صوت السلاح يعلو في الازمة اللبنانية

> بيروت «الأيام» توماس بيري :

> الازمة السياسية في لبنان هي مكسب لابو وليد تاجر السلاح الذي يقول انه لا يستطيع تغطية الطلب,ويقول عن سوق السلاح في لبنان انها مزدهرة وانه لو كانت هناك مصانع سلاح في البلاد لما استطاعت تغطية الطلب مشيرا الى ان سعر البندقية الكلاشنيكوف الجيدة وهي أكثر البنادق مبيعا قفز الى ثلاثة امثال وزاد على الف دولار.

وسباق التسلح الجاري بين الفصائل السياسية المتناحرة في لبنان يدق ناقوس الخطر للبنانيين الذين يخشون ان يتخذ صراع السلطة المرير الدائر في بلادهم منحى خطرا ما لم يحسم سريعا.

ويقول ابو وليد الذي عرف نفسه بالاسم الاول فقط ان الطلب كان "قويا على غير العادة" خلال الخمسة أشهر الاخيرة واستطرد "لا يهمني من يشتري ما يهمني من يدفع أكثر."

وذكر انه يبتاع امداداته من السلاح من فصائل فلسطينية بينما يهرب آخرون السلاح الى البلاد.

وفي بلاد متخمة أصلا بالسلاح زاد الاقبال على التسلح من المخاطر والرهان المعلق على الجهود الجارية لحسم المواجهة القائمة بين الائتلاف الحكومي الذي تدعمه الولايات المتحدة ومعارضيه الذين يؤيدون سوريا وايران.

ويحاول الفرقاء الان الاتفاق على مرشح للرئاسة يحل محل الرئيس اللبناني اميل لحود الذي تنتهي فترة رئاسته يوم 23 نوفمبر تشرين الثاني الجاري. لكن عليهم ان يحققوا اولا تقدما في التوصل الى اتفاق حيوي لنزع فتيل أسوأ أزمة داخلية يعيشها لبنان منذ الحرب الاهلية التي اندلعت عام 1975 واستمرت حتى عام 1990 .

وأعرب بان جي مون الامين العام للامم المتحدة الاسبوع الماضي عن قلقه من ان الميليشيات تسلح نفسها استعدادا لحدوث "فراغ دستوري" اذا لم يتوصل الفرقاء الى اتفاق.

وتبادل السياسيون من الجانبين الاتهامات ببدء سباق التسلح وتدريب انصارهم مما القى بالشكوك على المحادثات لانهاء الازمة.

واتهم حزب الله الذي يملك ميليشيات خاصة به بتدريب حلفائه في المعارضة عسكريا وهو ما ينفيه الحزب. ويقول حزب الله الذي تدعمه سوريا وايران ان سلاحه هو فقط للاستخدام ضد اسرائيل.

وأقر مسؤولون أمنيون ان الجانبين يتدربان عسكريا. وتقول مصادر امنية ان المشكلة مازالت محدودة ويمكن للجيش التعامل معها بعد ان تمكن من الحفاظ على حياده خلال الازمة المستمرة منذ عام,لكن مع انتشار السلاح وتصاعد العداء بين انصار الزعماء المتناحرين يمكن ان يتسبب اي تدهور في الموقف الامني الى نزول الاسلحة الى الشوارع وتفجر اعمال العنف.

وهناك شكوك متنامية بين الشيعة والسنة من انصار الفريقين المتنافسين وايضا وسط المسيحيين الذين يساند زعماء لهم التيارين.

وقال نشط سياسي سني من بيروت رفض الكشف عن اسمه "طلبنا من الشبان استخدام اموالهم لشراء السلاح.

"هناك اجتماعات.. مجموعات كل منها يضم 20 فردا نقول لهم ان اي شخص لديه أموال عليه ان يشتري سلاحا لان لا يسكت السلاح الا السلاح".

وذكر انه تم الاتصال بسكان في منطقته السنية لهم خبرة عسكرية وطلب منهم التحرك في حالة الاحتياج لذلك.

وكانت لديه شكوك دفينة في جماعة حزب الله الشيعية ووصف كيف ان السكان في منطقته شكلوا ما يصل الى حد مراقبة امنية للحي وقال "منطقتنا ستحول الى حصن كامل."

هذه الاستعدادات هي في الاساس نتيجة للاشتباكات التي قتل فيها في اوائل هذا العام عشرة اشخاص في واحدة من أكثر الفترات التي شهدها لبنان عنفا منذ الحرب الاهلية.

لكن رغم ارتفاع مبيعات السلاح وتصاعد التوترات لا يرى المحللون امكانية لتفجر صراع بحجم الحرب الاهلية التي بدأت بقتال بين لبنانيين مسيحيين ومسلمين دعمتهم فصائل فلسطينية.

في الحرب الاهلية كان الفرقاء لديهم ميليشيات منظمة تنظيما جيدا وترسانات اسلحة تضم أسلحة ثقيلة. لكن الان لا يملك سوى حزب الله امدادات كبيرة من السلاح,والبعض يقول ان موقف الحزب المهيمن يحول دون نشوب اي صراع.

ويقول تيمور جوكسيل وهو خبير في الشؤون الامنية في لبنان "لم أتوصل بعد الى تصور أحدد فيه من سيحارب من. اذا كانت هناك تدريبات جارية فلا اعتقد انها تجري على نطاق واسع لدرجة يمكن وصفها بالنزعة العسكرية".

واضاف "كل ما نسمع به حتى الان هو في الاغلب اجتماعات اسبوعية تشارك فيها جماعات صغيرة لتطلق أسلحتها."

لكنه يقول ان ظهور مجموعات "مراقبة في الحي" هي مؤشر على صراع آخذ في التشكل وانه "اذا لم يكبح سريعا يمكن ان يؤدي بمرور الوقت الى تشكل ميليشيات." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى