فيما سجلاتنا تخلو من ميداليات الدورات الكبرى ..يا اتحاداتنا .. من أين تأتون بميدالياتكم ؟ نجوم زمان .. تجاهلوهم ولم ينصفوهم

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي :

>
لقطة من تكريم الأبطال
لقطة من تكريم الأبطال
على عيني .. اتحاداتنا الرياضية تفرخ أبطالا في «مزارعها» بينهم الذهبي والفضي والبرونزي تماما مثلما أن الفنان أبوبكر سالم ظل يردد على مسامعنا «الناس في الدنيا معادن» .. لكن هل الميداليات المصاحبة لهؤلاء الأبطال «حقيقية» أم «فالصو» صنعت في «تايوان»؟..وعلى رأسي .. اتحاداتنا الرياضية تكد وتجتهد في الصالات المفتوحة والمغطاه .. وأبطالها يصعدون «درج» البطولات وهم يبتسمون لفلاش التصوير أثناء مراسيم التكريم،لكن مانوع هذه البطولة أوتلك وما علاقتها بأرقام التاريخ ومحيط الجغرافيا؟ .. أبدا والله ليس في «استهلالي»السابق تهويلات شكسبيرية .. أو موقف معارض تجاه التكريم الذي تبنته وزارة الشباب والرياضة وشمل طابورا من مختلف الفئات .. بدأ برقم «1» في التحرير وانتهى برقم «96» في قصر الشباب .. كما أنه ليس من الحكمة في شيء أن تقرأ الاتحادات التي كلفت الوزارة الملايين أن تقرأ سورة الفلق لسبب بسيط هو أنني لا أمتلك عينين في طرفها حور .. وللتأكيد اسألوا عني الشاعر «جرير».

الذي «ربشني» وربما «ربشكم» أنتم أيضا أن أبطالنا المكرمين حصدوا 30 ميدالية ذهبية و47 ميدالية فضية و40 ميدالية برونزية وبسم الله ماشاء الله وعود في عين الحسود الجحود الذي حضر حفل التكريم ولا صلى على النبي ..وبصراحة ..وبلا لف ولا دوران في نفسي شيء من حتى «تجاه» التكريم الأخير الذي خصص فقط لأبطال النصف الثاني من العام الحالي وحتى لا أحذو حذو ذلك النحوي الذي مات وفي نفسه شيء من «حتى» فإن العبد لله يؤمن تماما بأن الميداليات السابقة «مغشوشة» طالما وقد خلت من «بصمة»الدورات الكبرى .. وعلى طريقة ذلك الهندي فقد فتشت في الدفاتر القديمة لمشاركاتنا في الدورات الكبرى ولم أجد إلا حصاداً بل فتاتاً لا يحمي من برد أو حرارة ..وحقيقة مرة تدفع بالأدلة الساحقة والماحقة من أسفل إلى أعلى كما هو الحال بقاعدة أرشميدس..تصوروا رحلتنا مع الأولمبياد الآسيوي بدأت من نيودلهي عام 1982م حيث داومنا على التوقيع في كشوفات الحاضرين لرفع علم السعيدة وعلى امتداد سبع دورات كاملة لم نصعد إلا منصة التتويج البرونزي في بوسان عام 2002م والدوحة 2006م .. وفوزنا البرونزي ما كان يستحق لولا أن المشاركين كانوا أقل من أصابع اليد الواحدة .. ونفس الكلام ينطبق على مشاركاتنا في الدورات العربية .. وخلوا الطبق مستور في الأولمبياد العالمي فنحن مازلنا نتضامن حتى الآن مع الملف المصري الخاص بتنظيم كأس العالم 2010م والذي نال «زيرو» في كل شيء .. هذه الميداليات التي نعترف بها والتي ترفع من قيمة البلاد والعباد .. وليست ميداليات لبطولات «روتينية»يشارك فيها «الرباع»النطيحة و«اللاعب» المتردية .. وما لم تقل لنا اتحاداتنا أنها اكتشفت الطريق المؤدي إلى كنز «علي بابا» بالنظر إلى عدد الميداليات التي تسد عين الشمس فإن في الأمر مايستدعي الاستعانة بالسؤال : من أين تأتون بميدالياتكم ؟

وبدون النظر في دلالات أن «ميدالياتنا»الحالية مجرد«تنشيط»في بطولات «تقليدية» لا تدون في كثيرمن أرشفة الدورات ، فإن وزارة الشباب والرياضة وقعت ضحية لعمليات تضليل من أقطاب وزارية تعودت أن تمارس دور «عبدالسميع اللميع» لغرض يعرفه يعقوب وإخوانه .. والسؤال لماذا لم تصنف الوزارة الميداليات السابقة بحسب أهميتها؟ .. وهل حقا خدعوا الوزير حمود عباد وقالوا له ميدالياتنا عالمية الطراز جاءت على حساب أبطال العرب والعالم؟ .. لماذا لم يقل لهم «الوزير» الذي وضع اللجنة الاولمبية في «جيبه» ما لم تكن ميدالياتكم أولمبية يفتح الله ..«وبعيداً عن علامات الدهشة وهوامش الربشة فإنني لا أصدق أن وزيرا بحجم حمود عباد كان وكيلا رياضيا في السابق وحكيما في وزارة ضبط فيها ثقافة المنابر وحدود المقابر يقع ضحية لعملية تضليل واسعة استنزفت الكثير من لبن الصندوق ومشتقاته وهو نفسه الذي قطب جبينه عندما جاء وزيرا للشباب والرياضة ولاحظ أن الاتحادات لم تخل عهدتها وأنها اتحادات تفرخ الكذب والإفتراء وتتعلق بحبل الكذب القصير والطويل، وحتى نكون واقعيين وبعيدين عن لغة «النفاق» ومفردة «الابتذال» التي تحول اللون الأسود إلى أبيض في عصر إعلاميين يتكاثرون أمام بوابات الاتحادات، فإن اتحاداتنا تستعين بما تيسر من الذين يحرقون بخور «التلميع» وهات يا مدح وغزل في ميداليات لاتخضع لمقاييس التقويم ..فكان أن تساوت ميدالية «برعم» بميدالية الأولمبي البرونزي أكرم النور، فهل في هذه المفارقة المبكية ما يدفع الوزير عباد إلى خلع قبعة الإعجاب لأبطال طلوا ميدالياتهم بمواقف رجال في مكاتب «القطقطة»؟ .. وقبل أن يقدم رؤساء الاتحادات «شكواهم» لوزير الشباب والرياضة والتفنن في إلصاق التهم بي وقبل حتى أن يسارعوا إلى تقديم أدلة على أن ميدالياتهم سليمة ولا تشوبها أية شائبة بقولهم :«نحن أبطال لأننا هزمنا خصومنا الأشداء الأقوياء وانتزعنا الميدالية الذهبية من فم أسد لا يبتسم»..سأتصدى لهم بسؤال يدور في خلد كل مواطن غلبان لم يستوعب بعد دوافع تكريم 96 بطلا.. حسنا ياحضرات بمن فيهم أصحاب الأجسام المترهلة..إذا كانت ميدالياتكم نتاج حصاد أبطال عرفوا من أين تؤكل كتف كل بطل عالمي أو قاري أو حتى عربي .. فلماذا يضع أبطالكم رؤوسهم في الرمال عندما يواجهون أبطالا من ذات الوزن في الدورات العربية والقارية والعالمية؟ .. قد يقول رئيس اتحاد أن «أبطالنا» صرعوا أبطال السند والهند ..العجم منهم والعرب..وأن الميداليات الملونة ثمرة جد واجتهاد .. طيب إذا كان هذا الكلام صحيح فلماذا يتوارى أبطالنا أمام نفس أبطال هذه الدول في الدورات الكبرى خجلا وكسوفا؟.. إننا نوهم الطيبين ونصر على الحلاقة في ذقون اليتامى بميداليات «عادية».. لاتحتاج إلى هذه «الزوبعة» على أساس أن الماء يكذب الغطاس ..وما لم يفز أبطال اتحاداتنا«أولمبيا» وتأكيد أن مايقوله عنهم الوزير كلام جميل وليس من قبيل البحث عن أضغاث أحلام .. فإن الميداليات الحالية مثار شك من الصعب مصادرته طالما واتحاداتنا تغرف من صحن الميداليات بعيدا عن ضابط النوبة .. ثم كيف نفسر عودة أبطالنا بميداليات لم نسمع عن بطولاتها إلا فيما ندر والنادر لاحكم له .. وكيف تعود نفس الوجوه الفوسفورية من الدورات الاولمبية بوزن زائد من الاشكالات والفضائح التي هي بجلاجل .

لقطة أخرى من تكريم الأبطال
لقطة أخرى من تكريم الأبطال
ولأن «فأر» الشك يلعب في «عبي» من زمان فقد كنت ومن باب إغلاق هذا الملف أن يستخدم الوزير حدسه كقيادي سابق في المجال الرياضي أن يفحص حقيقة هذه الميداليات وأن يضع هذا الكم المهول من الانجازات تحت مجهر الدراسة أو أن يضع اتحاداتنا «الكرتونية» في غربال إزالة ما هو مهم، إذا لم يكن لأجل خاطر عيني نجوى كرم التي تدندن «حط أصحابك في الغربال» فعلى الأقل لمعرفة الباب الذي تدخل منه هذه الميداليات .. اتحاداتنا وفي زمن الضحك على الذقون تعمل من بحر بطولات «البراعم» ونشاطات «النواعم» طحينة بحثا عن «مغانم» و«مكارم» والتقاط الصور التذكارية مع مسئولين رياضيين لا يفرقون بين زيت الزيتون وغاز الأوزون وضمها إلى ألبوم «انجازات» مطلية بأباطيل زمن نعيق الغربان !..بالله عليكم أي خير يرجى من هذه الاتحادات وهي تؤدي نفس دور القطة التي أكلت أولادها؟ .

إذا كان لهذه الاتحادات «شوية» من حمرة الخجل لما تركت أبطالها السابقين يترهلون في شوارع العوز والحاجة ،ولتقريب الصورة زوروا بطل الجمهورية السابق في لعبة التايكواندو محمد الشرفي لاعب نادي الميناء في «مذبح» الدجاج وستعلمون قبل رحيل العمر أن اتحاداتنا «غاوية» أكاذيب و«مدمنة» بطولات وهمية، فأي شعور يمكن أن ينتاب اتحاد التايكواندو وبطله في حالة تصعب على قاسي القلب !!

كان الأجدى بوزارة طويلة عريضة كوزارة الشباب والرياضة أن تقيم حفلها التكريمي لأبطال سابقين ضحوا بمستقبلهم لرفع راية الوطن قبل أن يلتهم «كومبارس» اليوم «كعكة» لا يستحقها؟. كان بإمكان الوزارة أن تدخل التاريخ من الباب الواسع لو أنها طبطبت على رؤوس نجوم ورياضيين منفيين في صحراء من اليأس والقنوط ، منهم من فقد عقله ومنهم من يحتضر على فراش الموت كالكابتن القدير أحمد صالح قيراط المدرب الوطني وأحد فرسان الحذق التدريبي في الزمن الجميل .. ومنهم من تطحنه البطالة حتى كل متنه كفؤاد عباس وخالد عفاره ومحمد السحراني .. ولو أن الوزارة فتشت في كتب الارشفة لتأكد أن هناك ثمة نجوم ورياضيين في مختلف الألعاب يستحقون التكريم ورد الاعتبار لهم وأن أبطال اليوم ضحايا لاتحادات تتوالد خارج غرف النوم كما هو الحال بالبعوض، وأن ميدالياتها «مغشوشة» .. طالما وأن «دي كوبرتان» لم يعترف بها حتى وهو يرقد تحت التراب .. فلا تغالطونا لأننا خير من يعرف أن الفضيحة تمشي على قدمين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى