدول في دورات وبطولات يشكل العنصر النسائي ما يقارب نصف المشاركين؟.

أين البحرين من الاستضافة وهي تعول كثيرا على عداءاتها أكثر من عدائيها في إحراز الميداليات المختلفة في المحافل العربية والآسيوية والدولية وفي هذه الحالة تنتفي المشكلة الخاصة بالمشاركة النسائية؟.

وكان للتنظيم حساباته الخاصة خصوصا على صعيد الحصاد من الميداليات، لكن هذه المشكلة تقلصت كثيرا مع اعتماد التجنيس الذي لم يعد سرا أو عملا محظورا في معظم دول الخليج وفي العديد من الرياضات (كرة القدم وألعاب القوى خصوصا ورفع الأثقال وغيرها).

لماذا هذا التباعد الزمني بين الدورتين الرابعة عام 1965 في القاهرة والخامسة عام 1976 في سوريا (11 عاما) التي خاضت حربين ضد إسرائيل؟ وبين الخامسة والسادسة عام 1985 في المغرب (9 أعوام)؟ وبين السادسة والسابعة عام 1992 مجددا في سوريا (7 أعوام)؟.

لماذا لا يفرض مبدأ المداورة بين الدول العربية القادرة على التنظيم حسب الأحرف الأبجدية على غرار ما هو معمول به على صعيد استضافة مؤتمرات القمة العربية بعد أن كان التقاعس في ذلك ظاهرا للعيان أيضا وتتحكم به الخلافات السياسية في معظم الأحيان.

لماذا طلبت ليبيا استضافة النسخة الحادية عشرة ثم اعتذرت ليدخل لبنان المأزوم سياسيا على خط التنافس مع سوريا وتدخل مصر على الخط لفك الاشتباك الرياضي بين بلدين شقيقين اختلفا سياسيا، وتمنح شرف الاستضافة بإخراج «ناجح» لفيلم عربي يقضي بانسحاب سوريا وفوز مصر على لبنان في عملية تصويت مكشوفة وذلك لعدم إحراج «الجارين اللدودين».

لماذا لم يتم التخطيط لمنح مصر أو أن تتصدى بنفسها لاستضافة الدورة العاشرة عام 2003 في الذكرى الخمسين لانطلاق الالعاب التي استضافت دورتها عام 1953؟ لماذا لم تستخلص العبر من إجماع العالم بأسره على تعويض أثينا باستضافة أولمبياد 2004 رغم أن ملفات أخرى كانت أكثر جودة واكتمالا من ملف ترشيحها، بعد أن بخسها حقها بهذا الشرف عام 1996 في الذكرى المئوية لانطلاق الألعاب الأولمبية من أرضها لصالح أتلانتا الاميركية، قبل أن يختار سيدني لتنظيم مونديال 2000؟.

توضع جميع هذه الاسئلة برسم الاتحاد العربي للالعاب الرياضية، وهو يعرفها جيدا للإجابة عليها ونقلها إلى أرض الواقع لتستريح روح أحمد الدمرداش توني «أبو الألعاب العربية» الذي يصادف تنظيم الدورة الحادية عشرة مع الذكرى العاشرة لرحيله (10 أغسطس 1997).

هل ستلقى هذه الاسئلة الأجوبة الشافية أم سيعاد طرحها بعد 4 سنوات وتحديدا قبل النسخة الثانية عشرة إذا وجدت طبعا من يتصدى لتنظيمها؟.

ويرى المسؤولون عن الرياضة العربية في السر أو في العلن أنه بات مطلوبا أن تتحمل دول الخليج أعباء التنظيم قولا وفعلا إذ لا يجوز أن تقتصر هذه المهمة على 3 من دول عرب أفريقيا (مصر 3 مرات، والمغرب مرتان، والجزائر مرة واحدة) و3 من عرب آسيا (لبنان مرتان وسوريا مرتان والأردن مرة واحدة).

واعتبر نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا (أعلى سلطة رياضية) فراس معلا أنه «بات ملحا وضروريا ان تتصدى إحدى دول الخليج العربي لاستضافة الدورة العربية لأن هذه الدول قامت في السنوات الماضية باستضافة ملتقيات آسيوية وعالمية ولا أرى ما يمنعها من ذلك خصوصا أن الدورات العربية تمثل مشاركة نخبة الأبطال العرب للجنسين في مختلف الالعاب ومنهم من يحمل ألقابا قارية وعالمية».

وأضاف السباح السوري الشهير وعضو اللجنة الاولمبية السورية لفرانس برس «تملك دول الخليج العربي إمكانيات ضخمة تؤهلها لاستضافة الدورات الكبيرة ومنها الدورة العربية، وأتمنى أن تقام النسخة الثانية عشرة في إحدى هذه الدول».

وهنا المدن التي استضافت النسخات السابقة:

الإسكندرية 1957

بيروت 1961

الدار البيضاء 1965

القاهرة 1976

دمشق 1985

الرباط 1992

دمشق 1997

بيروت 1999

عمان 2004

الجزائر 2007.

القاهرة .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى