الكابتن مختار شاذلي لاعب خط وسط فريقي الأمل والشباب الرياضي (الثاني):تدربت في نادي الزمالك المصري واستفدت من المدربين عبدالله سبولة ونصر شاذلي

> «الأيام الريــاضـي» رياضة زمان:

> يسر صفحة (رياضة زمان) الأسبوعية أن يكون ضيفها هذه المرة الكابتن مختار شاذلي لاعب فريق نادي الأمل لكرة القدم والفريق الثاني لنادي الشباب الرياضي بكريتر عدن، وقد تحدث إلينا مشكورا عن مشواره الرياضي في السطور التالية:

> إسمي الكامل مختار صالح عبدالله الشاذلي وإسم الشهرة (مختار الشاذلي) من مواليد 7أبريل 1948 في مدينة عدن التي تلقيت دراستي في مدارسها، أما عن الوظيفة فقد عملت في التربية والتعليم منذ فبراير 1970 كمدرس ومساعد مدير مدرسة ومدير مدرسة، ورئيس لقسم الكادر الوظيفي بإدارة التربية والتعليم مديرية الميناء (التواهي) وقبل أن أتقاعد في مايو 2006م كنت قد عينت كمشرف تعليمي لمدارس التعليم الأساسي في المديرية وأنا متزوج وأب لولدين وبنتين.. وحاليا أنا عضو في نادي التلال الرياضي.

> بدأ مشواري الرياضي في الحارة التي ترعرعت فيها والمسماه بحارة الشيخ عبدالقادر الجيلاني القريبة من محطة الميدان لسيارات الأجرة بكريتر، وكان الموقع الحالي لباصات الأجرة الذاهبة إلى الشيخ عثمان وخورمكسر متنفسا كنا نطلق عليه (ملعب يوسف خان) لكونه كان يقع خلف عمارة يوسف خان (رحمه الله) مباشرة،وكنا نلعب كفريق حارة مع الفرق الأخرى، علما بأنه كان بجواره ملعبا للكرة الطائرة..كما كنت ألعب لفريق المدرسة ضد فريق المدارس الأخرى ومنتخباتها .. وكان حينها يتواجد في ملاعبنا أناس متخصصون في الكشف عن المواهب والبحث عنها لاستقطابها إلى أنديتهم وهو ما نفتقر إليه حاليا.

> أول فريق رسمي لعبت له بالتزامن مع لعبي مع الفرق والمنتخبات المدرسية هو فريق نادي الامل الرياضي الذي كان قد تأسس في 1958م وهو من فرق الدرجة الثانية (2) بكريتر،والذي انضممت إليه في1961 بعد أن تم منحه الاعتراف الرسمي من قبل الجمعية الرياضية العدنية في مطلع 1960م..وقد كنت ألعب في مركز الوسط، وأتذكر أن أول مباراة تم زجي فيها من قبل لاعبي فريقنا الكبار سنا لاختبار قدراتي كانت ضد فريق قوي مكون من جنود الجيش البريطاني على ملعبهم بخورمكسر(المجراد) ملعب معسكر الشهيد بدر(حاليا) وبالرغم من خسارتنا في المباراة 5/2 إلا أنها كانت تجربة مفيدة لي ونالت استحسان قيادة الفريق وزملائي الكبار، وقد كان خالي الرياضي المعروف والمخضرم جعفر عبدالقادر رحمه الله لا يبخل في توجيهي وإرشادي وتشجيعي.

> عند زيارة فريقي الموردة السوداني والإسماعيلي المصري لعدن عام 1963م كنت أحضر وأشاهد تدريباتهما الحديثة التي كانا يجريانها على ملعب المدرج البلدي بكريتر(ملعب الحبيشي حاليا)، فشكل ذلك في نفسي حافزا قويا على ضرورة الانتقال إلى ناد كبير ومشهور، فكان انضمامي للفريق الثاني لنادي الشباب الرياضي بكريتر، حيث لعبت له موسما واحدا عدت بعده إلى فريقنا «الأمل» بعد أن استفدت كثيرا من تدريباته الحديثة واحتكاكي المباشر بكبار نجومه المشهورين ومشاركتي معه كلاعب في فريقه الثاني إلى جانب زميلي العزيز الموهوب فارض صعيدي.

> أولى مبارياتي الرسمية مع فريق الأمل لعبتها أمام فريق نادي الخساف القوي بعد اختياري للعب أمامه من قبل قائد فريقنا الكابتن «عبدالله سبوله» رغم اعتراض بعض لاعبينا الكبار نظرا لأنني كنت حينها أصغر اللاعبين سنا في الفريق وخوفا من تعرضي للإصابة وقد نجحت في إثبات قدراتي رغم لجوء بعض لاعبي الخصم للخشونة المتعمدة .. وقد أعقبت هذه المباراة مباريات عدة أخرى حققنا فيها انتصارات عدة في كريتر والمعلا والشيخ عثمان وأبين كما حققنا بطولة مسابقة كأس الهوندا نهاية 1966م بعد فوزنا على طليعة لحج 1/6.

> لم ألعب حافياً في أي مباراة على الإطلاق حيث كانت لنا في نادي الامل الرياضي ميزة خاصة في اللعب بأحذية مميزة تسمى (أديداس) بسبب وجود زميلنا العزيز اللاعب (مصطفى محمود يوسف خان) قلب هجوم فريقنا والذي كان والده رحمه الله هو المورد الوحيد للأدوات الرياضية وقد كان يبيع لنا هذه الأحذية وأي أدوات رياضية أخرى بنصف القيمة، فيما كان يقسط المبالغ على الطلاب اللاعبيين الأساسيين في الفريق على ثلاثة أشهر، وكان فريقنا يضم عددا من اللاعبين الجيدين الكبار في السن إلى جانب نخبة من الناشئين الموهوبين حيث كنا نلعب بتشكيلة تتكون من: فضل عاطف، محمد بلابل، عبدالله الفرنساوي، مقبل، عبدالكريم محمد، عبدالله الحبيشي، عبدالله السبولة، مصطفى يوسف خان، عبدالرحمن وعبدالغفور عصب والا، الرباطي، محمد عثمان، محمدعبدالله الدفعة، جميل محمد ، وفتح.. علما بأنه قد تعاقب على حراسة مرمانا خمسة حراس هم :عبدالرحمن الحريبي، حامد بنده، علي قمر، جميل شاذلي وعزالدين جعفر.

> لم نكن نتدرب كبقية الفرق الأخرى بعدن ولكن بعد زيارة فريقي الموردة السوداني والاسماعيلي المصري لعدن في عام 1963م ،ومشاهدتنا لتدريباتهم التي جعلتنا نتنبه إلى ضرورة التدريب قبل المباريات، فأصبحنا نتدرب يومين في الأسبوع، بعد اتخاذ هيئتنا الإدارية قرارها بتكليف الكابتن عبدالله سبوله زميلنا وقائد فريقنا بمهمة تدريب الفريق باعتباره الأكبر سنا، والأكثر لياقة نظرا لاشتراكه في نادي بناء الأجسام وإجادته السباحة وتميزه بجسم رياضي جميل وقوي ومتناسق، وللأمانة كان هو من شجعني على الإقتداء به حيث التحقت بعضوية نادي بناء الأجسام وتعلم فنون السباحة، خاصة وأن مسبح حقات كان بالقرب من نادي بناء الاجسام،كما كان السبوله هو من اختارني فيما بعد لأكون مساعدا له في تدريب الفريق عقب عودتي من نادي الشباب الرياضي وعلمه بأنني أخذت دورة تدريبية لمدة شهر في نادي الزمالك المصري، وبما اكتسبته من خبرة متواضعة في أصول التدريب على يد الأخ والكابتن والمدرب القدير الأستاذ نصر عبدالرحمن شاذلي، رئيس نادي الشباب الرياضي العملاق واحتكاكي بكبار نجومه.

> وفي سبتمبر 1965م أقنعني الكابتن عبدالله سبوله بظروفه الصعبة الخاصة في لقاء خاص بيني وبينه بعد التنسيق مع إدارة النادي بضرورة تحمل مهمة تدريب الفريق فقبلت ، فيما استمر هو كقائد للفريق إلى أن اعتقله جنود الاحتلال البريطاني واستخباراتهم العميلة بتهمة مشاركته في إحدى العمليات الفدائية في مارس 1966م حيث ظل في المعتقل حتى يوم الاستقلال المجيد 30نوفمبر1967م، وحينها تحمل أخونا وزميلنا القدير الكابتن عبدالله الحبيشي مهمة القيادة وكان خير خلف لخير سلف.

> يكاد فريقنا الأمل أن يكون النادي الوحيد الذي ظل بعيدا عن الصراعات والانقسامات والشللية حيث تميز بثبات قيادته المنسجمة التي كانت غالبا ما يتم انتخابها سنويا وهم : عبدالله الحبيشي (رئيسا للنادي)، عبدالله سبولة (نائبا للرئيس)، محمد عثمان أبوبكر (سكرتيرا)، مصطفى محمود يوسف خان (سكرتيرا رياضيا)، عبدالكريم محمد عبدالرزاق (مسؤولا ماليا)، عبدالرحمن عصب والا (مفتشا عاما)، سعيد أحمد علي وعلي أحمد قمر (عضوان).. وكان مقر نادينا في العامين الاول والثاني من عمر التأسيس عبارة عن بخار صغير أمام ملعب يوسف خان (محطة الباصات حاليا في الميدان بكريتر)، لكن بعد أن توسعت قاعدة النادي وتنامى في أسسه التنظيمية وحضوره الرياضي في الوسط الرياضي والاعتراف الرسمي به وتمكن فريقنا من دخول أتون المنافسات الكروية الرسمية قمنا باستئجار بخار كبير تحت إحدى عمارات حارة الشيخ الجيلاني بمنطقة الميدان بكريتر، وتم تقسيم جزء منه بقواطع لتكوين مكاتب إدارية وقاعة للإجتماعات.

> كان اختياري لمركزي الثابت في خط الوسط يعود للكابتن والمدرب عبدالله سبوله لقناعته بقدرتي على تملئة هذا المركز الهام الذي فوجىء به الجميع يصبح شاغرا بسبب ظروف لاعبنا الكبير عبدالله الحبيشي والتي أدت إلى توقفه عن اللعب .. أما أفضل(5) فرق كرة قدم فهي:القطيعي، شباب التواهي، الأحرار، الشباب الرياضي، والحسيني.

> توقفت عن اللعب في بداية 1967م بسبب تعرض مفصل قدمي الأيمن للإصابة ثلاث مرات حيث كنت عندما أشعر بحالتي تتحسن أعود للعب مع الفريق نظرا لحاجته لخدماتي بحكم أهمية مركزي .. لكنني بعد التوقف استمررت في أداء مهمتي كمدرب للفريق حتى يوليو 1967م ونتيجة لتطورات الأوضاع السياسية التي شهدتها عدن خاصة،وبقية المحافظات الجنوبية واشتداد النضال لانتزاع الاستقلال وإخراج المستعمر في 30نوفمبر 1967م وما أعقب ذلك من مستجدات توقف نشاط نادينا أسوة بالنشاط العام الرياضي لكافة الأندية بمدينة عدن، ومن ثم تدخل حكومة الاستقلال الوطني من خلال اتحاد الكرة الذي تم تشكيله وإعلان قيامه على أنقاض الجمعية الرياضية العدنية، ودمج أندية عدن ولحج وتقليص عددها وفقا للتوجه السياسي العام آنذاك .

حيث أدى ذلك إلى تفرق لاعبي فريقنا (الأمل) بين الأندية، فيما توقف البعض الآخر عن اللعب لظروف مختلفة .. ففضلت أنا التوجه إلى نادي الشباب الرياضي الذي كانت له معزة خاصة عندي وأصبحت عضوا فيه.

> في مطلع السبعينات خضت مجال الإعلام الرياضي حيث كنت أساهم في الكتابة لصحيفة «14أكتوبر» وأقوم بالتعليق على المباريات بتشجيع من الاستاذ محمد عبدالله فارع الذي أشركني معه في تقديم برنامجه التلفزيوني الأسبوعي (الرياضة)، ومن ثم إعداد أكثر من 36 حلقة من حلقات برنامج (الرياضة) الإذاعي الأسبوعي ،وتطور الأمر إلى حد تكليفي من قبل الأستاذ محمد سعيد عبدالله، رئيس اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى للرياضة بعدن آنذاك بمهمة تغطية مختلف المهرجانات.

وكذا تكليفي رسميا من قبل اللجنة الرياضية العليا للفريق العسكري (الجيش) بمهمة (مستشار إعلامي رياضي) للجنة اعتبارا من 1974.

كما كلفت بمهمة «مراقب إعلامي رياضي»حيث رافقت البعثة الرياضية لفريق القوات المسلحة المتوجهة إلى الصومال للمشاركة في بطولة الجيوش الصديقة، والتي أحرزنا فيها مركز الوصيف.. وفي أغسطس 1978 توقفت عن المساهمة في هذا المجال الإعلامي لانشغالي بوظيفتي المهنية الجديدة (مدير مدرسة).

> هناك بطبيعة الحال فارق بين مستوى كرة قدم زمان وكرة اليوم، حيث كان المستوى أفضل بكثير مما هو عليه الآن، فلاعب زمان كان يتميز بالعطاء اللا محدود وتحليه بروح الحب والوفاء والإخلاص والإنتماء لناديه دون أن يأخذ منه شيئا ، أما لاعبو اليوم فنجد معظمهم عكس ذلك تماما حيث يطالبون أنديتهم بكل شيء بينما هم لا يعطونها حتى حقها في رسوم الاشتراك الشهري الرمزي، فضلا عن غياب المستوى الكروي الثابت في المباريات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى